62 - تفسير سورة ا لجمعة عدد آياتها 11 ( آية 1-11) وهي مدنية { 1} { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} أي: يسبح لله، وينقاد لأمره، ويتألهه، ويعبده، جميع ما في السماوات والأرض، لأنه الكامل الملك، الذي له ملك العالم العلوي والسفلي، فالجميع مماليكه، وتحت تدبيره، { الْقُدُّوسُ} المعظم، المنزه عن كل آفة ونقص، { الْعَزِيزُ} القاهر للأشياء كلها، { الْحَكِيمُ} في خلقه وأمره. فهذه الأوصاف العظيمة مما تدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
المصحف الشريف فهرس المصحف قراءة سورة الجمعة
♦ واعلم أن صفة "الفَرَح" ثابتة لله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين -: ( لَلهُ أفرح بتوبة عبده... ) إلى آخر الحديث، (طبعاً مِن غير أن نُشَبِّه صفات الله تعالى بصفات مخلوقاته، إذ هو سبحانه ليس كمثله شيء). ♦ وقَوْله تعالى: ﴿ الْمَلِكِ ﴾ أي هو وحده المالك لكل شيء, المتصرف فيه بلا مُنازِع, الحاكم الذي لا حُكم إلا له، ومَرجع الأمور كلها إليه، ﴿ الْقُدُّوسِ ﴾ أي الكاملُ في صفاته، المُنزَّه عن كل نقص, ﴿ الْعَزِيزِ ﴾ أي الغالب على أمره, فإذا أراد شيئاً قال له "كن" فيكون، ﴿ الْحَكِيمِ ﴾ في تدبيره وصُنعه.
﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها النبي -: ﴿ مَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ - من النعيم الأبدي - ﴿ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ﴾ التي تشغلكم عن طاعة الله، ﴿ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ أي هو سبحانه خير مَن أعطى عباده, (ألاَ فاطلبوا منه الرزق - واسعوا في تحصيله - بعد أن تؤدوا طاعته)، واستعينوا بطاعته على تحصيل رزقه، ولا يتكرر منكم هذا الصنيع السيئ، وإلا فقد تتعرضون لعذابٍ عاجل غير آجل. [1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي " ، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير. - واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.
الآية 8: ﴿ قُلْ ﴾: ﴿ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ﴾ يعني فهو آتيكم لا مَحالة، ولن تستطيعوا الهرب منه، ﴿ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾ أي: ثم تُرجَعون يوم القيامة إلى الله تعالى، عالم السر والعَلانية ﴿ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ويُجازيكم على أعمالكم.
بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله الدالة على صدق رسولنا وصدق ما جاء به. { وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} أي: لا يرشدهم إلى مصالحهم، ما دام الظلم لهم وصفًا، والعناد لهم نعتًا ومن ظلم اليهود وعنادهم، أنهم يعلمون أنهم على باطل، ويزعمون أنهم على حق، وأنهم أولياء الله من دون الناس.
وهذا قد يشير إلى أن الذكر المقصود بالآية هو القرآن فقط. أيضًا هؤلاء الفرق الضالة تعدوا على الكتب السماوية الأخرى مثل الإنجيل، إلا أن القرآن محفوظ برعاية الله منهم. إعراب: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون يدعم الإدراك بالإعراب الصحيح للألفاظ بالآيات عملية ترتيل الآيات وحفظها بشكل سليم، حيث يتغير النطق وفقًا للإعراب، في التالي إعراب كل لفظ في الآية 9 في سورة الحجر: إن: يندرج في مجموعة حروف النصب والتوكيد. نا: الضمير في هذا اللفظ في محل نصب الحرف إن. نحن: ضمير، لكنه منفصل عن اللفظ السابق، وهو مبني في محل رفع مبتدأ، ويمكن نصب الضمير للتأكيد على الضمير السابق نا. نزلنا: يندرج في مجموعة الأفعال الماضية. إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون سورة. الذكر: مفعول به. وإنا: الواو هنا واو عطف، إنا تأخذ نفس إعراب إنا الأولى. له: اللام هنا من حروف الجر، أما الهاء فهو ضمير في محل جر مرتبط وموصول باللفظ حافظون. لحافظون: اللام هنا للتوكيد، حافظون خبر اسم إن. شاهد من هنا: تفسير: فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل ختامًا يبين تفسير إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون أن الله تعالى تكفل بسلامة الكتاب الكريم من التحريف والتعديل، ومختلف أشكال تطاول قوم الضلالة والكفر.
