أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي. وَعَنْ صفْوَانَ بن عسال المُرَادِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ في المَسْجِدِ مُتَّكِيءٌ عَلى بُرْدٍ لِهُ أَحْمَرَ ، فَقُلْتُ لَهُ ، يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ ، فَقَالَ: « مَرْحَباً بِطَالِبِ الْعِلْمِ ، إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ تَحٌفُّهُ المَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ، ثٌمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّى يَبْلٌغٌوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ مَحَبَّتِهِمْ لِما يَطْلُبُ ». أخرجه أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد *****************************************
معاشر المؤمنين: كم من مجتهد بطل عمله لجهله وقلة علمه، روي أن عابدًا انقطع للعبادة عدة سنين، فزاره أحد العلماء، فوجده قد طمس إحدى عينيه بالطين، فلما سأله العالم عن ذلك، قال: " نظرت إلى الدنيا فازدريتها، وقلت: إنها ليست بأهل لأنظر إليها بعينين، فطمست إحداهما، فقال له العالم: منذ كم ذا؟! قال: منذ سنين، قال: أنت منذ سنين وصلاتك باطلة؛ لأن ماء الوضوء لا يصل إلى عينك وما حولها ". ادلة على فضل طلب العلم. فانظروا -عباد الله- كيف دخل الشيطان على هذا العابد من طريق جهله، بل أعظم من ذلك، فلربما أفسد الشيطان عليه عقيدته من طريق جهله، وبالعلم يتحصن من ذلك. جاء في طبقات الحنابلة أن الجيلاني الحنبلي قال: " رأيت نورًا أضاء في الأفق، وبدت لي صورة ونوديت منها: يا عبد القادر: أنا ربك، وقد أحللت لك المحرمات، فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اخسأ يا لعين، فإذا ذلك النور ظلام، وتلك الصورة دخان، ثم خاطبني، وقال: يا عبد القادر: نجوت مني بعلمك بحكم ربك وفقهك، ولقد أضللت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق، فقلت: لربي المنة والفضل، فقيل له: كيف علمت أنه شيطان؟! قال بقوله: أحللت لك المحرمات ". عباد الله: إن العلم حياة القلوب ونور الصدور وزكاة النفوس، فلنحرص جميعًا على طلبه ولا يشغلنا عنه شاغل، ولا يقل العبد: قد مضى سن طلب العلم، فإن العبد يطلب العلم حتى الموت، ولما رؤي الإمام أحمد يحمل معه المحبرة وسئل عن ذلك، قال: " من المحبرة إلى المقبرة ".
فكذلك الناحية الثقافية أيضًا، يريد القارئ أن يقرأ رسائل صغيرة، ونشرات سريعة. أما أن يقرأ كتابًا في التفسير كابن كثير، أو كتابًا معتمدًا في الحديث كالبخاري أو شرحه، فليس عند كثير من الناس من الطاقة والجلد على ذلك في عصر السرعة. فإن كان ولا بد من قراءة الكتب الملخصة، فليقرأ الجيد منها بإشراف عالم ثقة وبتوجيهه. هذه واحدة.. والطريقة الثانية: هي مجالس العلم، ومجالسة العلماء، كما قال لقمان لابنه: "يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن القلوب تحيا بالعلم كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر". فضل طلب العلم النافع - ويكي ان. الذي يحيي القلوب من العلم هو: العلم النافع، الذي يُذَكِّر بالله والدار الآخرة. ولهذا جاء في كثير من الأحاديث النبوية حَثٌّ على مجالس الذكر، وأنها روضة من رياض الجنة: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: هي مجالس الذكر أو حلق الذكر" (رواه الترمذي وحسنه). وبعض الناس يظن الذكر، هو ما يفعله الدراويش وأدعياء الصوفية من الآهات والكلمات والإشارات. إنما الذكر الذي عرفه الصحابة والتابعون هو تذاكر أمور الدين، وتلاوة كتاب الله، وتذاكر الحلال والحرام، وتذاكر التفسير والحديث والفقه. هذا هو أعظم ذكر.
[٤] روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يا أبا ذَرٍّ إذا صُمْتَ من الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فصُمْ ثلاثَ عَشْرَةَ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ). فضل طلب العلم - سطور. [٥] روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أمرنا رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أن نصومَ منَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيَّامِ البيضِ ثلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخمسَ عشرة). [٦] روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إذا صُمتَ شيئاً منَ الشَّهرِ فصُم ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ). [٧] الحصول على فضل صيام التطوع يُعدّ صيام الأيام البيض من كلّ شهرٍ من صيام التطوع الذي يقوم به المسلم من أجل أن يتقرب من الله -سبحانه وتعالى-، ولم يجعله الله -تعالى- من العبادات المفروضة على العباد، فمن فعله نال الأجر والفضل، وهو دخول الجنّة من باب الصائمين الذي يُسمّى الريان. وقد ثبت عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (إنَّ في الجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ).
طلب العلم النافع فرض على كل مسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم " طلب العلم فريضة على كل مسلم " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالعلم يقاس به مدى تقدم الأمم، والأم التي تتصف بالعلم تتباهى بهذه الصفة، وقد تكرر لفظ العلم في القرأن الكريم 765 مرة، وهذا دليل على أن طلب العلم النافع له فضل كبير.
مقالات أخرى قد تهمك:- فضل قراءة سورة الفاتحة فضل كل يوم من عشر ذي الحجة فضل الاستشهاد في سبيل الله