كان عصيان قوم نوح واضحاً فيما دعاهم إليه نبيّهم -عليه السلام- من المغفرة، والخيرات من الله -تعالى-، فعصوه واتّبعوا أصحاب الأموال والرؤساء من القوم، وزاد طغيانهم بمكرهم وكيدهم لنوح -عليه السلام- وتحدّيه، وإشعال نار الفتنة بكلامهم، وحضّ الناس على أذيّته والميل عن دعواه، وعدم ترك آلهتهم التي صنعوها بأيديهم؛ فكان لهم صنمٌ يُسمّى ودّ؛ وهو صنم على صورة رجل، وسُواعٌ على صورة امرأةٍ، ويغوثَ على صورة أسدٍ، ويعوقَ على صورة فرسٍ، ونسر على صورة نسرٍ. دعاء نوح على قومه جاء دعاء نوح -عليه السلام- على قومه بعد إسرافهم في الاستكبار، وإفراطهم في الجحود عن دعوته بألّا يَدعَ الله منهم أحداً على وجه الأرض، في الحاضر، ولا في المستقبل؛ فقد أخبر الله -سبحانه- نبيّه أنّه لن يؤمن من قومه إلّا قليلاً، رغم أنّه عايشهم ألف سنةٍ إلّا خمسين عاماً. دلّت الآيات على أنّ نوحاً -عليه السلام- بذل كُلّ الجهد، ولجأ إلى كُلّ الأساليب في دعوة قومه، ومع ذلك لم يؤمن منهم إلّا مَن آمن كما أخبره الله -تعالى-، فدعا عليهم نوح، وسبب دعائه -عليه السلام- مُعتبرٌ شرعاً وعقلاً، فكما هو مُبيّنٌ في الآيات أنّ قومه إن ولدوا، فإنّهم لن يلدوا إلّا فاجراً مثلهم، حيث سبق إعلامه بأنّه لن يؤمن إلّا مَن آمن، فدعا عليهم، فاستجاب الله -تعالى- له.
يجب علي المؤمن أن يكون ثابتاً لمواجهة ما يتعرض له من العديد من بلاء وامتحان ، وذلك حيث قال الله عز وجل في الآية رقم الواحد والثلاثون من سورة المدثر " ، وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ، ولا يرتاب الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ". مقاصد سورة المدثر نادي الله سبحانه وتعالي للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام باسم المدثر في بداية سورة المدثر حيث قال عز وجل " يا أيها المدثر " مثلما ناداه في سورة المزمل باسم " يا أيها المزمل " [3]. فهي أسماء خص بها الله عز وجل لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام تحت مسمي الملاطفة ، حتي يشعر النبي عليه الصلاة والسلام بأنه قريب من الله عز وجل وأن يكون محببا إليه. علي سبيل المثال عندما كان علي بن أبي طالب رضي الله عليه وأرضاه نائماً بجانب النبي عليه الصلاة والسلام ، فأصبح علي أحد جانبيه تراب كثير فناداه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عندما أراد أن يوقظه وقال " قم أبا تراب ". وفي واقعة أخري عندما كان النبي عليه افضل الصلاة والسلام جالسا بجانب حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه ، وأخذ في النوم فناداه النبي عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام " قم يا نومان " أي يا من تحب النوم.
أما بالنسبة لاسم المعارج فهو الأكثر شيوعا وبروزا لخفة لفظه، كما وردت هذه الكلمة في قوله تعالى{مِنَ اللّٰهِ ذِي الْمعارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} والتي تصف حالة الملائكة الكرام أثناء عروجها أي صعودها للسّماء. سبب نزول سورة المعارج لكل سورة من سور المصحف الشريف سببا يعود إلى تسميها كما سورة المعارج. يعود سبب نزول هذه السورة إلى النضر بن الحرث حين دعا على نفسه سائلا العذاب من الله جل جلاله وذلك حين قال" اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك…" فنزل به ما طلبه من الله تعالى يوم بدر في الآية الكريمة{ وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍۢ} ونزلت أولى آيات هذه السورة{سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِع} لتبين ما طلبه من عذاب. كذلك يقال أن من سأل الله العذاب هو أبا جهل والله أعلم. مضامين سورة المعارج تناولت سورة المعارج مواضيع عدة تتمحور حول العقيدة الإسلامية وأولها، بالإضافة إلى تناولها آيات عدة تتحدث بشكل كبير عن أهوال يوم القيامة وما يواجهه العبد أما ربه جل جلاله حسب ما صنعه في دنياه، فهناك من العباد من يفوز بالنعيم، وهناك أيضا من يرسل إلى الجحيم.