الثاني هو جبر الرحمة: وهنا المولى سبحانه وتعالى يقوم بجبر خاطر من يكسر بخاطره البشر، كما أنه يجبر الضعيف الذي لا حول ولا قوة له ويجبره أحسن جبر بالغني والقوة، بالإضافة إلى أنه يجبر المنكسر بسلامته وتبديل حزنه بفرح وفرج وطمأنينة ويكون لهم أضعاف ما تمنّوا إذا صبروا من أجل ذلك وقاموا تضرعًا لله -عز وجل- من أجل إرضائه. الثالث هو جبر العلو: وهنا تأتي منزلة المولى -عز وجل- وأنه فوق خلقه يعلوا عليهم ولكنه مع ذلك يكون قريب منهم يستجيب لمن يدعوه ويسمع ما يقول كما أنه يريد أفعاله بالإضافة إلى أنه يعلم ما توسوس له نفسه. شرح اسم الله: الجبار. ما معنى اسم الله الجبار في اللغة العربية؟ يحمل الاسم معنى العظيم ذو القوى، والطويل ذو الطول الذي لا نهاية له سبحانه وتعالى، وقام المولى بذِكره في كتابه العزيز {إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ} (سورة المائدة). كما أنه يستخدم لفظ الجبروت كي يوضح لنا معناها ويأتي بمعنى الكبرياء ومن قوله تعالى الذي ذُكر فيه ذلك {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} (سورة مريم)، وهو أن الله لم يجعل العباد متكبرين على عبادته. وذُكر أيضًا عن الخطابي "الجبار هو الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه، ويُقال هو الذي جبر الخلق، وكفاهم أسباب المعاش والرزق".
معنى اسم الجبار في اللغة العربية هناك عدّة مفاهيم تشرح معنى اسم الجبار من أسماء الله الحسنى، وهما: المعنى الأول: أن الله يقوم بجبر خاطر الضعيف ويغنيه ويقويه ويجبر بخاطر المكسور ويعز من يشاء. فيجعل الغني فقير ويجعل الفقير غنيًّا ويعين المبتليين على شدتهم. وكل هذا لتيسير أحوال عباده حتى يمتنعوا عن ما نهى الله عنه. قد دعا سيدنا محمد ربه بين السجدتين بقوله "اللهم اغفر لي وارحمني وتجبرني واهدني وعافني وارزقني". المعنى الثاني: يقصد به جبر القوة لأن الله يجعل الضعيف قوي يجانب أنه قاهر وجبار والغالب. ولا يوجد أحد أعلى منه ولا في عظمته، فتخضع جميع المخلوقات لعظمة الله وجبروته فهو يجبر عباده. اسم الله الجبار ... ما معناه ؟؟ | معرفة الله | علم وعَمل. المعنى الثالث: يقصد بمعنى اسم الجبار جبر العلو، فتعلو عظمة الله على جميع المخلوقات والخلق، فهو يسمعهم ويشعر بهم ويراهم ويرى كافّة تصرفاتهم، بجانب علمه بما يدور في تفكيرهم وما هو بداخلهم. الدليل على صحة هذا أن العرب قد وصفوا النخلة بأنها جبارة، وهذا يعني أنها مرتفعة وعالية، فالله سبحانه وتعالى لديه إرادة أعلى من كافّة الإرادات، لذا يجب الرضا بحكمته وقضائه فهو عزيز جبار جليل وعظيم. قد كان رسول الله حين يركع يقول " سبحان ذي الملكوت والجبروت والعظمة والكبرياء".
وهناك معنى آخر في العلو: هو علو القهر والجبر: أنه لا يدنو منه الخلق إلا بأمره، ولا يشفعون أو يتكلمون إلا من بعد إذنه، فلن يبلغوا ضره فيضروه ولن يبلغوا نفعه فينفعوه، بمعنى لا تتصور أنك حين تطيع، أنه صار لك منزلة عنده سبحانه وتعالى، وسبق في اسم الله العزيز، أنه ليس أحد عزيز عند الله عز وجل، لا تحسب أنك عملت قليلاً.. فالنبي في أول الخطاب الدعوي أمره ربه فقال {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر/6] يعني حتى لو عملت وأديت لا تمنن ولا تستكثر هذا العمل.. واعلم أن معاصيك هذه لا تضره شيئًا، وإنما تضرك أنت فقط. الدرس الثاني: أنه سبحانه وتعالى جبر خلقه على ما أراد أن يكونوا عليه من خلق فهو سبحانه لا يمتنع عليه شيء {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [ يس/82]. وقلنا أن هذه هي الإرادة الكونية، والخطأ دائمًا يكون في الانشغال بهذه الإرادة عن الإرادة الدينية.. كما حدث مع المتكلمة الذين شغلوا أنفسهم بذات الله وأفعاله وإرادته وقضاءه على عباده وأوقعوه موقع النقد والتحليل وأدخلوا فيه العقول القاصرة فانشغلوا عما تعبدهم الله به. والصحيح أن العبد المؤمن يتلقى أفعال الله وإرادته بالرضا والتسليم، يقول أيوب السختياني: "إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون" بمعنى أنك متى ما أردت شيء مخالف لسنة الله الكونية فلترد إرادة الله وتثق به وتسلم لأمره.. معنى اسم الجبار - ووردز. وذلك لأن المؤمن دوما يردد في نفسه أن كل شأنه يدور على "كن" فإذا مرض أو فقر أو ابتلي بأي بلاء كان فإن فرجه مع "كن" ، فالأمر إليه سبحانه وتعالى ولا مرد لقضائه سبحانه وتعالى.
