فقد قال أبو السوار العدوي ـ رحمه الله ـ كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه ". قصص عن الصبر من حياة الصحابة. كما روى عنه بعضاً من السلف أنه قال " لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل". صلاة التراويح لم تقتصر همة الصحابة في رمضان على الصيام، قراءة القرآن، إفطار الصائمين فقط بل حرصوا جميعاً على قيام الليل في جماعة وذلك مُنذ بداية شهر رمضان والذي بدأ في عهد النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك عندما صلى النبي في جوف الليل في المسجد ليتبعه صحابته في الصلاة ثلاث ليال متواصلة وجاءت الليلة الرابعة ليعجز المسجد عن احتوائهم جميعاً. وحينها لم يخرج النبي محمد لأداء صلاة القيام ليقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان" ليكون ذلك دليلاً واضحاً على حرص الصحابة على قيام الليل في رمضان وتلاوة القرآن بتدبر وخشوع في الصلاة. إفطار النبي المصطفى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حرص الصحابي الجليل سعد بن معاذ ـ رضي الله عنه ـ على إفطار النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شهر رمضان فقد جاء عن ابن ماجه في سند صحيح قول عبد الله بن الزبير (أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة").
حتى أنفدها، فرجع الغلام إلى عمر، فأخبره فوجده قد أعدَّ مثلها لمعاذ بن جبل. وقال: اذهب بهذا إلى معاذ بن جبل، وتلكَّأ في البيت ساعة حتى تنظر ماذا يصنع. فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال: رحمه الله ووصله. وقال: يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا وبيت فلان بكذا. فاطَّلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا. ولم يبق في الخرقة إلَّا ديناران فنحا بهما إليها. فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسُرَّ بذلك عمر، وقال: إنَّهم إخوة بعضهم مِن بعض. أخي وعياله أحوج. قال ابن عمر رضي الله عنه: أهدي لرجل مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة، فقال: إنَّ أخي فلانًا وعياله أحوج إلى هذا منَّا. 3 قصص وعبر عن الصحابة نتعلم منها الكثير في الحياة. فبعث به إليهم، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات حتى رجعت إلى الأوَّل، فنزلت: { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]. إيثار... حتى للحيوان: خرج عبد الله بن جعفر إلى ضيعة له، فنزل على نخيل قوم، وفيه غلام أسود يعمل فيه، إذ أتى الغلام بقوته فدخل الحائط كلبٌ ودنا مِن الغلام، فرمى إليه الغلام بقرصٍ فأكله، ثمَّ رمى إليه الثَّاني والثَّالث فأكله، وعبد الله ينظر إليه، فقال: يا غلام، كم قوتك كلَّ يوم؟ قال: ما رأيت.
قصص الصحابة والتابعين مكتوبة تضم أروع التجارب من أعلام ثقلت موازينهم وعلت درجاتهم لمكارم أخلاقهم ، وطيب أصلهم ، وسعة صدرهم ، وعمق إيمانهم ، وغزارة علمهم ، وفهمهم لرسالة الإسلام الصحيحة. قصص الصحابة والتابعين مكتوبة الغرم بدل الغنم ( 1) كان سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – يأخذ من بيت المال ، وهو خليفة المسلمين ، وحاكم دولة واسعة الأطراف تشمل الجزيرة العربية ، وتتوغل في بلاد الشام غزوا وفتحا ما يكفي لقوته وقوت أسرته الصغيرة. قصص عن الصدقة من حياة الصحابة. وكان تاجرا قبل أن يتولى الخلافة ، وشغلته الخلافة عن التجارة ، فاضطر إلى أن يأخذ من بيت المال ما يعوله وأهله ، لأنه لا يجد وقتا للتكسب والارتزاق ، وذلك في صالح المسلمين ، والانشغال بمهمات الخلافة ، وإدارة البلاد. وكان الذي يأخذه من بيت المال يكفي لإقامة صلبه وصلب عياله من طعام ، من خبز وإدام ، لا تجد أم عياله سبيلا إلى التفنن فيه ، والتوسع في المطاعم كما يفعله من بسط الله له في الرزق من أغنياء الأسرة وأهل البلد. وكانت الأسرة أحسن حالا وأنعم بالا حين كان سيد الأسرة – الصديق – يرتزق بالتجارة. وكان لأبي بكر أولاد صغار يعتمدون على ما يقيم صلبهم ، ويسد رمقهم من طعام متشابه ، لا يجدون ما يشبعون رغبتهم من حلوى وفاكهة كمن كان في سنهم من أبناء أسر المدينة الذين أغناهم الله ووسع لهم في الرزق ، وكانت لآبائهم حدائق ، وتجارات ، ومزارع.
