الأخلاق الحميدة عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه». شرح الحديث: على المؤمن كامل الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه، ومعنى هذه المحبة هي مواساته أخاه بنفسه في جميع الأمور التي فيها نفع، سواء دينية أو دنيوية، من نصح وإرشاد إلى خير وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وغير ذلك مما يوده لنفسه، فإنه يرشد أخاه إليه، وما كان من شيء يكرهه وفيه نقص أو ضرر فإنه يبعده عنه. معاني الكلمات: لا يؤمن يفسر هذا النفي رواية أحمد بلفظ (لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير) وكثيرا ما يأتي هذا النفي لانتفاء بعض واجبات الإيمان وإن بقي أصله. أحدكم أحد هنا بمعنى واحد، أي الواحد منكم. لأخيه أي: في الإسلام. ما يحب لنفسه من الخير، والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدينية والدنيوية، وتخرج المنهيات. الأربعون النووية , إعراب الحديث الثالث عشر من كمال الإيمان. فوائد من الحديث: من خصال الإيمان أن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه، ويستلزم ذلك أن يبغض له ما يبغض لنفسه. وجوب محبة المرء لأخيه ما يحب لنفسه، لأن نفي الإيمان عمن لايحب لأخيه ما يحب لنفسه يدل على وجوب ذلك. جواز نفي الشيء لانتفاء كماله، لقوله: "لايُؤمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيْهِ".
اقرؤوا إن شئتم: ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) ، فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا. فإن ترك دينا أو ضياعا ، فليأتني فأنا مولاه ". تفرد به البخاري. ورواه أيضا في " الاستقراض " وابن جرير ، وابن أبي حاتم من طرق ، عن فليح ، به مثله. ورواه الإمام أحمد ، من حديث أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري في قوله تعالى: ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) عن أبي سلمة ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ، فأيما رجل مات وترك دينا ، فإلي. ومن ترك مالا فلورثته ". ورواه أبو داود ، عن أحمد بن حنبل ، به نحوه. شرح حديث لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه، والناس أجمعين. وقوله: ( وأزواجه أمهاتهم) أي: في الحرمة والاحترام ، والإكرام والتوقير والإعظام ، ولكن لا تجوز الخلوة بهن ، ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع ، وإن سمى بعض العلماء بناتهن أخوات المؤمنين ، كما هو منصوص الشافعي في المختصر ، وهو من باب إطلاق العبارة لا إثبات الحكم. وهل يقال لمعاوية وأمثاله: خال المؤمنين ؟ فيه قولان للعلماء. ونص الشافعي على أنه يقال ذلك.
وهل يقال لهن: أمهات المؤمنات ، فيدخل النساء في جمع المذكر السالم تغليبا ؟ فيه قولان: صح عن عائشة ، رضي الله عنها ، أنها قالت: لا يقال ذلك. وهذا أصح الوجهين في مذهب الشافعي ، رحمه الله. حديث لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه - جامع العلوم والحكم. وقد روي عن أبي بن كعب ، وابن عباس أنهما قرآ: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم " ، وروي نحو هذا عن معاوية ، ومجاهد ، وعكرمة ، والحسن: وهو أحد الوجهين في مذهب الشافعي. حكاه البغوي وغيره ، واستأنسوا عليه بالحديث الذي رواه أبو داود: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، حدثنا ابن المبارك ، عن محمد بن عجلان ، عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم ، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ، ولا يستطب بيمينه " ، وكان يأمر بثلاثة أحجار ، وينهى عن الروث والرمة. وأخرجه النسائي وابن ماجه ، من حديث ابن عجلان. والوجه الثاني: أنه لا يقال ذلك ، واحتجوا بقوله: ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم): وقوله: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) أي: في حكم الله ( من المؤمنين والمهاجرين) أي: القرابات أولى بالتوارث من المهاجرين والأنصار.
عن أنس وأبي هريرة -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه، والناس أجمعين». [ صحيح. ] - [حديث أنس -رضي الله عنه-: متفق عليه. لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به. حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: رواه البخاري. ] الشرح يُخْبِرُنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: أنه لا يَكْمُل إيمانُ المسلم، ولا يَتَحَصَّل على الإيمان الذي يَدْخُلُ به الجَنَّة بلا عذاب، حتى يُقَدِّم حُبَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حُبِّ وَلَدِه ووالده والناس أجمعين، وذلك أن حُبَّ رسول الله يعني: حُبَّ الله؛ لأن الرسول هو المبلِّغ عنه، والهادي إلى دينه، ومحبَّة الله ورسوله لا تَصِحُّ إلا بامتثال أوامر الشرع واجتناب نواهيه، وليس بإنشاد القصائد، وإقامة الاحتفالات، وتلحين الأغاني. الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية البنغالية الصينية الفارسية تجالوج الهندية السنهالية الأيغورية الكردية الهوسا البرتغالية المليالم التلغو السواحيلية التاميلية عرض الترجمات
وهذا الإذلال يقع على يد أرذل الخلق وأجبنهم وهم اليهود، عددهم لا يتجاوز أربعة ملايين ويُذلون أكثر من مليار ونصف غاية الإذلال، فإذا أرادت الأمة أن تخرج مما هي فيه من الذل والهوان فلتراجع ربها، ولتعد إلى دينها، وليبذل كل إنسان جهده في إصلاح نفسه أولاً، ثم في إصلاح أسرته وأقاربه، وبهذا تصلح المجتمعات، فإذا حصل هذا تحقق وعد الله بالنصر والتمكين، ولا يستطيع أحد أن يتغلب عليهم، كما فعلت الأمة في أول عهدها إبان مجدها. ثانياً: أن نتذكر أن هذه الأمور التي تقع هي وفق حكمة الله وإرادته وتدبيره، والله ليس بظلام للعبيد، لأن الله يقول: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى:30]. ثالثاً: أن نحسن الظن بالله ، لأن الله عاب الظانين به ظن السوء، فقال: يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ [آل عمران:154] يقول ابن القيم -رحمه الله: "فمن ظن بأنه لا ينصر رسوله، ولا يُتم أمره، ولا يؤيده ويؤيد حزبه، ويعليهم ويظفرهم بأعدائه، ويظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يديل الشرك على التوحيد، والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالا لا يقوم بعده أبدا فقد ظن بالله ظن السوء" [4].