تاريخ النشر: الثلاثاء 7 محرم 1434 هـ - 20-11-2012 م التقييم: رقم الفتوى: 191403 26191 0 450 السؤال ما البيوت التي لا تدخلها الملائكة؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد وردت الأحاديث الصحيحة بأن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة، وروي أنها لا تدخل بيتًا فيه جرس, وروي ولا جنب، وهاك بعض ما جاء من الأحاديث في البيوت التي لا تدخلها الملائكة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه تماثيل أو تصاوير. رواه مسلم, وعن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة؛ إلا رقم في ثوب. متفق عليه, وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة. متفق عليه, وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه جرس. رواه أبو د او د وضعفه الألباني, وعن علي - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ولا كلب ولا جنب. رواه أبو داود وصححه الحاكم وضعف الألباني قوله: ولا جنب, فهذا بعض ما ورد من الأحاديث في هذا الباب.
السؤال: ما المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الملائكة لا يدخلون بيتاً فيه كلب أو صورة "؟ الإجابة: الصورة هنا في الحديث ليس المقصود بها التمثال، لأنه جاء في رواية عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تدخل الملائكة بيتاً فيه تماثيل أو تصاوير "، فالنبي صلى الله عليه وسلم فرق بين التماثيل والتصاوير، فالصورة والتمثال والكلب في البيت تمنع دخول الملائكة. والمراد بالملائكة هم ملائكة الرحمة، وليست الملائكة التي تحفظ الإنسان، ولا التي تكتب الحسنات والسيئات، ولا ملك الموت ، لأننا بالمشاهدة نعلم أن ملك الموت يقبض روح من يوجد في بيت فيه صورة أو كلب، فهذا الحديث من العام المخصوص، فالمقصود ملائكة الرحمة التي لا توجد الشياطين معها، والملائكة الذين يتلمسون حلق الذكر التي أصبحت كثير من بيوت المسلمين محروماً منها، فلا يجد الرجل الراحة في بيته ولا يطيق الجلوس فيه، لأنه بيت لا يذكر الله فيه، ثم بعد ذلك كل يبكي ومنزعج مما يحصل بالمسلمين! فوالله إن الذي يحصل بنا قليل، فالأصل أن نعظم الله في بيوتنا وأن نقيم دين الله في بيوتنا، فعند ذلك يمتن الله علينا بأن يهيء لنا أن نقيم دينه في مجتمعاتنا، فالكل منا يبكي على الدين ويولول، أما العمل فيهدم الدين.
نسأل الله أن يصلح أحوالنا، ويردنا إليه ردًّا جميلاً، والحمد لله رب العالمين. الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه: الأمر الخامس الذي يطرد الملائكة من البيوت: 5/ وجود الروائح الكريهة في البيت: فقد ورد روى مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ فَأَكَلْنَا مِنْهَا فَقَالَ: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُنْتِنَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْسُ ". فكل رائحة كريهة تنفر الملائكة وتبعدهم عن الإنسان وعن البيت، وكثير من الناس لا يبالي بهذه القضية، تجد رائحة بيوتهم كريهة نتنة، وربما انتشرت فيها رائحة سجائر الدخان الخبيثة, وما يقال في الدخان المحرم وأضراره المختلفة، ومنها رائحته الخبيثة، أعظم مما يقال في البصل أو الثوم. وإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا أن نقرب الثوم والبصل إلا بعد طبخها لما له من رائحة كريهة تتأذى منها الملائكة، فإن تأذي الملائكة برائحة الدخان المحرم أشد وهي من باب أولى. فكن حريصًا -أخي المسلم- أن يكون بيتك نظيفًا طيبًا، وأن تكون رائحتك طيبة حتى تصحبك الملائكة، فلقد أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتطيب ورغبنا فيه، وكان الطيب من أحب الأشياء إليه.
