فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريبٌ مجيب - YouTube
قال الحسن: فمن توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب. فإذا كنت في كرب وشدة فإنّ الفرج موصول بالدعاء فإنّه سبحانه نعم المجيب {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} [سورة الصافات: 75] ، {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} [سورة الأنبياء: 76]. وإذا كنت في ضر ومرض وألم فلا تضن على نفسك بالدعاء فبه يكشف الضر وبه يزول: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)} [سورة الأنبياء: 84]. إن ربي قريب مجيب - " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ " - YouTube. وإذا دفعت إلى شدة شديدة، وخوف عظيم، لا حيلة لك فيها، فالجأ إلى الصلاة والدعاء، وأقبل على التضرع والبكاء، وأسأل الله عز وجل تعجيل الفرج فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: «لا إله إلاّ الله العظيم الحليم لا إله إلاّ الله رب العرش العظيم لا إله إلاّ الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم».
اللهم لك الحمد أنت المستعان على كل نائبة، وأنت المقصود عند كل نازلة، لك عنت وجوهنا وخشعت لك أصواتنا، أنت الرب الحق... وأنت الملك الحق... وأنت الإله الحق. أنت المدعوّ في المهمات، وإليك المفزع في الملمات، لا يندفع منها إلاّ ما دفعت، ولا ينكشف منها إلاّ ما كشفت. ونصلي ونسلم على أشرف رسلك وخاتم أنبيائك وعلى الآل والصحب ومن تبعهم بإحسان. إن ربي قريب مجيب - ووردز. أما بعد: فإنّ من حكمة الله أن يبتلي عباده بألوان من الهموم والأمراض والمصائب؛ ليسألوه، ويقفوا بين يديه، فيجدوا ربًا غنيًا غير فقير، وقريبًا غير بعيد، وعزيزًا غير ذليل لأنّ الابتلاء يسوق الإنسان إلى ربه سوقًا، يتوسل إليه ويدعوه فيجده ربه قريبًا مجيبًا فيعرف العباد له قدرته وكرمه ورحمته وحكمته. ذلك هو اسم الله المجيب: {إنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [سورة هود: من الآية 61]. مجيب السائلين حملت ذنبي *** وسرت على الطريق إلى حماكا ورحت أدق بابك مستجيرًا *** ومعتذرًا... ومنتظرًا رضاكا دعوتك يا مفرج كل كرب *** ولست ترد مكروبًا دعاكـا وفي خضم الحياة المادية يحتاج المؤمن إلى ملجئ يأوي إليه، ومعين يعتمد عليه، وقوي جليل يتقوى بقواه، وعظيم كبير يحتمي بحماه ومفتاح ذلك الدعاء.
فقال: وما هو يا ابن عم قال: قل: ((لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، لا إله إلاّ الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين)) [6]. قال: وانصرف علي، وأقبل الحسن يكررها دفعات كثيرة. فلما فرغ صالح من قراءة الكتاب ونزل عن المنبر، قال للناس: أرى سحنة رجل مظلوم، أخروا أمره حتى أراجع أمير المؤمنين، وأكتب في أمره. ففعل ذلك، ولم يزل يكاتب، حتى أطلق. قال: وكان الناس يدعون، ويكررون هذا الدعاء، وحفظوه. قال: فما دعونا بهذا الدعاء في شدة إلاّ فرجها الله عنا بمنه. ((اللهم إليك نفزع، وعليك نتوكل، وإيّاك نستعين. سبحانك لا مغلق لما فتحت، ولا فاتح لما أغلقت. سبحانك لا ميسر لما عسرت، ولا معسر لما يسرت. اللهم اجعل لنا وللمستضعفين من المؤمنين من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل بلاء عافية. دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا وأنت القريب المجيب، لا نخيب ونحن لك راجون، ولا نذل ونحن بابك واقفون، ولا نفتقر ونحن لك قاصدون)). كلية الشريعة وأصول الدين ـ جامعة القصيم ـ الدراسات العليا 22/2/1429 [1] ينظر: الاعتقاد للبيهقي ص60، والأسماء والصفات للرضواني ص88 بتصرف واختصار.
د – النَّضر بن الحارث حين دعا وقال:" اللهم إنْ كان هذا هو الحقَّ، فأمطِرْ علينا حِجَارة من السماء، أو ائتِنا بعذاب أليم"، قال عطاء: لقد نزَل في النضرِ بن الحارث بضعَ عَشْرةَ آيةً، فحاقَ به ما سأَل من العذابِ يوم بَدْرٍ. وقد ذكر الله ذلك بقوله: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَ? ذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (الأنفال: 32). 4- واعلم أنه سبحانه هو الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير؛ قد لا يستجيب للشخص في كثيرٍ من الأمور؛ ليَصْرفَ عنه شرورًا هو لا يعلمها، ولا شكّ أنَّ ما خفِيَ عنا كان أعظمَ، مما نعلم؛ وقد قال سبحانه: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 216). 5- من حِكمة الله عز وجل أنْ يبتلي عباده بألوان من الهُموم والغموم؛ والأمْراض والمصائب؛ ليسألوه ويتضرّعوا إليه، ويقفوا بين يديه، فيجدوا ربًا غنيًا غير فقير، وقريبًا مجيباً غير بعيد، وعزيزًا غير ذليل؛ فالابتلاء يسوق الإنسان إلى ربّه سوقًا، فيتوسّل إليه ويدعوه؛ فيعرف العباد قدرته وكرمه؛ ورحمته وحكمته.