قال انما اوتيته على علم عندي – المنصة المنصة » تعليم » قال انما اوتيته على علم عندي قال انما اوتيته على علم عندي، القرآن الكريم هو كلام الله الذي نزل على سيدنا محمد وهو معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة إلى يوم الدين، وقد نزل القرآن الكريم مفرقاً ولم ينزل دفعةً واحدة ليسهل دراسته وحفظه، والقرآن الكريم يشتمل على العديد من الآيات التي تحتاج إلى تفسير وتوضيح لمعناها والمقصود بها، وقد يلجأ الكثير منا إلى الاستعانة بكتب التفسير من أجل فهم المعنى المطلوب. هذه الآية الكريمة جاءت في سورة القصص، وهي سورة تعرض قصص أمم سابقة والتي نستطيع من خلالها أن نستخلص العبر والمواعظ، والآية تتحدث عن قصة قارون الذي منحه الله تعالى المال والعلم، والنسب، ولم يعترف بفضل الله عليه بل نسب كل هذه النعم إلى نفسه، وعاقبه الله بأن حرمه من تلك النعم التي تفاخر بها ونسبها إلى نفسه، حيث أنه يجب على الإنسان أن يشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. السؤال التعليمي / قال انما اوتيته على علم عندي. المقصود بالآية الكريمة الاجابة الصحيحة: قارون
القول في تأويل قوله تعالى: ( قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ( 78)) [ ص: 626] يقول تعالى ذكره: قال قارون لقومه الذين وعظوه: إنما أوتيت هذه الكنوز على فضل علم عندي ، علمه الله مني ، فرضي بذلك عني ، وفضلني بهذا المال عليكم ، لعلمه بفضلي عليكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا أبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة ( قال إنما أوتيته على علم عندي) قال: على خبر عندي. قال: حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد في قوله: ( إنما أوتيته على علم عندي) قال: لولا رضا الله عني ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا ، وقرأ: ( أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا)... الآية. وقد قيل: إن معنى قوله: ( عندي) بمعنى: أرى ، كأنه قال: إنما أوتيته لفضل علمي ، فيما أرى. وقوله: ( أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا) يقول جل ثناؤه: أولم يعلم قارون حين زعم أنه أوتي الكنوز لفضل علم عنده علمته أنا منه ، فاستحق بذلك أن يؤتى ما أوتي من الكنوز ، أن الله قد أهلك من قبله من الأمم من هو أشد منه بطشا ، وأكثر جمعا للأموال; ولو كان الله يؤتي الأموال من يؤتيه لفضل فيه وخير عنده ، ولرضاه عنه ، لم يكن يهلك من أهلك من أرباب الأموال الذين كانوا أكثر منه مالا لأن من كان الله عنه راضيا ، فمحال أن يهلكه الله ، وهو عنه راض ، وإنما يهلك من كان عليه ساخطا.
وكذا قوله: (ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) مريم 35. ثم أنزل تعالى هذا الأمر منزلة الإنذار، وذلك في قوله: (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً) الكهف 4. & خامساً: نبذ العرف الاجتماعي الذي كان سائداً في بعض القبائل العربية، ومن الأمثلة على ذلك، تفضيل الذكور على الإناث، وقد بين الله تعالى هذا الأمر في بعض مواضع القرآن الكريم، كما في قوله: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم***يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) النحل 58-59. وكذا قوله تعالى: (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً ظل وجهه مسوداً وهو كظيم) الزخرف 17. وقد يلحق بهذا الأمر قتل الأولاد من كلا الجنسين، بسبب الفقر، ولهذا نهى الله تعالى عن ممارسة هذا العمل، كما في قوله: (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم) الأنعام 151. وقريب منه الإسراء 31.
وفي قوله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون***فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) غافر 82-83. وهكذا كان هؤلاء ينطلقون في تفسيرهم وتقييمهم لما حصلوا عليه من نتائج ومواقع وأموال كبيرة، من طبيعة نبوغهم العلمي على أساس العلاقة بين الأشياء وأسبابها المادية، ولا يحاولون الرجوع إلى طبيعة هذه الأسباب، وعلاقتها بالنظام الكوني الذي أودع الله في داخله قوانينه الطبيعية وسننه الاجتماعية، ووسائله المادية، مما لم يكن له أية إمكانية في الوجود بعيداً عن إرادة الله وقدرته في حركة الحياة والإنسان، الأمر الذي يجعل العلم من مفردات النظام العام للوجود، وليس هو السبب الوحيد من جهة، كما أنه ليس شان الإنسان باستقلاله من جهة أخرى، لأنه هبة العقل الذي خلقه الله، وحركة الحواس التي أبدعها الله. & انتهى موضع الحاجة من كلامه.. ومن أراد المزيد فليراجع تفسير من وحي القرآن. & & [email protected] & &