هل يجوز صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده ؟ من التساؤلات الدينيّة التي يجب أن يكون كلّ مسلمٍ ومُسلمة على بيّنة منها، وذلك لأن العلم الشرعيّ من العلوم التي ينبغي على كلّ المُسلمين تعلّمها؛ حتى يكونوا على دراية بأمور دينهم، وما يتعلّق بالحلال والحرام؛ فيجتنبون الحرام، ويتّبعون الحلال، وفيما يلي سنتعرّف على هل يجوز صيام عاشوراء ، ويوم قبله، ويوم بعده. التعريف بيوم عاشوراء يوم عاشوراء من الأيام المباركات التي حثّنا الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- على الاجتهاد في الطاعات فيها، والصوم، وغيرها من العبادات، وعاشوراء مأخوذة من " عشوراء" بدون ألف بعد العين، وقد اتّفق العلماء على أنه يُوافق اليوم العاشر من شهر المحرّم، ويُوافق في هذا العام التاسع والعشرين من شهر أغسطس لعام ألفين وعشرين، ويُستحبّ للمسلم أن يصوم هذا اليوم.
[2] حيث أنّ صيام النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- في هذا اليوم لم يكن موافقةً لليهود بل هو فرحٌ منه بنجاة نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام.
حديث صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده جزء من السير على المبدأ الذي تسلكه شريعة الإسلام بمخالفة المشركين، والاستقلال بالذات والمنهج والعبادات وكل شيء، ولهذا كان الإسلام في الكثير من المسائل يميل إلى مخالفة غير المسلمين في العبادة والسلوك والمظهر مثل اعفاء اللحية، والصلاة بالتوجه للقبلة، وكذلك صيام يوم عاشوراء ويوماً قبله أو بعده وذلك مما علله رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مما يخالف به اليهود وطوائف الشرك التي تتعبد في هذا اليوم، ويحظى هذا اليوم بمكانة كبيرة عند المسلمين وتواترت الأدلة بعظم أجر هذا اليوم. مراتب صيام يوم عاشوراء إن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم الذي يوافق هذا العام 29/8/2020 وهذا اليوم من الأيام التي جاءت أدلة السنة النبوية بالحديث عن صيامه، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد أن هناك عدة مراتب لصيام يوم عاشوراء، وتتضمن حديث صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده وهذه المراتب كالآتي: صيام يوم عاشوراء فقط. حديث صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده - بحر. صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء أي اليوم السابق له معاً. صيام يوم عاشوراء والحادي عشر بعده معاً. صيام يوم تاسوعاء وعاشوراء والحادي عشر أي الثلاثة.
ومنهم من صحح الحديث أو حسنه وقال: إن الجميع بينه وبين الأحاديث الأخرى، أن المنهي عنه إفراده فقط، يعني أن يفرده دون الجمعة أو يوم الأحد، وهذا ما ذهب إليه الإمام أحمد رحمه الله فقال: إذا صام مع يوم السبت يوماً آخر فلا بأس، كأن يصوم معه الجمعة أو يصوم معه الأحد، كذلك نقول: إذا صادف يوم السبت يوماً يشرع صومه، كيوم عرفة، ويوم العاشر من شهر محرم فإنه لا يكره صومه، لأن الكراهة أن تصومه لأنه يوم السبت، أي تصومه بعينه، معتقداً فيه مزية عن غيره. وقد نبهت على ذلك لأنني سمعت أن بعض الناس صام يوم التاسع والعاشر من شهر المحرم، وكان أحدهما يوم السبت، فنهاهم بعض الإخوة وأمرهم بالفطر، وهذا خطأ، وكان على هذا الأخ أن يسأل قبل أن يفتي بغير علم. صيام عاشوراء ويوما قبله ويوما بعده - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد العشرون - كتاب الصيام. محمد بن صالح العثيمين كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 29 3 191, 485
ملخص المقال ما حكم صوم يوم عاشوراء؟ وما حكم صوم يوم بعده أو يوم قبله؟ وهل يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا؟ أجاب على ذلك فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله السؤال: سئل فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله تعالى, عن حكم صيام يوم عاشوراء، وما تقولون في صيام يوم بعد عاشوراء؟ الجواب: الحمد لله ورب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر المحرم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أحق بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه. وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- المتفق على صحته أن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه، وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل صيامه فقال: "أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله" [1]. إلا أنه صلى الله عليه وسلم أمر بعد ذلك بمخالفة اليهود، بأن يُصام العاشر ويومًا قبله وهو التاسع، أو يومًا بعده وهو الحادي عشر، فقال صلى الله عليه وسلم: "صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده، خالفوا اليهود" [2]. ومخالفة اليهود تكون إمَّا بصوم اليوم التاسع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لئن بقيت إلى قابل لأصومَنَّ التاسع".
السؤال: شخصٌ صام يوم عاشوراء، ولم يصم يومًا قبله أو يومًا بعده، فما الحكم جزاكم الله خيرًا؟ الجواب: المشهور عند العلماء: أنه مكروهٌ؛ لأنَّ النبي قال في الأخير: لئن عشتُ لأصومنَّ التاسع ، وكذلك بعدما نهي عن مُوافقة أهل الكتاب، كان أولًا يُحب مُوافقتهم فيما لم يُنْهَ عنه، وكان يصوم عاشوراء فقط، ثم أمره الله بمُخالفة المشركين، وعدم مُوافقتهم، فقال: لئن عِشْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسع ، فلم يُدْرِك ذلك، وقال ابنُ عباسٍ -راوي الحديث: "يصوم التاسع والعاشر". وروى أحمد وغيرُه عن النبي ﷺ أنه قال: صوموا يومًا قبله ويومًا بعده ، وفي لفظٍ آخر: صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده ، لكن في إسناده ضعفٌ؛ لأنه من رواية محمد بن أبي ليلى، وهو يضعف في الحديث، لكن له شواهد في المعنى. فالسنة عند أهل العلم أن يُصام قبله يومٌ، أو بعده يومٌ، أو يُصام ما قبله وما بعده -ثلاثة أيام- يكون للجميع، هذا هو السنة، حتى لا يُوافق أهلَ الكتاب. فتاوى ذات صلة
أما صيام ثلاثة أيام؛ التاسع والعاشر والحادي عشر، فلم تأت السنة بذلك، ولا دليل على سنية صيام الحادي عشر مع العاشر لمن صام اليوم التاسع. بل قال ابن عباس الذي هو أعرف بمراد الرسول صلى الله عليه وسلم من غيره ممن جاء بعده: "صوموا اليوم التاسع والعاشر وخالفوا اليهود". عبدالرزاق. وأما قول القائل صيام الحادي عشر مع التاسع والعاشر؛ إحتياطاً، فلم يرد هذا الاحتياط ممن هو حريص على أمته صلى الله عليه وسلم، ولو كان ذلك من الكمال لما تأخر عليه الصلاة والسلام من ذكر ذلك لأمته، فلما لم يحصل منه ذلك الاحتياط، قلنا خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،،،،،،، كتبه أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي 22/12/1430هـ. *** المصدر