ـ ومن ثمرات الإيمان بالملائكة: الإيمان بعظَمة الله تعالى، وكمال قدرته وحكمته في خلق الملائكة، وهذه الثمرة من أعظم الثمار، لأن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق سبحانه، فخَلْق الملائكة الكرام من نور، وأولي أجنحة، يوحي بعظمة الخالق عز وجل، وأنه على كل شيء قدير، قال الله تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(فاطر:1). قال ابن كثير: "قوله: { جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً} أي: بينه وبين أنبيائه، { أُولِي أَجْنِحَةٍ} أي: يطيرون بها ليبلغوا ما أمروا به سريعا { مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} أي: منهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك، كما جاء في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل ليلة الإسراء وله ستمائة جناح، بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب، ولهذا قال: { يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. قال السُّدِّيُّ: يزيد في الأجنحة وخلقهم ما يشاء".
وقالت عائشة رضي الله عنها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم). وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت (أصدرت صوتا) السماء وحُقَّ لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع، إلا ومَلَك واضع جبهته ساجدا لله)". الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي - 18 - أثر الإيمان بالملائكة في حياة الإنسان. وقال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَه ُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}(الأعراف: 206)، قال ابن كثير: "وإنما ذكرهم بهذا ليتشبه بهم في كثرة طاعتهم وعبادتهم، ولهذا شرع لنا السجود هاهنا لما ذكر سجودهم لله، عز وجل، كما جاء في الحديث: ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها، يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف)". - ومن ثمرات الإيمان بالملائكة: الطمَع في استِجابة الله تعالى لدُعائهم واستغفارهم للمؤمن الطائع لربه، والأخْذ بأسباب ذلك من التحقُّق بالإيمان والمسارعة إلى الطاعة والعبادة، والاشتِغال بالذِّكر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( المَلائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ (تستغفر له) ما دام في مُصَلّاه، ما لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْه) رواه البخاري.
أثر الإيمان بالملائكة في حياة الإنسان الحلقة: الثامنة عشر (الأخيرة) بقلم الدكتور علي محمد الصلابي شوال 1441 ه/ يونيو 2020 للإيمانِ بالملائكة أثرٌ في حياة المسلم يتمثّل فيما يلي: 1 ـ إن الإيمان بالملائكة يقوي الشعور لدى المسلم بعظمة الله عز وجل فالملائكةُ كما اتضح من صفاتهم ووظائفهم خلقٌ عظيمٌ في القدرةِ عظيمٌ في السرعةِ عظيمٌ في الطاعةِ وهذه العظمةُ تعكِسُ عظمةَ الباري سبحانه فهو الله الواحد الأحد بديعُ السماوات والأرض ولا يعدو الملائكة أن يكونوا جنداً من جنود لتنفيذ أمره وعبادةً له سبحانه. والمقصود أنّ العلم بهذه المخلوقات العظيمة ـ وهي ملائكة الرحمن عليهم السلام ـ والتدبر في صفاتهم التي أخبرنا الله بها في القران وثبتت في السنة يجعل القلبَ مضطراً إلى تعظيم خالقه وهيبته وخوفه ورجائه فإنَّ خالق هذه المخلوقات العظيمة ولا شكَّ يستحقُّ أن يُعْبدَ وحدَه سبحانه وتعالى وأن يُتّقى بأن يذكر فلا ينسى ويطاع فلا يعصى. قال تعالى: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ *اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ *يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ *} الحج: 74 ـ 76 وقال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْركُونَ *} [الزمر 67[.
مادة العقيدة | مهندس علاء حامد | أكاديمية الفرقان للثقافة الإسلامية منهج العقيدة دراسة من كتاب أصول الإيمان وهو كتاب على منهج أهل السنة والجماعة يتميز ببساطة العبارة ودقة المحتوى والشمولية في العرض مع التزام منهج أهل السنة والجماعة في جميع أبوابه يدرس الطالب في مادة العقيدة أصول الإيمان الست. يدرس الإيمان بالله و ربوبيته و ألوهيته و يدرس العقيدة الصحيحة في الإيمان بالأسماء والصفات و يعرف كيف يرد على أهل البدع وكيف يستدل على منهجه استدلالا صحيحا. كما يدرس أنواع الشرك و يتعرف على أحكام هامة متعلقة بالتوسل و الأضرحة. وكذلك يدرس أبواب الإيمان بالملائكة و الكتب و الرسل و يعرف أثر ذلك على عمله و قلبه و ثمرات هذا الإيمان. يدرس ما يتعلق بالإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة الكبري و الصغري و الحياة بعد الموت يدرس العقيدة الصحيحة في باب القضاء و القدر بعبارة سهلة و أدلة دقيقة نجيب له عن الأسئلة الحائرة في هذا الباب. كما يدرس قضايا الإيمان والكفر وضوابط التكفير وشروطه المعتبرة. يدرس العقيدة الصحيحة في الصحابة و آل البيت و يتعرف على العقائد الباطلة في هذا الباب الرد عليها. مقرر المادة وهو من كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة لنخبة من العلماء
يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب: الإيمان بالملائكة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
الفَصْلُ الثَّاني: حُكمُ الإيمانِ بالمَلائِكةِ ومَعْناه.
وقال ابن الجوزي: "وقوله: ( مما وُصِف لكم) يشير إلى المذكور من صفات آدم في القرآن بأنه خُلِق من طين، وشرح أحوال الطين بأنه من صلصال كالفخار". والإيمان والاعتقاد الجازم بوجود الملائكة وأنهم مِنْ خَلْق الله سبحانه، هو الركن الثاني من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان عبد حتى يؤمن بوجودهم، وبما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة من صفاتهم وأفعالهم، قال الله تعالى: { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}(البقرة:285). وقد حكم الله عز وجل بالكفر على من أنكر وجود الملائكة، ولم يؤمن بهم، فقال تعالى: { وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}(النساء:136). قال الطبري:"ومعناه: ومن يكفر ب محمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند الله، لأن جحود شيء من ذلك بمعنى جحود جميعه، ولأنه لا يصح إيمان أحدٍ من الخَلق إلا بالإيمان بما أمره الله بالإيمان به، والكفر بشيء منه كفر بجميعه"، وقال السعدي: "واعلم أن الكفر بشيء من هذه المذكورات كالكفر بجميعها، لتلازمها وامتناع وجود الإيمان ببعضها دون بعض".