وتعرف الأمم المتحدة علامات الصحة النفسية، بعمل الشخص عملًا لآخرين لا يعود نفعه المادي عليه؛ ما يدل على إحساسه بالآخرين، ومشاركته لهم، وإسهامه في حل مشاكل المجتمع، وعدم انغلاقه على نفسه؛ إذ يخرج من دائرة التمركز حول الذات؛ فيشعره بالراحة، والاطمئنان النفسي، والثقة في المجتمع، فتذوب معه أمراض الحقد، والضغينة، والاكتئاب الموجودة في النفس البشرية. ويكون الأمر أكثر نفعًا، عندما يمارس المريض، العمل الخيري؛ كونه عبادة لله؛ فيشبع الجانب الروحي والنفسي معًا.
الزمن يحتاج لقلوب عذبه و لأنفس صافيه حتي تنقية و تزيل الأشواك المؤذيه منه أهل ذلك الزمن جميعهم و مهما بلغوا من مناصب و علوا مقام فالدنيا جميعهم محتاجون لبعضهم لا يحل المال محل بنى البشر.. نحن محتاجون لنكون يدا واحده و نفسا واحده لتتقوي ارواحنا و نسموا فيها فالأعالي. حكي انه كان هنالك امرأه تصنع الخبز لأسرتها جميع يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز اضافيا لأى عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافى على شرفه النافذه لأى ما ر ليأخذه. وفى جميع يوم يمر رجل فقير احدب و يأخذ الرغيف و بدلا من اظهار امتنانة لأهل المنزل كان يتمتم بالقول " الشر الذي تقدمة يبقي معك، والخير الذي تقدمة يعود اليك! ".. ازرع جميلا ولو في غير موضعه... كل يوم…… كان الأحدب يمر به و يأخذ رغيف الخبز و يدمدم بنفس العبارات " الشر الذي تقدمة يبقي معك، والخير الذي تقدمة يعود اليك! " بدأت المرأه بالشعور بالضيق لعدم اظهار الرجل للعرفان بالرائع و المعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:"كل يوم يمر ذلك الأحدب و يردد جملتة الغامضه و ينصرف، تري ماذا يقصد؟" فى يوم ما اضمرت فنفسها امرا و قررت " سوف اتخلص من ذلك الأحدب! "، فقامت بإضافه بعض السم الى رغيف الخبز الذي صنعتة له و كانت على و شك و ضعة على النافذة، لكن بدأت يداها فالارتجاف " ما ذلك الذي افعله؟!
".. قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم " الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك! " وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة. كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما، في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب البيت مساء وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال " إنها لمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!! وأثناء إعطاءه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر كثيرا من حاجته" بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وظهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا!!