رواه أبو داود والنسائي وقال الشيخ الألباني: صحيح والجواب كما في حاشية السيوطي على النسائي وفيض القدير للمناوي: (أنه لعل المراد بانتقاعه طول مكثه ومايجعل في الإناء لا يطول مكثه غالباً) وهو اختيار الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة (6/54) وذهب مغلطاي إلى طريقة أخرى في الجمع فنقل عنه السيوطي في حاشيته على النسائي أنه يحتمل أن يكون أراد كثرة النجاسة في البيت بخلاف القدح فإنه لا يحصل به نجاسة لمكان آخر. واختار المناوي موافقة منه كما للولي العراقي كما قال: (أن هذا كان قبل اتخاذ الكنف في البيوت فلا يمكنه التباعد بالليل للمشقة أما بعد اتخاذها فكان يقضي حاجته فيها ليلاً ونهاراً) وظهر لي بعد هذا أمر آخر لعله يكون قريباً أيضاً, وهو أنهم ذكروا في خصائص النبي ﷺ أنّ بوله طاهر ،فيكون اتخاذه الطست للبول خاصاً به عليه الصلاة والسلام والنهي عام في أمته. الملائكة لا تصحب رفقة فيها جلد النمر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر. رواه أبو داود وقال الشيخ الألباني: صحيح ثلاثة أشياء لا تقربهم الملائكة عن عمار بن ياسر أن رسول الله ﷺ قال:"ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوق (في رواية بالزعفران) والجنب إلا أن يتوضأ".
وقال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} التغابن: ١٦. من أسرار القرآن الكريم (5).. الفرق بين "البُخل" و"الشُّح" | مصراوى. وقال السعدي عند قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} التغابن: ١٦: " {وَأَنْفِقُوا} من النفقات الشرعية الواجبة والمستحبة، يكن ذلك الفعل منكم خيرًا لكم في الدنيا والآخرة، فإن الخير كله في امتثال أوامر الله تعالى وقبول نصائحه، والانقياد لشرعه، والشر كله، في مخالفة ذلك. ولكن ثم آفة تمنع كثيرًا من الناس، من النفقة المأمور بها، وهو الشح المجبولة عليه أكثر النفوس، فإنها تشح بالمال، وتحب وجوده، وتكره خروجه من اليد غاية الكراهة. فمن وقاه الله شر شح نفسه بأن سمحت نفسه بالإنفاق النافع لها {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} لأنهم أدركوا المطلوب، ونجوا من المرهوب، بل لعل ذلك شامل لكل ما أمر به العبد، ونهي عنه، فإنه إن كانت نفسه شحيحة، لا تنقاد لما أمرت به، ولا تخرج ما قِبلها، لم يفلح، بل خسر الدنيا والآخرة، وإن كانت نفسه نفسًا سمحة، مطمئنة، منشرحة لشرع الله، طالبة لمرضاة، فإنها ليس بينها وبين فعل ما كلفت به إلا العلم به، ووصول معرفته إليها، والبصيرة بأنه مرضٍ لله تعالى، وبذلك تفلح وتنجح وتفوز كل الفوز" (١).
الشُّح يُهلك صاحبه وإذا شاع في المجتمعات مزقها وأهلكها، لذا قال صلى الله عليه وسلم: (وأمَّا المُهْلِكاتُ فشحٌّ مطاعٌ وَهَوًى متَّبعٌ وإعجابُ المرءِ بنفسِهِ) [صحيح]، من أجل هذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الخُلق الذميم؛ وذلك لأنّه يؤدي إلى شيوع الظلم، وقطيعة الرحم، وسفك الدماء، وأكل الأموال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإيَّاكم والشُّحَّ فإنَّما أهلَك مَن كان قبْلَكم الشُّحُّ أمَرهم بالقطيعةِ فقطَعوا أرحامَهم وأمَرهم بالفجورِ ففجَروا وأمَرهم بالبخلِ فبخِلوا) [صحيح]. آثار الشح والبخل دفع النفس إلى الوقوع في الإثم. تُفكك روابط المحبة في المجتمع الواحد مما يؤدي إلى الفرقة. ما الفرق بين الشح و البخل. القلق الدائم والمستمر وبالتالي يؤدي إلى حدوث العديد من الاضطرابات النفسية. الضعف الشديد أمام الأعداء. الابتعاد عن غفران الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.
