فيا عجبا لمن ربيت طفلا ألقمه بأطراف البنان أعلمه الرماية كل يوم فلما استد ساعده رماني - YouTube
ولما علم الملك (عثمان بن عمران) ملك عُمان حينذاك، وعلم شجاعته وتغلبه على الفرس عرض عليه الزواج من ابنته.. وكان مالك بن فهم قد كلف أولاده الحراسة بالنوبة في كل ليلة مع جماعة من خواصه وأمنائه من قومه الأزد. وكان أحظى ولد إلى قلبه، ابنه (سليمة). فيا عجبا لمن ربيت طفلا - معن بن أوس المزني - YouTube. وهو أصغر اولاده. وكان مالك يعلمه في صغره الرمي والفروسية إلى إن تعلم وكبر، واشتد عضده، لم تقر أعين اخوته واستكثروا فيه حظوته لدى أبيه، ولما بلغ الحسد مهم مكانة كبيرة، قالوا: يا أبانا إنك قد جعلت أولادك يحرسون بالنوبة وما أحد منهم إلا قائم بما عليه ما خلا سليمة، فإنه اضعف همة وأعجز منة وإنه إذا جن الليل في ليلته يعتزل عن الفرسان ويتشاغل بالنوم والغفول عما يلزمه، إلا ان مالك لم يقتنع بذلك، ورد الأبناء المحاولة حتى ملأ الشك قلبه. فقرر مالك مراقبة أبنه في نوبته، فبينما هو مقبل في جوف الليل متخفيا لينظر فعل سليمة، فأنتبه سليمة من صهيل خيله وهي تصهل بقدوم دخيل ففوق سهمه في كبد قوسه، فأحس مالك بذلك فنادى يا بني لا ترم أنا أبوك. فقال سليمة يا أبت قد ملك السهم قصده، فأصاب مالكاً في قلبه.
يورد ابن دريد القصة في كتابه (الاشتقاق)، ص 497 وهناك قرأت شكل الاسم مختلفًا (سَلِيمة) بفتح السين، (وليس كما روى صاحب اللسان بلفظ= سُلَيمة)، وذُكر في الاشتقاق أن مالكًا قتل أباه، وأضاف بعد البيت: "ويُروى اشتدَّ". أخلص إلى القول أن الغالب في الروايات هو (استدَّ) بالسين، وأن الشاعر هو معن بن أوس، وأختم بما قاله الثعالبي في (لباب الأدباء) في مادة (معن بن أوس): "ومن أمثاله السائرة... أعلمه الرواية كل يوم فلما قال قافية هجاني وهذا من الحسن على ما لا خفاء به. " ولاحظنا هنا كذلك أن صدر البيت اختلف، فبدلاً من "وكم علمته نظم القوافي" ذكر الثعالبي: "أعلمه الرواية كل يوم". إضافة في هذا السياق: في الأمثال ورد: سمّن كلبك يأكلك، جزاء سِـنِـمَّـار، يلاقي الذي لاقاه مجير أم عامر... وفي الدارجة: خيرًا تعمل شرًا تلقى. بدل المعروف لطّ كفوف... إلخ