ولما سأل الصحابة النبي r كيف يصلون عليه، قال: "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" [14]. فالصلاة على النبي r حق ولآله دون سائر الأمة. من هم آل البيت؟. وقد ضرب السلف المثل الأعلى في توقير آل بيت النبي r، فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: والذي نفسي بيده؛ لقرابة رسول الله r أحب إليَّ أن أصل من قرابتي [15]. والمؤمنون يتولون أهل البيت ويحبونهم، لا كما يزعم الروافض أنهم المخصوصون بحب أهل البيت وحدهم، وأن غيرهم ظلموهم، فالحقيقة أن الروافض هم الذين ظلموا أهل البيت ظلمًا لا نظير له، فهم الذين خذلوهم وغروهم، وتسببوا في ردّ كثير من روايات أهل البيت؛ بسبب ما اشتهر عن أولئك الروافض من الكذب على آل البيت. ثم إن الروافض يحصرون محبتهم في نفر قليل من أهل البيت، أما أهل السُّنَّة المستقيمون عليها يحبون أهل البيت كلهم ويتولونهم، ثم إن الذين يبغضهم الروافض من أهل البيت أكثر بكثير ممن يحبونهم. اللهم إنا نشهدك على حب آل بيت النبي r وأصحابه أجمعين. المصدر: مجلة الجندي الصغير. روابط ذات صلة: - الشيعة وآل البيت - اربح الصحابة ولا تخسر آل البيت - حقوق آل البيت والصحابة على الأمة - آل البيت عليهم السلام وحقوقهم الشرعية - فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة [1] قال ابن الأثير رحمه الله: سماهما ثقلين؛ لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، ويقال لكل خطير نفيس: ثقل، فسماهما ثقلين؛ إعظامًا لقدرهما وتفخيمًا لشأنهما.
وروى البخاري في صحيحه عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم بن عدي بن الحارث بن نوفل بن عبد مناف قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان، أي: ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، إلى رسول الله r فقلنا: يا رسول الله، أعطيت بني المطلب، أي ابن عبد مناف، وتركتن، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة! فقال: "إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد". أربعة احلام تدل علي انك من ال بيت النبي صل الله عليه وسلم هل رايت واحده منهم من قبل - YouTube. وفي رواية: أعطيت بني المطلب من خمس خيبر. وفي أخرى: ولم يقسم النبي r لبني عبد شمس ولا لبني نوفل شيئًا [9]. وزوجات النبي r داخلات في آل البيت بنص القرآن، قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]. قال ابن كثير رحمه الله: وهذا نص في دخول أزواج النبي r في أهل البيت ها هنا؛ لأنهن سبب نزول هذه الآية. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وُجد على وجه الأرض فخرًا وحسبًا ونسبً، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم، كالعباس وبنيه، وعليّ وأهل بيته وذريته رضوان الله عليهم أجمعين [10].
وممَّا ذكر المؤلِّف في هذا الفصل أيضًا إشارة شيخ الإسلام من أنَّ بداية الفِتنة كانت بمقتل عثمان رضي الله عنه, وأنَّ سبب الخلاف فيما جرى بين الصحابة هو مسألة الوقت في القصاص من قتَلَة عثمان رضي الله عنه. كما تناول رأيَ شيخ الإسلام في يوم الجمل، وأنَّ القتال الحاصل إنما وقع بقصد أهل الفِتنة لا بقصد السابقين الأوَّلين, وأنَّ الجميع قد ندِموا على ما وقع. أمَّا يوم صِفِّين فقد تحدَّث عنها المؤلِّف في عدَّة مطالب: فذكر رأي شيخ الإسلام في أسبابها, كاتِّهام عليٍّ رضي الله عنه أنَّ له يدًا في قتل عثمان رضي الله عنه, وأنَّه لم يُسلِّم قتَلَة عثمان, وهم موجودون في معسكره برضاه. من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم. وبيَّن أنَّ شيخ الإسلام يرى أنَّ عليًّا رضي الله عنه أقرب إلى الحقِّ من معاوية رضي الله عنه, وأنه لم يُكفِّر أحدًا من مقاتليه، بل كان يرى أنهم إخوانهم قد بغوا عليهم, حيث قال شيخ الإسلام: ( نحن نعلم بالاضطرار من سيرة عليٍّ رضي الله عنه أنَّه لم يكن يُكفِّر الذين قاتلوه). وذكر المؤلِّف أقوال أهل العلم في القتال الذي وقع بين الصحابة, وبيَّن أنَّ شيخ الإسلام رجَّح أنَّ ترك القتال كان هو الأولى, وهو خيرٌ للطائفتين, مع كون عليٍّ خليفة المسلمين وهو أقرب إلى الحقِّ من معاوية رضي الله عنه, والقتال قتال فِتنة.
وهذا هو مذهب الإمام الشافعي وجمهور أصحابه، ودليله: ما رواه الإمام البخاري عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلنا: يا رسول الله، أعطيت بني المطلب وتركتنا، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيءٌ وَاحِدٌ». قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في "أحكام القرآن" (1/ 76-77، ط. دار الكتب العلمية): [وإذا عد من آل الرجل: ولده الذين إليه نسبهم، ومن يأويه بيته؛ من زوجه، أو مملوكه، أو مولى، أو أحد ضمه عياله، وكان هذا في بعض قرابته من قِبَل أبيه دون قرابته من قِبَل أمه، وكان يجمعه قرابة في بعض قرابته من قبل أبيه دون بعض: فلم يجز أن يستعمل على ما أراد الله عز وجل من هذا، ثم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْنَا الصَّدَقَةَ، وَعَوَّضَنَا مِنْهَا الْخُمْسَ»؛ دل هذا على أن آل محمدٍ: الذين حرم الله عليهم الصدقة وعوضهم منها الخمس.
المراد بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عين2020
انتهى. وكلمة الثقلين تطلق أيضًا على الجن والإنس. [2] رواه مسلم (2408). [3] رواه البخاري (3713). [4] فتح الباري، شرح الحديث المتقدم. [5] انظر: "الصحيح المسند من فضائل آل بيت النبوة" لأم شعيب الوادعية. [6] رواه مسلم (1072) عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث. [7] مجموع الفتاوى (3/407). [8] (1/180- 182)، "حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار"، تأليف محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي، دار النشر: دار الحاوي - بيروت - 1998م، الطبعة الأولى، تحقيق محمد غسان نصوح عزقول. [9] قال البخاري: وقال ابن إسحاق: عبد شمس وهاشم. الدرر السنية. انتهى. [10] تفسير قوله تعالى: "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى" (الشورى: 23). [11] منهاج السنة النبوية (4/599). [12] ونصه: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم". رواه مسلم (2276) وغيره. [13] رواه البخاري (3140). [14] أخرجه البخاري (3370)، ومسلم (406)، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه. [15] رواه البخاري (3712)، ومسلم (1759).