والأمر الذي يثير العجب أن الشحيح يعيش الفقر وإن كان من أغنى الناس ، إذ يبخل حتى على نفسه ، وهو يجمع لغيره ، وهذا واقع مشاهد في حياة الناس ، مما يروى في هذا (أن الحسن البصري - رحمه الله - دخل على عبد الله بن الأهتم يعوده في مرضه ، فرآه ينظر إلى صندوق في بيته ، ثم قال: يا أبا سعيد ، ما تقول في مائة ألف في هذا الصندوق لم أؤد منها زكاةً ، ولم أصِلْ منها رحمـًا ؟ قال الحسن: ثكلتك أمك ، ولم كَنْتَ تجمعها ؟ قال: لروعة الزمان ، وجَفوة السلطان ، ومكاثرة العشيرة. ثم مات ، فلما فرغوا من دفنه قال الحسن - رحمه الله -: انظروا إلى هذا المسكين ، أتاه شيطانه فخدره روعة زمانه ، وجفوة سلطانه ، ومكاثرة عشيرته ، عما رزقه الله إياه وغمره فيه. انظروا كيف خرج منها مسلوبـًا محرومـًا ، ثم التفت إلى الوارث فقال: أيها الوارث ، لا تُخدعن كما خُدع صويحبك بالأمس ، أتاك هذا المال حلالاً فلا يكونن عليك وبالاً ،أتاك عفوًا صفوًا ممن كان له جموعـًا منوعـًا ، من باطل جمعه ، ومن حق منعه. إن يوم القيامة يوم ذو حسرات ، وإن من أعظم الحسرات غدًا أن ترى مالك في ميزان غيرك فيا لها عثرة ، لا تُقال ، وتوبة لا تُنال. وقال محمود الورَّاق - رحمه الله تعالى -: تمتع بمالك قبل الممـاتِ وإلا فلا مـال إن أنت مُتَّا شَقِيتَ به ثـم خَلَّفْتَـهُ لِغيرك بُعدًا وسُحـقًا ومقْتا فجاد عليك بِزُورِ البُـكَا وَجُدْتَ له بالذي قـد جمعتا وأعطيتَه كُلَّ ما في يديك فخلاّك رهنـًا بما قد كسبتا وقد عدَّه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات.
الشُّح يُهلك صاحبه وإذا شاع في المجتمعات مزقها وأهلكها، لذا قال صلى الله عليه وسلم: (وأمَّا المُهْلِكاتُ فشحٌّ مطاعٌ وَهَوًى متَّبعٌ وإعجابُ المرءِ بنفسِهِ) [صحيح]، من أجل هذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الخُلق الذميم؛ وذلك لأنّه يؤدي إلى شيوع الظلم، وقطيعة الرحم، وسفك الدماء، وأكل الأموال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإيَّاكم والشُّحَّ فإنَّما أهلَك مَن كان قبْلَكم الشُّحُّ أمَرهم بالقطيعةِ فقطَعوا أرحامَهم وأمَرهم بالفجورِ ففجَروا وأمَرهم بالبخلِ فبخِلوا) [صحيح]. آثار الشح والبخل دفع النفس إلى الوقوع في الإثم. تُفكك روابط المحبة في المجتمع الواحد مما يؤدي إلى الفرقة. القلق الدائم والمستمر وبالتالي يؤدي إلى حدوث العديد من الاضطرابات النفسية. الضعف الشديد أمام الأعداء. الابتعاد عن غفران الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.