قصة وقف "عين زبيدة" زوجة هارون الرشيد - YouTube
درب زبيدة للحجاج هو درب أنشأته السيدة زبيدة للحجاج من الكوفة إلى مكة وحرصت على تزويد الدرب بعيون المياه من خلال توصيل المياه لسقية الحجاج على الرغم من أنه لم يكن من السهل القيام بتلك الخطوة في العصر العباسي، حيث أن التطور لم يكن قد وصل إلى الجزيرة العربية كما يتواجد الآن، فكان الحفر وأعمال التكسير تحتاج إلى وقت ومجهود أكبر لعدم وجود معدات متطورة، وقد كلفها الأمر الكثير من الأموال والنفقات والجهود للقيام بتلك المهمة، وذلك لتوصيل المياه بمسافة 10 أميال كاملة، وكان ذلك بمثابة عمل ضخم كلف الدولة العباسية في ذلك الوقت ما يقرب من مليون وسبعمائة ألف دينار، وكان ذلك المبلغ بمثابة ثروة ضخمة حينها. وفاة السيدة زبيدة توفت السيدة زبيدة في عام 831م الموافق 216 هـ، عن عمر يناهز 65 عام قضتها في خدمة الدعوة الإسلامية بالورع والحكمة والعمل الدءوب على حماية الدولة العباسية والتخطيط لتطويرها والعمل من أجل رعاية كل من بها من فقراء ومساكين ومحتاجين، قال ابن بردي في وصفها: أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً وصيانة ومعروفا. ً لقد كانت زبيدة سيدة جليلة سخية لها فضل في الحضارة والعمران والعطف على الأدباء والأطباء والشعراء.
ومن عجائب التنجيم أن زبيدة فقدت خاتمًا بفص له قيمة، وأنها اتهمت به بعض جواريها، فأحضرت رجلاً من أهل الصناعة، فأخذ الطالع على تلك المصانع، وقال: ما أخذ هذا الخاتم إلا الله تعالى، وردد القول ولم يرجع عنه، فبعد مدة فتحت زبيدة المصحف فوجدت الخاتم فيه، وكانت قد جعلته علامة للوقف وأنسيته. ورآها عبد الله بن المبارك الزمن في المنام، فقال لها: ما فعل الله بك قالت: غفر لي الله بأول معول ضرب في طريق مكة. ولما هنأت المأمون بالخلافة حين دخل بغداد، قالت له: لقد هنأت نفسي بها عنك قبل أن أراك، ولئن كنت فقدت ابنا خليفة لقد عوضت ابنا خليفة لم ألده، وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك، وأنا أسأل الله أجرا على ما أخذ، وإمتاعا بما عوض. وكانت وفاتها في سنة ست عشرة ومائتين في جمادى الأولى ببغداد، وتوفي أبوها جعفر بن المنصور في سنة ست وثمانين ومائة.
تمتلئ سيرة الخليفة العباسى هارون الرشيد مليئة بالحكايات والقصص المثيرة، لعله جعلته أشهر أحد أشهر الخلفاء المسلمين إثارة للجدل لما تحمله سيرته من متناقضات عدة خاصة فيما يخص الجزء الخاص بنساء الخليفة. وتمر اليوم الذكرى الـ1233، على تولى الخليفة هارون الرشيد حكم الدولة العباسية بعد مقتل أخيه الهادى، وذلك فى 14 سبتمبر عام 786م، وهو الخليفة العباسى الخامس، ويعد من أشهر الخلفاء العباسيين، وأكثرهم ذكرًا حتى فى المصادر الأجنبية. وبحسب كتاب "دور الجوارى والقهرمانات فى دار الخلافة العباسية" لـ سولاف فيض الله حسن، فإن الرشيد كان لديه العديد من الزوجات والجوارى، وكان يفضل امتلاك الجوارى الجميلات المتعلمات، فكلما كثر علم الجارية وثقافتها زاد وقعها عند الخليفة، وزاد فى عهده أعداد الحريم فى البلاط العباسى، بما كان يضم إلى بلاطه من الجوارى الحاذقات، ويستبدل فيهن الجوارى اللواتى تقدم بهن العمر باليافعات. أما زوجته الرسمية الحرة، فهى السيدة أمة العزيز الملقبة بزبيدة بنت جعفر بن أبى جعفر المنصور، تزوجها سنة 160هـ/776م فى حياة أبيه المهدى، فولدت له محمد الأمين، وتزوج من أخرى هى أمة العزيز كانت لأخيه موسى الهادى، فولدت له على بن الرشيد، كما تزوج من أم محمد بنت صالح، وتزوج من العباسة (ابنة عمه سليمان غير أخته العباسة"، وهى بنت سليمان بن أبى جعفر، فزفتا إليه فى ليلة واحدة سنة 187هـ/802م بالرقة، وتزوج أيضا من عزيزة بنت الغطريف، وهى بنت خاله (أخى أمه خيزران)، وتزوج من ابنه عبد الله بن محمد بن الله بن عمر بن عثمان بن عفان، ويقال لها الجرشية لأنها ولدت بجرش فى اليمن.
أمة العزيز أم جعفر زبيدة بنت جعفر ولدت في مدينة الموصل بعام 766م، وكان أبيها جعفر بن عبد الله المنصور وأمها سلسبيل، وتزوجت من هارون الرشيد وأنجبت له ابن واحد وهو محمد الأمين وتوفت في مدينة بغداد عام 831م ودفنت في مقابر قريش. نسب عالي وعقل راجح كانت زبيدة ذات نسب عظيم، فجدها المنصور هو مؤسس الدولة العباسية ، وتزوجت بعد ذلك حاكم وخليفة الدولة العباسية هارون الرشيد، لذلك كان لها مكانتها الخاصة التي تميزها بين نساء الدولة العباسية.