قال ابن القيم رحمه الله في النونية: وكَذَلِكَ الجَبَّارُ مِنْ أَوْصَافِهِ وَالجَبْرُ فِي أَوْصَافِهِ قِسْمَانِ جَبْرُ الضَّعِيفِ وَكُلِّ قَلبٍ قَدْ غَدَا ذَا كَسْرَةٍ فَالجَبرُ مِنهُ دَانِ وَالثَّانِي جَبْرُ القَهْرِ بِالعِز الذِي لَا يَنبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنسَانِ وَلَهُ مُسمًّى ثَالِثٌ وَهُوَ العُلُوُّ فَلَيسَ يَدنُوُ مِنْهُ مِنْ إِنسَانِ مِنْ قَوْلِهِمْ جَبَّارَةٌ لِلنَّخْلَةِ العُلْيَا الَّتِي فاتَتْ لِكُلِّ بَنَانِ فيكون معنى الجبار على وجوه: 1- الجبار هو المصلح للأمور من جبر الكسر إذا أصلحه وجبر الفقير إذا أغناه. 2- الجبار بمعنى: القهار الذي يجبر الخلق على ما يريد، ويحملهم على ما أراد من أمور تقتضيها الحكمة الإلهية، فقد أجبر الخلق على أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه حكمته، كإكراههم على الموت والبعث والنشور، وتسخير كل منهم لصناعة يتعاطاها. والناس في ذلك بين راض بصنعته لا يريد عنها حولًا، وكاره لها يكابدها مع كراهيته لها كأنه لا يجد عنها بديلًا، قال تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الزخرف: 32]، وهو سبحانه لا يقهر إلا على ما تقتضي الحكمة.
وكان اسم الله الجبار وسيلة ورسالة اطمئنان من الله عز وجل إلى عباده. فجابر القلوب وميسر الأمور على الحزانى والمستضعفين، هو الله القوى العلى القادر على هلاك جبابرة الأرض كلهم. فكل عباد الله يجدوا في قربهم من الله عز وجل ملاذهم الآمن. فالله خير معين، وكل من ظُلم وقُهر يجبر الله كسر قلبه. وإذا وقعت في ضائقة ما، وضاقت الأرض عليك بما رحبت، الجأ للحي الذي لا يموت. اذهب على الفور إلى الجبار القادر على جبر كسرك، وإعادة استقامة ظهرك مرة أخرى. وكلمة الجبار التي تعني جبر المنكسرين ترمز للجبيرة التي يقوم الطبيب بوضعها على العظام المنكسرة حتى تلتئم. فكما تساعد الجبيرة في التئام العظام المتضررة والمنكسرة، يقوم الله عز وجل بجبر كسر المستضعفين. وكما يجبر الأطباء والمتخصصين في المجال الطبي كسر العظام، يجبر الله عز وجل القلوب القاسية والمحطمة. من كانت الحياة قاسية عليهم، ومن ظلمتهم ظروف الحياة، سيجدوا دائمًا الله بجانبهم حتى وإن غاب الكل. فعندما يمتلأ قلب العبد بهموم وأحزان الدنيا يجد الله دائمًا هو القادر على إزالة همومه بإذن الله. فالعالم مليء بالأحزان، والدنيا دار شقاء ومن الجميل أن يشعر العبد بوجود قوى أعلى من الجميع قادرة على جبر أحزانه وهمومه.
ونستنتج من ذلك أن التجبر سبباً للطبع على القلوب حيث لل تعرل معروفاً ولا تنكر منكراً كقول الله تعالى" كذلك بطبع الله على مل قلب متكبر جبار". ونستنج من ذلك أن كلمة الجبار تحمل الكثير من المعاني الحميدة لأنها تشير إلى الله سبحانه وتعالى كجبر الرحمة. والقوة وجبر المنكسرين قلوبهم وجبر الضعيف بالقوة والغنى وغيرها أما صفة جبار بدون الألف واللام فهى صفة ذميمة تعود على البشر بكونهم قهارين وتعني الطغيان، بالإضافة إلى أن اسم الجبار من أسماء الله الحسنى فتعد صفة تدل على كمال الله وجبره لخلقه وإزالة الكسر الذي يوجد في قلوبهم. فلابد التفرقة بين الصفات التي تنتمي إلى الله الواحد الأحد فقط دون خلقه لأن كثير من الصفات عندما توصف لله عز وجل تعني الكمال والصفات الحميدة أما أذا وصفت للأشخاص فتنقلب معانيها لتكون ذميمة ومن أشهر الأمثلة لذلك كلمة الجبار وجبار هنا يوجد تفرقة كبيرة بيهم لأن الله فقط هو الجبار أما جبار تعني الطغيام والقهر وهنا من الممكن أن يوصف بها الفرد وليس الله فنت يدعى ما ليس له أو يعطي نفسه حجماً غير بحجمه أو من يعطي نفسه قوة ليست بقوته فإن الله يعلو على الجميع. وصفة حبار عندما يوصف بها إنساناً فهى تعد صفة ذميمة كقهر إنسان على مالا يريد أما الله سبحانه وتعالى لا يفعل ذلك، ومن الجدير بالذكر أن إذا قام الله بقهر عبداً من عباده فإن في ذلك حكمة ومصلحة له عجز الإنسان عن معرفتها مثل: النظام الكوني الذي يعمل على أكمل وجه كالشمس التي تدور حول نفسها بسرعة معينة بالإضافة إلى كون الأرض والكواكب تعمل على الدوران حول نفسها وحول الشمي مما يؤدي إلى تعاقب الليل والنهار ومن ثم تعاقب فصول السنة.