وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: (وأجمع علماءُ المسلمين على أنَّ الاعتكافَ ليس بواجبٍ، وأنَّ فاعِلَه محمودٌ عليه مأجورٌ فيه) ((التمهيد)) (23/52). قال النووي: (.. فالاعتكافُ سنَّةٌ بالإجماع ولا يجِبُ إلَّا بالنَّذرِ، بالإجماع) ((المجموع)) (6/475). وينظر: ((الإعلام بفوائد عمدة الأحكام)) لابن الملقن (5/428)، ((فتح الباري)) لابن حجر (4/271). حكم الاعتكاف في رمضان 1442 - موسوعة. الأدِلَّة منَ السُّنَّة: 1- عن أبي سعيدٍ الخدري رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((إنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اعتكفَ العَشرَ الأُوَلَ من رمضانَ، ثم اعتكف العَشرَ الأوسطَ في قبَّةٍ تركيَّةٍ على سُدَّتِها حَصيرٌ.. ثم أطلَعَ رأسَه فكَلَّمَ الناس، فدَنَوا منه، فقال: إنِّي اعتكفْتُ العَشرَ الأُوَلَ، ألتمِسُ هذه الليلةَ، ثم اعتكفتُ العَشرَ الأوسطَ، ثم أتيتُ، فقيل لي: إنَّها في العَشرِ الأواخِرِ، فمن أحَبَّ منكم أن يعتكِفَ، فليعتكِفْ، فاعتكَفَ النَّاسُ معه)) رواه مسلم (1167). وجه الدلالة: أنَّ اعتكافَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدلُّ على السُّنيَّةِ، وتعليقُه الاعتكافَ على من أحَبَّ ذلك يدلُّ على عدمِ الوُجوبِ قال ابنُ قدامة: (ومما يدلُّ على أنَّه سنةٌ, فِعلُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومداومَتُه عليه, تقربًا إلى الله تعالى, وطلبًا لثوابه, واعتكافُ أزواجه معه وبعده, ويدلُّ على أنَّه غير واجبٍ أنَّ أصحابه لم يعتكفوا, ولا أمَرَهم النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم به، إلا من أرادَه) ((المغني)) (3/186).
2- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اعتكَفَ معه بعضُ نسائِه، وهي مستحاضةٌ ترى الدَّمَ، فربَّما وضعت الطَّستَ تحتها من الدَّمِ... )) رواه البخاري (309). انظر أيضا: الفصل الأول: تعريف الاعتكاف، وغاياته. الفصل الثالث: ما يُشتَرَطُ وما لا يشتَرَطُ لصحَّةِ الاعتكافِ. الفصل الرابع: ما يُفسِدُ الاعتكافَ وما لا يُفسِدُه. الفصل الخامس: نَذْرُ الاعتكافِ.
مشروعية الاعتكاف الاعتكاف عمل من الأعمال الفضيلة، والطاعات الجليلة، فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قالت: «كَانَ النبي (صلى الله عليه وسلم) يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ الله ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ. » (رواه البخاري). وقد شُرع الاعتكاف لنا ولمن قبلنا، قال تعالى: ( وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ١٢٥) [البقرة:125]. حكم الاعتكاف الاعتكاف سنّة في كل وقت، وأفضله يكون في العشر الأواخر من رمضان؛ لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) داوم عليه في العشر الأواخر من رمضان [ زاد المعاد].