ولهذا السبب نرى الشيعة يُجيزون كتابة (ص) بعد ذكر إسم النبي محمد صلوات الله عليه. فهي اختصار لجملة كاملة (الصلوت على النبي) ولهم في القرآن أسوة.???? ️ المصادر: 1- سورة الحجر آية: 9. وهناك آيات أخرى تُشير إلى أن كلمة (الذكر) هو القرآن مثل قوله تعالى في سورة ص آية: 8 (أاُنزل عليه الذكر من بيننا). وهو قولٌ لمشركي قريش متعجبين من نزول القرآن على يتيم فقير. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الحجر - القول في تأويل قوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "- الجزء رقم17. وكذلك قوله تعالى في سورة القلم آية: 51 (وإن يكاد الذين كفروا ليُزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر). فلا يبقى مجال للشك بأن المقصود بقوله (الذكر) هو القرآن مثل قوله تعالى في سورة النحل آية 43: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا اهل الذكر أن كنتم لا تعلمون، وأنزلنا إليك الذكر لتُبين للناس ما أنزل إليهم). وأهل الذكر هنا هم أهل البيت عليهم السلام عدول القرآن ومن نزل في بيوتهم. يقول ابن جرير الطبري في تفسيره بسَنَده عن جابر الجعفي ، قال: لما نزلت: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ ، قال الامام علي عليه السلام: (نحن أهل الذكر). انظر كتاب: فضائل الخمسة من الصحاح الستة: ج1. ص 329 ، لآية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي.
ولعل هذا من توارد الخواطر. وفي هذا مع التنويه بشأن القرآن إغاظة للمشركين بأن أمر هذا الدين سيتم وينتشر القرآن ويبقى على ممرّ الأزمان. وهذا من التحدّي ليكون هذا الكلام كالدليل على أن القرآن منزّل من عند الله آية على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لو كان من قول البشر أو لم يكن آية لتطرّقت إليه الزيادة والنقصان ولاشتمل على الاختلاف ، قال تعالى: { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} [ سورة النساء: 82].
ولذلك لم تنزل هذه الآية في أي من الكتب السابقة كما بيّن البحث أعلاه ، أو أن كلمة (الذكر) اختفت مع الكتب الأصلية. ولهذا السبب تكفل الله بحفظ الذكر الأخير (القرآن) وهذا بدليل القرآن نفسه الذي ذكر كلمة (الذكر) على أنها من مختصات القرآن وليس كتاب آخر فقال تعالى (إنا نحنُ نزلنا الذكر وإنا لهُ لحافظون). (1)???? ️ ولزيادة التوضيح بيّن الله تعالى بأن الذكر المقصود في هذه الآية هو القرآن فقال تعالى ردا على قول أهل الكتاب للنبي بأنه مجنون: (وقالوا يا أيها الذي نُزّل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ــ إلى قوله تعالى ــ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لهُ لحافظون). (2) ومن سياق الآية كاملة يتبين ان الذكر المحفوظ هو القرآن وقد وردت مرتين في النص.???? ️ وكذلك قوله تعالى (وقالوا) راجع إلى أهل الكتاب من أحبار وقساوسة، كانوا موجودين حول مكة وفي المدينة.???? ️ ولتوضيح معنى كلمة (الذكر) وانها فعلا من مختصات القرآن نرجع إلى قوله تعالى: (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ). انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. (3) فقد قرن الله تعالى في هذه الآية ثلاث أشياء وهي: قوله: (ص) يعني محمد (ص). (4) و (القرآن) و (الذكر). فعرّفَ القرآن على أنه الذكر.
