الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { إِنَّ فِي اِخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار وَمَا خَلَقَ اللَّه فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُنَبِّهًا عِبَاده عَلَى مَوْضِع الدَّلَالَة عَلَى رُبُوبِيَّته وَأَنَّهُ خَالِق كُلّ مَا دُونه. ' تفسير القرطبي تقدم في { البقرة} وغيرها معناه، والحمد لله. وقد قيل: إن سبب نزولها أن أهل مكة سألوا آية فردهم إلى تأمل مصنوعاته والنظر فيها؛ قاله ابن عباس. { لقوم يتقون} أي الشرك؛ فأما من أشرك ولم يستدل فليست الآية له آية. المناسبة في قوله تعالى إن في خلق السماوات والأرض - موقع مقالات إسلام ويب. الشيخ الشعراوي - فيديو سورة يونس الايات 4 - 6 سورة يونس الايات 6 - 12 تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي وهكذا بينّ الحق اختلاف الليل عن النهار مما يؤكد أنهما وجدا معاً، وعطف عليها { وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ}؛ لأنه سبحانه خلق الكون بما فيه من مقومات حياة من مأكل ومشرب وهواء، وغير ذلك، ثم سخَّر الكون كله؛ لخدمة السيد وهو الإنسان. ولو نظرتَ إلى مقومات الحياة لوجدت فيها احتياجات أساسية تتمثل في نفس هواء، وشراب ماء، وطعام؛ هذه أهم احتياجات الإنسان من مقومات الحياة. ويصبر الإنسان على المأكل أكثر مما يصبر على المشرب، ويصبر على المشرب أكثر مما يصبر على نَفَس الهواء، بل ولا يملك الإنسان الصبر على نَفَس الهواء مقدار شهيق وزفير.
قوله: وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثّ أي: أنت في خلقك نشرت فيك هذه الخلايا فصرت هذا الإنسان، وجعل هذا أبيض وهذا أحمر وهذا أسود وهذا كذا وهذا كذا، لكن هذا الإنسان الذي في أقصى الشمال مثل ذلك الإنسان الذي في أقصى الجنوب، والإنسان الذي في المكان الحار جداً، هو نفس الإنسان الذي في المكان البارد جداً، فهو سبحانه الذي خلق هؤلاء جميعهم. كذلك تعددت الألسن وتعددت اللغات وتعددت الألوان ولكن الخلقة واحدة فلا تتعجب فإنه خلق الله سبحانه وتعالى. قال: وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ بث بمعنى نشر ونثر وأذاع، فهو سبحانه بث في كل مكان وأوجد خلقاً من الخلق منها ما نعرفه ومنها ما لا نعرفه. قال: آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ أي: آيات للذي عنده يقين وعنده إيمان واعتقاد ثابت بالله سبحانه وتعالى. فالإيمان هو التصديق، واليقين أشد هذا التصديق، كأنه يرى هذا الغيب ماثلاً أمامه. فقوله: آيات قراءة الجمهور بالضم فيها، وقرأ حمزة و الكسائي و يعقوب: آياتٍ بالكسر، كأنها على العطف على ما قبلها. إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ [الجاثية:3] كذلك هنا: وما يبث من دابة آياتٍ لقوم يوقنون. إعراب و تفسير سورة البقرة إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك. تفسير قوله تعالى: (واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق... ) تفسير قوله تعالى: (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق... ) قال الله تعالى: تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [البقرة:252] أي: هذا القرآن العظيم يشتمل على آيات.
(31) انظر ما سلف 3: 475. (32) انظر معاني القرآن للفراء 1: 250.
فأنزل الله هذه الآية: ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس) الآية. ورواه ابن أبي حاتم من وجه آخر ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، به. وزاد في آخره: وكيف يسألونك عن الصفا وهم يرون من الآيات ما هو أعظم من الصفا. وقال ابن أبي حاتم أيضا: حدثنا أبي ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، قال: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة: ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) فقال كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد ؟ فأنزل الله تعالى: ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس) إلى قوله: ( لآيات لقوم يعقلون) فبهذا يعلمون أنه إله واحد ، وأنه إله كل شيء وخالق كل شيء. ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار للاطفال. إعراب سورةالفلق وقال وكيع: حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن أبي الضحى قال: لما نزلت: ( وإلهكم إله واحد) إلى آخر الآية ، قال المشركون: إن كان هكذا فليأتنا بآية. فأنزل الله عز وجل: ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار) إلى قوله: ( يعقلون) ورواه آدم بن أبي إياس ، عن أبي جعفر هو الرازي عن سعيد بن مسروق ، والد سفيان ، عن أبي الضحى ، به.
♦ عن عطاءٍ، قال: انطلقت يومًا أنا وعبيد بن عُمَيْر، إلى عائشة - رضي الله تعالى عنها - فكلَّمتنا وبيننا وبينها حجابٌ؛ فقالت: يا عبيد، ما يمنعكَ من زيارتنا؟ قال: قَوْل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: « زُرْ غِبًّا[5]؛ تَزْدَدْ حُبًّا ». القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 191. قال ابن عُمَيْر: فأخبرينا بأعجب شيءٍ رأيْتِهِ من رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - قال: فبَكَتْ وقالت: كلُّ أمره كان عجبًا: أتاني في ليلةٍ حتى مسَّ جِلْدُه جِلْدي، ثم قال: « ذَريني أتعبَّدُ لربِّي - عزَّ وجلَّ » -، فقام إلى القِرْبَة، فتوضَّأ منها، ثم قام يصلي، فبكى حتى بَلَّ لِحْيَتَه، ثم سجد حتى بَلَّ الأرض، ثم اضطجع على جَنْبِه، حتى أتى بلال يؤذِّن بصلاة الصبح؛ فقال: يا رسول الله، ما يبكيكَ وقد غفر الله لكَ ما تقدَّم من ذنبكَ وما تأخَّر؟! فقال: « ويحك[6] يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله تعالى عليَّ في هذه الليلة »: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]؟! ثم قال: « وَيْلٌ لمَنْ قرأها ولم يتفكَّر فيها » قيل للأوزاعي: "ما غاية التفكُّر فيهنَّ؟"؛ قال: "يقرؤهنَّ ويَعْقِلُهُنَّ"؛ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "التفكر"، وراجع: (صحيح ابن حبان: 20).