وبسبب هذا النقص تتكدس القضايا عند القاضي، ويصبح حاله كحال (خراش) عندما تكاثرت عليه الظباء ولا يدري أيها يصيد، و(الشق والبعج) إذا انتقل حضرة القاضي إلى مدينة أخرى وحل مكانه آخر، فلا يستمر الجديد بالقضية من حيث انتهى سابقه، ولكنه يعود بها للمربع الأول، ويبدأ فيها من جديد، ومع كامل احترامي للقضاة، فقد انطبق على بعضهم المثل المصري القائل: (حاوريني يا طيطه)، فالقضية تظل تلف وتدور سنوات تعقبها سنوات. وأرجوكم خذوني على قد عقلي، فلو أننا قسمنا عدد سكان المملكة وهم في حدود 30 مليوناً بين مواطنين ومقيمين، على 3 آلاف قاضٍ، سوف يكون لكل مائة ألف قاضٍ واحد لا غير - تصوروا!! مع أن المعيار الدولي الأكثر نموذجية يحبذ أن يكون لكل مائة ألف سبعة قضاة - أكرر سبعة قضاة. من سار على الدرب وصل | الشرق الأوسط. ولا شك أن أملنا كبير في معالي الوزير، ومن سار على الدرب الوصل.
انسخ الرابط وشاركة مع من تريد URL
..... انتقل الإنسان مراحل عديدة في العلم وكل مرحلة ترفعه وتطوره وترقيه … فمنذ اكتشافه للنار عن طريق احتكاك حجرين ببعضهما وهو يرتقي ويفكر ويتعلم… حتى وصل إلى أن يرى العلم كله وهو في منزله أمام شاشة صغيرة تنقله من مكان إلى آخر. … فكان العلم السبب الأول في راحة الإنسان وسعادته… ولهذا كان للعلم الفضل الكبير والمكانة العظيمة في الإسلام … فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على العلم وشجعه وبين فضله.. وما يترتب على ذلك من الخير العظيم والأجر الجزيل ، والذكر الجميل ، والعاقبة الحميدة لمن أصلح الله نيته ، ومنَّ عليه بالتوفيق. يخبرونك انه من سار على الدرب وصل. و النصوص في هذا كثيرة معلومة ويكفي في شرف العلم وأهله أن الله عز وجل استشهدهم على وحدانيته.. وأخبر أنهم هم الذين يخشونه على الحقيقة والكمال. قال تعالى: ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة آل عمران الآية 18. فاستشهد الملائكة وأولي العلم على وحدانيته سبحانه.. وهم العلماء بالله ، العلماء بدينه ، الذين يخشونه سبحانه و يراقبونه ، ويقفون عند حدوده ، كما قال الله عز وجل: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) سورة فاطر الآية 28.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين في حديث معاوية رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) وهذا الحديث العظيم له شواهد أخرى.
والحذر من مسالك الرياء والنفاق فإنَّ كثيراً من طلاب العلم سقطوا لمَّا غفلوا عن تلك الشهوات الخفية.. وهذه الشهوات الخفية تهجم على قلب المتعلم صغيراً كان أو كبيراً ، مشهوراً كان أو مغموراً ، فتفسد عمله ، وتخيِّب قصده.. ومن هذه الشهوات الترفع وحب الظهور ، و كسب الاحترام والتوقير. ، و طلب الشهرة وأن يشار إليه بالبنان… إنها مصيبة اتخاذ العلم وسيلة لنيل غرض من أغراض الدنيا … لبناء الأمجاد الشخصية ، والعلو على الناس ، والاستعظام عليهم ، واحتقار الآخرين وازدرائهم ، وعيبهم والتشنيع عليهم ، شهوة حب التصدر ، وأن ينشغل الناس به ، وينقادوا إليه … ثم تكون النتيجة الكبر. ، الغرور. ، العجب. كـلُّ مـن سـارَ علـى الـدَّربِ وصـلْ !!!!. ، الأنانية ، وحب الذات ،. وعبادة النفس ، والانتصار لها ، والغضب لها ،. وعبادة الهوى. شهوات تسقط بسببها سماء إيمانك على أرضه ، فلا تقوم للقلب قائمة ، وواللهِ إنَّ القلب ليقشعر من مجرد تعديد هذه الأمراض … وقد قيل لذي النون المصري ـ رحمه الله تعالى ـ: متى يعلم العبد أنه من المخلصين ؟ فقال: إذا بذل المجهود في الطاعة ، وأحب سقوط المنزلة عند الناس. وقيل ليحيى بن معاذ ـ رحمه الله تعالى ـ: متى يكون العبد مخلصاً ؟ فقال: إذا صار خلقه كخلق الرضيع ، لا يبالي من مدحه أو ذمه.