2012-08-25, 06:10 PM #1 هل هذه الاضافة فى تعريف العبادة صحيحه ام ليس لها داعى العبادة هى "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه (شرعا) من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة".
فالعبادة والشعور بالعبودية لله وحده يُنقذ الإنسان من الخضوع لإرادة الطُّغاة والمستبدّين، والشعور بها يُحرِّر الإنسان كذلك من الشهوات ومن سيطرة حبّ المال وجمعه وتكديسه، وتسخير الآخرين وظلمهم واستغلالهم من أجل هذا المعبود الزائل. والشعور بالعبودية لله يُحرِّر الناس، من الصراعات والمآسي التي يعيشونها من أجل الإستعلاء والتحكُّم والمكاسب المختلفة. والشعور بالعبودية لله يُشعر الإنسان بالمساواة والعدل بين الناس.. لأنّهم جميعاً متساوون في صفة العبودية لله الواحد الأحد، لذا فإنّ المجتمع الذي تسود فيه العبادة والعبودية لله لا يجد الناس فيه غاية في الحياة غير الله، ولا يملأ آفاق نفوسهم شيء غير العبودية لله. ما هو مفهوم العبادة لغة وشرعا - إسألنا. فيُحطِّم الناس حينذاك أصنام العبوديات المختلفة، صنم المال، والشهوة، والجاه، والسلطة، والكبرياء... إلخ، ليكونوا أحراراً كما خُلِقوا.. وكما أراد لهم خالقهم العظيم.
هل للعبادة مفهوم يمكن أن نعرفه، وهل لها مفهوم عام، ومفهوم خاص؟. السؤال: فضيلة الشيخ، لكن هل للعبادة مفهوم يمكن أن نعرفه، وهل لها مفهوم عام، ومفهوم خاص؟ الإجابة: نعم مفهومها العام كما أشرت إليه آنفاً، بأنها التذلل لله عز وجل محبة وتعظيماً، بفعل أوامره واجتناب نواهيه، على الوجه الذي جاءت به شرائعه، هذا المفهوم العام. عرف العبادة شرعا ولغة - الكامل للحلول. والمفهوم الخاص - أعني تفصيلها - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هي " اسم جامع لكل ما يجبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، كالخوف، والخشية، والتوكل، والصلاة، والزكاة، والصيام، وغير ذلك من شرائع الإسلام". ثم إن كنت تقصد بمعنى المفهوم الخاص والعام ما ذكره بعض العلماء من أن العبادة إما عبادة كونية، أو عبادة شرعية، بمعنى أن الإنسان قد يكون متذللاً لله سبحانه وتعالى تذللا كونيا وتذللاً شرعياً، فالعبادة الكونية عامة، تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، لقوله تعالى: { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} [ مريم: 93]، فكل ما في السموات والأرض فهو خاضع لله سبحانه وتعالى كوناً، لا يمكن أبداً أن يضاد الله، أو يعارضه فيما أراد - سبحانه وتعالى - بالإرادة الكونية.
إن الاستسلام لأمر الله، والتصديق الجازم بما أنزله على رسوله، والإخبات لأمر الله والاستمرار عليه والخشوع بتدبر أوامر الله ونواهيه والتذلل لها، وصدق الحال والإخلاص في الأعمال.... كل هذه أعمال باطنة وصفات قلبية لا نحس إلا بآثارها على المتصف بها. أما الأقوال والأعمال الظاهرة فكل ما نقوله ضمن حدود الشرع وأحكامه وما نعمله من أعمال وفق أحكام الشرع وليست متناقضة معها فهو داخل في العبادة. فالأب عندما يؤدب أولاده قال قولاً ظاهراً فهو في عبادة، والمدرس إذا ألقى درساً في أي موضوع تجريبي تطبيقي- مسألة في الرياضيات، أو معادلة كيماوية، أو قانوناً طبيعياً- أو في علم نظري: في التربية أو مهارة أدبية في التعبير فكأنما قال حكماً شرعياً في الفقه أو الحديث النبوي أو التفسير، فهو مأجور على كل ذلك لأنه أوصل منفعة لطلابه يستفيدون منها في حياتهم العلمية والعملية. وكذلك الأعمال التي يقوم بها الأفراد هي عبادة: عيادة المريض عبادة، صلة الرحم عبادة، وكما تقدم إماطة الأذى عن الطريق عبادة، إصلاح ذات البين عبادة، إكرام الضيف عبادة، إعانة الأخرق عبادة،.... وهكذا. يقول محمد قطب (وهكذا يقضون الحياة كلها في عبادة... عبادة تشمل نشاط الروح كله، ونشاط العقل كله، ونشاط الجسد كله، ما دام هذا كله متوجهاً به إلى الله، وملتزماً فيه بما أنزل الله، وهذا هو المفهوم الصحيح للعبادة كما أنزله الله.. المفهوم الشامل الواسع العميق ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ﴾ [الأنعام: 162-163] [14].