(وكانت الغُميصاء تملِك مِن قوَّة الحُجَّة ما تُفحم به زوجَها، وكان في دعوتها مِن نُور الحقِّ ما يَفضَح باطلَهُ الواهيَ المتهافت. وكان لمالكٍ صنمٌ مِن خشب يَعبُده من دون الله، فكانت تُحاجُّه في أمْره قائلةً: أتعبُد جذْع شجرة نبتت في الأرض التي تطؤها بقدميك، وترمي فيها فضلاتك؟! أتدعو من دون الله خشبةً نَجَرَها لكَ حبشيٌّ مِن صُنَّاع المدينة؟! ولما ضاق الزوج ذرعُا بحُجَج زوجتِه الدَّامغة، غادَر المدينة، ومضَى هائمًا على وجهه، متَّجهًا نحو بلاد الشام، ثم إنه لم يلبث هناك قليلًا حتى مات على شِرْكِه) [4]. ومِن هذه الوقفة الثالثة مع أمِّ سليم تتجلَّى لنا الدُّروس والفوائد التي تَستَدعي كلَّ غيُورةٍ على دِينِها أن تقفَ أمامها بتدبُّر وخشوع لِتَستَلهِم القُدوة الصَّالحة، ومِن هذه الدُّروس والفوائد: 1- ثباتها على دِينها، وعدم إذعانها لزوجها الأول الذي لم يُسلم، وكان يدعوها أن تترُك دِينها وتعُود إلى دِين الآباء والأجداد مرَّة أخرى. روائع أقوال الصحابة| قصة الإسلام. 2- لم تكُن الشهوةُ قائدًا لأمِّ سليم عندما تَقَدَّم لها أبو طلحة للزواج منها، وكان مِن أشراف يثرب، وهي امرأة مترمِّلة، ولكنَّ العقيدة والإيمان هما الأساسُ عندها، حتى لو ضحَّت بأَنْفَسِ شيءٍ في الدنيا ممَّا يَلهَث وراءه النساءُ؛ سواء كان الزواج، أو المال والدنيا.
و للمزيد يمكنكم قراءة: قصص صحابة رسول الله قصص حب الصحابة الكرام للرسول صلي الله عليه وسلم
لما استخلف خرج من ماله وعقاره ، ورده إلى مال المسلمين ، ووضع حلي زوجته في بيت المال ، وبلغ من الزهد والشظف في الحياة ، والتقشف في المعيشة مبلغا يعجز عنه الزهاد فضلا عن الملوك والأمراء. كان يتأخر في بعض الأحيان عن الخروج إلى صلاة الجمعة انتظارا لقميصه أن يجف ، وكانت نفقته اليومية لا تزيد على درهمين ، وكان يتورع عن تسخين الماء على مطبخ العامة. كان يطفئ الشمعة التي زيتها من بيت المال إذا شغله أحد بالسؤال عن شخصه ، فقال: كيف أنت يا أمير المؤمنين وكيف عيالك ؟ أطفأ الشمعة وطلب شمعة يملكها ، أو رد على سؤال صديقه في الظلام. قصص من حياة الصحابة والتابعين تدل على التواضع. دخل مرة في بيته ليزور أهله ويحييهم ، فرأى أن كل بنت من بناته إذا واجهته وحدثها ، تضع يدها على وجهها وتحدثه ، فسأل عن السبب في ذلك ، فاعتذرت إليه وحدثته أنها ما وجدت في البيت ما تأكله إلا عدسا وبصلا ، فهي تخاف أن تصل إليه رائحتها ، فقال: يا بناتي ما ينفعكن أن تعشين الألوان ويمر بأبيكن إلى النار ؟ فسكتن ورضين بهذه الحياة الزاهدة المتقشفة وأبوهن أكبر حاكم في ذلك الزمان ، يتنعم عماله وكثير من أهل بلاده بالأطعمة اللذيذة والأقمشة الجميلة الغالية ، والحياة الرخية الناعمة. زهد أكبر حاكم في عصره ( 2) ولم يكن تورعه مقتصرا على ذاته بل كانت سياسة عامة ، كان يطلب من رجال دولته وعماله أن يكونوا متورعين أشحة على أنفسهم أسخياء على المسلمين ، يعتقد أن الدرهم دم فلا يجوز أن يجري في غير عروقهم ، ولا يرى أن يضيع في الكماليات والشكليات.
شعرَتْ بذلك الأم الحنون وأرادت أن تُحليّ يوما أفواه الأبناء الصغار وتتسلى بالحلوى ، وهي بشر من البشر ، فقالت لزوجها العظيم أن يسمح لها بذلك يوما من الأيام ، ويزيد في راتبها من بيت المال ، فقال: إن بيت مال المسلمين – وفيهم فقراء وأهل خصاصة – لا يتسع لإشباع الرغبات ، والتنوع في المطاعم والمشارب. فقالت: لو استفضلت من نفقتنا عدة أيام وبقيت لنا بقية ، هل هنالك مانع من أن نشتري بها حلوى ؟. قال: لا بأس بذلك ، وهذا يرجع إلى قدرتك وجهدك. الغرم بدل الغنم ( 2) فاستفضلتْ زوج أبي بكر الصديق من نفقتها من عدة أيام ما يصلح لأن يشتري به حلوى ، وقدمت الدريهمات إلى أبي بكر ، وقالت: هاك دريهمات ، تستطيع أن تشتري بها لنا حلوى. من قصص الصحابة - إسلام ويب - مركز الفتوى. ولم يكن من شأن الصديق إلا أنه رد الدريهمات إلى بيت المال ، وقال لمن يلي أمره: قد تحقق لدينا أن أسرتنا تستطيع أن تعيش وتقوت أعضاءها بأقل مما تتقاضى من بيت المال من الدريهمات ، فأسقط من نفقتنا كل يوم بقدر هذه الدريهمات ، فإنها كانت زائدة على حاجتنا ، وليس بيت مال المسلمين لتترفه به أسرة الخليفة وتتوسع به في المطاعم. وهكذا كان ، فنقص من راتب كل يوم بقدر هذه الدريهمات ، وكان من حظ الأسرة السعيدة الصالحة – التي كان يحكم سيدها بلادا واسعة ، وتأتيه الغنائم والثروات من أطراف كثيرة – الغُرم بدل الغنم.