فدخلت في أعينهم كلهم ، وأقبل أصحاب رسول الله [ صلى الله عليه وسلم] يقتلونهم ويأسرونهم ، وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله: ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: في قوله [ تعالى] ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) قال: هذا يوم بدر ، أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث حصيات فرمى بحصاة [ في] ميمنة القوم ، وحصاة في ميسرة القوم ، وحصاة بين أظهرهم ، وقال: شاهت الوجوه ، فانهزموا. وقد روي في هذه القصة عن عروة بن الزبير ، ومجاهد وعكرمة ، وقتادة وغير واحد من الأئمة: أنها نزلت في رمية النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر ، وإن كان قد فعل ذلك يوم حنين أيضا. وقال أبو جعفر بن جرير: حدثنا أحمد بن منصور ، حدثنا يعقوب بن محمد ، حدثنا عبد العزيز بن عمران ، حدثنا موسى بن يعقوب بن عبد الله بن زمعة ، عن يزيد بن عبد الله ، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة ، عن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر ، سمعنا صوتا وقع من السماء ، كأنه صوت حصاة وقعت في طست ، ورمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الرمية ، فانهزمنا. وما رميت اذ رميت ولكن •اللّه رمي. حالات واتس قران 💙 - YouTube. غريب من هذا الوجه. وهاهنا قولان آخران غريبان جدا.
قال تعالى: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 17]. يقول - تعالى ذكره - للمؤمنين به وبرسوله، ممن شهد بدراً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقاتل أعداء دينه معه من كفار قريش: فلم تقتلوا المشركين أيها المؤمنون أنتم، ولكن الله قتلهم، وأضاف جل ثناؤه قتلهم إلى نفسه، ونفاه عن المؤمنين به، الذين قاتلوا المشركين، إذ كان جل ثناؤه هو مسبب قتلهم، وعن أمره كان قتال المؤمنين إياهم، وكذلك قوله لنبيه - عليه السلام -: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾. فأضاف الرمي إلى نبي الله، ثم نفاه عنه، وأخبر عن نفسه أنه هو الرامي، إذ كان جل ثناؤه هو الموصل المرمي به إلى الذين رُموا به من المشركين، والسبب الرمية لرسوله [1]. وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى سبب النزول | سواح هوست. روى الطبراني من حديث حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر ، أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ كفاً من الحصباء، فاستقبلنا به، فرمانا بها، وقال: "شاهت الوجوه"، فانهزمنا، فأنزل الله – عز وجل -: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ [2]. روى ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس، والأموي عن عبد الله ابن ثعلبة بن صعير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا رب، إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبداً"، فقال له جبريل: خذ قبضة من تراب، فارم بها في وجوههم، فما بقي من المشركين من أحد إلا وأصاب عينيه ومنخريه وفمه، فولوا مدبرين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "احملوا"، فلم تكن إلا الهزيمة، فقتل الله من قتل من صناديدهم، وأسر من أسر، وأنزل الله – عز وجل -: ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ [الأنفال: 17].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف، لو قد رأينا محمداً لقد قمنا إليه قيام رجل واحد حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي، حتى دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك. فقال: "يا بنية، أدنيني وضوءاً"، فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا. وخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقروا [8] في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه بصراً، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من التراب، فقال: "شاهت الوجوه"، ثم حصبهم بها، فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافراً [9]. موقع هدى القرآن الإلكتروني. قال ابن كثير: وقد قاتل بنفسه الكريمة عليه الصلاة والسلام قتالاً شديداً ببدنه، وكذلك أبو بكر الصديق، كما كانا في العريش يجاهدان بالدعاء والتضرع، ثم نزلا، فحرضا، وحثا على القتال، وقاتلا بالأبدان جمعاً بين المقامين الشريفين.
وهذا البلاء الحسن هو الذي يوحي لهم بنعمة الإيمان ودوره في بناء شخصيتهم على أساس العزّة والحرّية، بالإضافة إلى الغنائم التي غنموها، والمكاسب التي حصلوا عليها. {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} يسمع استغاثتهم ودعواتهم وابتهالاتهم في حالات الشدة، ويعلم ضعفهم وبلواهم وحاجتهم إليه في أوقات الاهتزاز والخوف. {ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} في ما يدبرونه أو يخطّطونه لهزيمة المؤمنين وإضعافهم، من أجل إضعاف الإيمان في الحياة. فقد ينجحون في بعض المراحل والمواقع، ولكن النهاية هي الفشل والهزيمة. {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ}. ربّما كان الأقرب إلى جوّ كلمات هذه الآية، أن يكون الخطاب للكافرين، وذلك من خلال الحديث عنهم في الآية السابقة، بأنّ الله موهن كيدهم، فقد ورد في بعض الروايات: أن أبا جهل كان يطلب من الله الفتح، فكان الجواب على ذلك: إنكم إذا طلبتم الفتح، فهذا هو الفتح، ولكنه ليس الفتح الذي تريدونه، بل هو الفتح للمسلمين الذين حملوا رسالة الله، ونصروا دينه بصدقٍ وإخلاصٍ. الله يحض الكافرين على كفّ شرورهم ويحذرهم نفسه {وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}، لأن كل هذه المكائد التي تكيدونها لله ولرسوله وللمؤمنين، ستكون وبالاً عليكم، لأن الله سيبطل كيدكم في نهاية المطاف، فإذا انتهيتم عن ذلك، وغيّرتم وبدّلتم، وسرتم على الصراط المستقيم، كان ذلك خيراً لكم، لأنّه يوفر عليكم الجهد والعناء والهزيمة في الدنيا، كما يدفع عنكم الذل والخزي والعذاب في الآخرة.
وأذا بمراقبوا المدفعية يجدون هضبة ام خشيب تتصاعد منها الدخان بكثافة من بين الصخور ووسط الذهول عندما عبر الجنود المصريين ألى هناك وجدوا أن هضبة أم خشيب كانت تحوى داخلها مركزا أسرائيليا متطورا للغاية للاعاقة والتشويش والتصنت خط وقد أدت القائف المدفعية لتدمير المركز بالكامل.