وأن الله يحفظه داخل قلوبهم، وتتوارث الأجيال الآيات من هذه الطائفة. حماية اللغة العربية: أوضح بعض المفسرين أن تكفل الله بحماية القرآن. يشمل حماية اللغة العربية كذلك، حيث أن القرآن موضوع باللغة العربية. وأن وجود القرآن يقتضي التفسير، وبالتالي يستمر البشر في إدراك. وفهم قواعد اللغة العربية من أجل إدراك مقاصد ومعاني القرآن. تفسير: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). مظاهر تحقيق وعد الله: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون نزلت الأية منذ قرون عديدة، إلا أن هناك مظاهر حقيقية واقعية تشير إلى حقيقة حفظ الله للكتاب من التحريف، نتدبر ونناقش هذه المظاهر فيما يلي: الفتن: مر قوم المسلمين بعدد هائل من الفتن والهزائم على مر العصور. عجزوا خلالها من حماية نفوسهم والأموال الخاصة بهم. وكذلك عجزوا عن صيانة أعراضهم، ولكن هذه الفتن لم تؤثر تمامًا على قدسية الكتاب وما فيه، حيث صانه الله. الفرق الضالة: ظهر على مر العصور فرق ضالة تنتمي إلى الإسلام ظاهريًا فقط. وفي حقيقة الأمر يحاولون تحريف الدين، وقد تمكن بعضهم من تحريف. ونسب بعض الأحاديث إلى النبي، ويجاهد العلماء في تنقية السنة من هذا التحريف. إلا أنهم بالرغم من محاولاتهم لم يتعدوا على آيات كتاب القرآن.
أو وإنا له لحافظون من أن يكاد أو يقتل. نظيره والله يعصمك من الناس. ونحن نجوز أن يكون موضعه رفعا بالابتداء " ونزلنا " الخبر. والجملة خبر إن. ويجوز أن يكون نحن تأكيدا لاسم إن في موضع نصب ، ولا تكون فاصلة لأن الذي بعدها ليس بمعرفة وإنما هو جملة ، والجمل تكون نعوتا للنكرات فحكمها حكم النكرات.
والضمير المجرور باللام عائد إلى { الذكر} ، واللام لتقوية عمل العامل لضعفه بالتأخير عن معموله. وشمل حفظه الحفظ من التلاشي ، والحفظ من الزيادة والنقصان فيه ، بأن يسّر تواتره وأسباب ذلك ، وسلّمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمّة عن ظهور قلوبها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرّ بين الأمّة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصار حفّاظه بالغين عدد التواتر في كل مصر. وقد حكى عياض في «المدارك»: أن القاضي إسماعيل بن إسحاق بن حماد المالكي البصري سئل عن السرّ في تطرق التغيير للكتب السالفة وسلامة القرآن من طرق التغيير له. فأجاب بأن الله أوكل للأحبار حفظ كتبهم فقال: { بما استحفظوا من كتاب الله} [ سورة المائدة: 44] وتولى حفظ القرآن بذاته تعالى فقال: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. قال أبو الحسن بن المُنْتَاب ذكرت هذا الكلام للمَحَامِلي فقال لي: لا أحسنَ من هذا الكلام. وفي تفسير «القرطبي» في خبر رواه عن يحيى بن أكثم: أنه ذكر قصة إسلام رجل يهودي في زمن المأمون ، وحدث بها سفيان بن عيينة فقال سفيان: قال الله في التوراة والإنجيل { بما استحفظوا من كتاب الله} فجعل حفظه إليهم فضاع. وقال عز وجل: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فحفظه الله تعالى علينا فلم يضع» ا ه.