·] وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموتُ فيقول ربِّ لَوْلاَ أخرتني إلى أجل قريب [ (المنافقون 63/10) [لولا أخرتني]: هاهنا مسألتان: الأولى أنّ في الآية عرضاً مضمونه طلب التأخير: [ربّ لولا أخرتني]. والقاعدة أنّ [لولا] إنما تكون للعرض والتحضيض إذا دخلت على فعل مضارع. والفعل في الآية: [أخرتني] فعل ماضٍ لا مضارع. فما علّة ذلك. الجواب: أنّ فِعل [أخرتني]، وإن كان في الظاهر اللفظي فعلاً ماضياً، هو في المعنى مضارع، أي: [لولا تؤخرني]. والثانية أنّ [لولا] في الآية للتحضيض، إذ هي داخلة على فعل مضارع (في المعنى). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الواقعة - الآية 83. ولكنْ لما كان التحضيض طلباً بحثٍّ وإزعاج، وكان الخطاب متّجهاً إلى الله تعالى، كان اللائق - تأدباً - أن يسمى ذلك في الآية ( عرضاً ، لا تحضيضاً)!! ·] لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذْ لَمْ يأتوا بالشهداء فأولئك عند اللهِ هم الكاذبون [ (النور 24/13) [لولا جاؤوا]: لولا في الآية داخلة على فعل ماض، ومتى كان ذلك، كانت للتوبيخ، وهو ما عليه المعنى في الآية، فإنّ فيها ذمّاً وتوبيخاً لمن جاء بالإفك فرمى المحصَنات، ولم يجئ على ما قال بأربعة شهداء. * * * عودة | فهرس 1- الفرق بين التحضيض والعرض، أ نّ الأول طلبٌ بحثٍّ وإزعاج، والثاني طلبٌ بلِينٍ وتأدُّب.
[ سادساً: مشروعية قول العبد: سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم، وهما من الكلم الطيب، وكذا: سبحان ربي العظيم حال الركوع]. من هداية هذه الآيات: مشروعية هذا التسبيح: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم, مائة مرة، سبعين مرة، خمس مرات، قلها ما شئت، ثم: (سبحان ربي العظيم) في الركوع، و(سبحان ربي الأعلى) في السجود، ما يترك هذا مؤمن ولا مؤمنة، والذي يسرع في صلاته فيقول: الله أكبر الله أكبر متى يسبح؟ كيف يسبح؟ فعلى المصلي أن يقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، على الأقل ثلاث مرات ويرفع رأسه، وفي الركوع كذلك: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم وبحمده, ويرفع رأسه، أما أن يقول في سرعة: الله أكبر الله أكبر فتلك صلاة الغافلين التي ما فيها تسبيح في الركوع ولا في السجود. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولمّا ثقل رفع الرجل صوته ليقولها (أي الشهادة) فقال له ابن ماسوية: لا تصحّ فوالله ما يفرّق بين ربّه وبين ماني في هذا الوقت، ففتح عينيه من ساعته وبهما من العظمة والكبر والإحمرار ما لم ير مثله قطّ. تفسير قوله تعالى: فلولا إذا بلغت الحلقوم. وأقبل يحاول البطش بيديه بابن ماسويه، ورام مخاطبته فعجز عن ذلك، وقضى عن ساعته وذلك لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وحمل إلى طرطوس فدفن بها ( 3). ويحتمل أن يكون لمرضه سابقة، ويقول بعض المؤرخّين: إنّ كلّ شخص شرب من ماء تلك العين مرض، أو أنّ السمكة كانت تحتوي على رشح سامّ، وكيفما كان فإنّ الحكومة بتلك العظمة قد إنهارت في بضع لحظات، وإنحنى بطل ميادين الحرب أمام شراع الموت، ولم تكن القدرة لأي شخص أن يصنع شيئاً للمأمون، أو على الأقل ليوصله إلى مقرّه ومسكنه. وللتاريخ خواطر وقصص كثيرة فيها دروس وعبر من هذا القبيل. ثانياً: هل أنّ قبض الروح يكون تدريجيّاً؟ إنّ التعبير بوصول الروح إلى الحلقوم كما في قوله تعالى: (فلولا إذا بلغت الحلقوم) كناية عن آخر لحظات الحياة، كما أنّه من المحتمل أن يكون منشؤها هو أنّ غالبية أعضاء جسم الإنسان كالأيدي والأرجل تتعطّل عند الموت قبل بعض الأعضاء الاُخرى، والحلقوم هو العضو الأخير الذي يتوقّف عن العمل.
