ويقال إن رغم صداقتها القوية بمحمد أنور السادادت إلا أن الخلاف بينهما بدأ عندما أعلن السادات عن نيته عقد معاهدة سلام مع إسرائيل لتعارضه كاريوكا.
فهي "بنت البلد" و"المعلمة" و"الجدعة" و"أم الغلابة" وسوى ذلك، فيما قارنها إدوارد سعيد بأم كلثوم بوصفهما رمزين مرموقين في الثقافة الوطنية المصرية. وبالفعل تعدّت تحيّة الحيّز المتاح تقليديّاً للراقصة، إذ انفردت بدور بارز يتقاطع عنده الرقص والسياسة والصورة العامّة التي يتناقلها جيل عن جيل. يكفي القول إنّ مسيرتها امتدّت على ستين عاماً قدمت خلالها أكثر من مئتي فيلم، فضلاً عن عروض الرقص والمسرح السياسي. البداية البداية كانت مع الفنانة السورية سعاد محاسن بصالتها الفخمة المعروفة في الإسكندرية، صالة "الكورونا بالسلسلة"، حيث كان أجرها ثلاثة جنيهات شهريّاً لا أكثر. أزواج تحية كاريوكا .. أقدمت على الانتحار بسبب أحدهم وآخر طردها بملابس النوم | الفن | جريدة الطريق. وبعد فترة من التدريب مع فرقة سعاد محاسن، التحقت تحيّة، أو بدوية، بفرقة بديعة مصابني؛ الفنانة اللبنانية الأصل التي كانت فرقتها تلك معهداً لتدريب الفنانين وصقل مواهبهم. كان ذلك في بداية الثلاثنيات. ويذكر سليمان الحكيم في كتابه "تحية كاريوكا بين الرقص والسياسة" أنها، لكي تتميز عن باقي الراقصات، طلبت من ديكسون، مصمم الرقصات الإسباني الشهير حينها، أن يصمّم لها رقصة خاصة بها. وبالفعل نجح ديكسون في استلهام رقصة "الكاريوكا" المستوحاة من التراث الشعبي البرازيلي والتي كانت عرضت في فيلم أمريكي نقلته شاشات السينما المصرية.
وإضافة للفن كان لكاريوكا نشاطها السياسي منذ عام 1948، والذي تجلى في مساعدتها للثوار ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، كما كانت من أوائل المشاركين في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. يذكر أن دار "نهضة مصر" أصدرت العام الماضي كتاب "مذكرات كاريوكا" للكاتب والباحث المصري محمد توفيق، بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، وضم مذكرات كاريوكا التي سجّلها الكاتب الكبير صالح مرسي (17 فبراير/شباط 1929 - 24 أغسطس/آب 1996)، وتتناول حياتها، وضمت تفاصيل حياتها الشخصية والمشهد العام في مصر.