قوله تعالى { فلولا إن كنتم غير مدينين} أي فهلا إن كنتم غير محاسبين ولا مجزيين بأعمالكم، ومنه قوله تعالى { أإنا لمدينون} [الصافات: 53] أي مجزيون محاسبون. وقد تقدم. وقيل: غير مملوكين ولا مقهورين. قال الفراء وغيره: دنته ملكته، وأنشد للحطيئة: لقد دنيت أمر بنيك حتى ** تركتهم أدق من الطحين يعني ملكت. ودانه أي أدله واستعبده، يقال: دنته فدان. وقد مضى في الفاتحة القول في هذا عند قوله تعالى { يوم الدين}. { ترجعونها} ترجعون الروح إلى الجسد. فلولا اذا بلغت الحلقوم .. سورة الواقعة - YouTube. { إن كنتم صادقين} أي ولن ترجعوها فبطل زعمكم أنكم غير مملوكين ولا محاسبين. و { ترجعونها} جواب لقوله تعالى { فلولا إذا بلغت الحلقوم} ولقوله { فلولا إن كنتم غير مدينين} أجيبا بجواب واحد، قاله الفراء. وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد، ومنه قوله تعالى { فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة: 38] أجيبا بجواب واحد وهما شرطان. وقيل: حذف أحدهما لدلالة الآخر عليه. وقيل: فيها تقديم وتأخير، مجازها: فلولا وهلا إن كنتم غير مدينين ترجعونها، تردون نفس هذا الميت إلى جسده إذا بلغت الحلقوم. الشيخ الشعراوي - فيديو سورة الواقعة الايات 59 - 85 سورة الواقعة الايات 77 - 96
والقاعدة: أنّ [لولا] تختص بالدخول على الفعل الماضي إذا كانت للتوبيخ. وقد تحقق ذلك هاهنا. وفُصِل بين [لولا] وفعلها بـ [إذ]، والآية شاهد على ذلك. · قال جرير يرثي زوجته (الديوان /862): لولا الحياءُ لَعادَني استعبارُ ولَزُرتُ قبرَكِ والحبيبُ يُزارُ [لولا الحياءُ لَـ... ]: لولا في البيت حرف امتناع لوجود: فقد امتنع الاستعبار (البكاء) لوجود الحياء. وقد دخلت على جملة اسمية، أما المبتدأ فيها فهو: [الحياءُ]، وأما الخبر فمحذوف. وجمهور النحاة على وجوب هذا الحذف. وقد دخلت اللام على جوابها [عادني]، لكنّ عدم دخولها جائز أيضاً، أي يصحّ أن يقول الشاعر: [لولا الحياء عادني استعبار]. · قال نُصَيْب (لسان العرب 1/170): و لولا أن يُقالَ صَبا نُصَيْبٌ لقلت: بنفسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ (النشَأ: جمع ناشئ للمذكر والمؤنث، مَنْ جاوز حدّ الصِغر). [لولا أن يقال]: لولا في البيت حرف امتناع لوجود: فقد امتنع قولُه: [بنفسي النشأ الصغار] لوجود قولِ قائلٍ: [صبا نصيب]. وقد دخلت [لولا] على جملة اسمية، أما المبتدأ فيها فهو: المصدر المؤوّل من [أن يقال]، وأما الخبر فمحذوف. وذلك أنّ المصدر المؤوّل بمن ْ زلة الاسم، وهو في البيت في محل رفع مبتدأ، فكأنه قال: [لولا قولُ قائلٍ... ]، والخبر محذوف على المنهاج.