[٤] حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهم ولمّا رجع -صلى الله عليه وسلّم- هَمّ المُخلفون يحلفون ويعتذرون لرسول الله تخلفهم عن الغزوة، فاستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله، وفي رواية أنهم قيّدوا أنفسهم ولم يطلقوها حتى يعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويستغفر لهم ويطلق سراحهم، ولما عاد إلى المدينة طلبوا منه أن يستغفر لهم الله؛ فاستغفر لهم. [٥] وأنزل الله فيهم قوله: (لَقَد تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم ثُمَّ تابَ عَلَيهِم إِنَّهُ بِهِم رَءوفٌ رَحيمٌ)، [٦] إلا ثلاثة من هؤلاء المُخلّفين صدقوا رسول الله القول ولم يلقوا إليه أعذارهم؛ إنما قالوا إنما خَلَّفهم عن الالتحاق بالجيش كان تقاعسهم عن القتال. سبب نزول آية (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) - موضوع. ذكرهم بعض أهل العلم عن جابر -رضي الله عنه- قالَ: "في قولِهِ -تعالى- وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا قال هم كَعبُ بنِ مالِكٍ، وَهِلالُ بنُ أميَّةَ، ومُرارةُ بنُ الرَّبيعِ وكلُّهم منَ الأنصارِ"، [٧] وقد ثبت ذلك في صحيحي البخاري، [٨] ومسلم في حديث كعب بن مالك. [٩] وأرجأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرهم حتى يحكم الله فيه ونهى الناس أن يكلموهم، وبعد أربعين يوماً من اعتزال الناس لهم أمر -صلى الله عليه وسلم- زوجاتهم أن يعتزلوهم إلا زوجة مرارة بن الربيع لأنه كان كبيراً في السن ولا يستطيع خدمة نفسه فطلبت زوجته من رسول الله أن تبقى مع زوجها فسمح لها على أن لا يقربها.
قد يكون الجهاد فرض عين على المسلم، كما لو عينه الإمام ، ولا يجوزله التخلف عنه حينئذ إلا لعذر شرعي. لذلك عندما يستنفر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين للجهاد يخرج كل مسلم صادق ، ولا يتخلف إلا أهل الأعذار الشرعية أو أهل النفاق، ولكن في غزوة تبوك تخلف ثلاثة رجال كعب بن مالك و مرارة بن ربيع و هلال ابن أبي أمية عن الغزو مع الرسول صلى الله عليه وسلم من غير عذر شرعي ولا نفاق. تخلف الثلاثة عن الغزو الذي كان في زمان الحر والشدة ، ولكن رغم فداحة الذنب وعظمته تجاوز الله عنهم وغفر لهم صنيعهم ، لأنهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يخادعوه ولم يأتوا بأعذار كاذبة ، بل صدقوا واعترفوا بتخلفهم ، ولجؤوا إلى الله تائبين مستغفرين فتاب الله عليهم.
وقوله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾ استئنافٌ للإشارة إلى ما يتعرض له الداعية من الأذى، وما ينبغي أن يتحلَّى به في مقابلة ذلك من العدل والإحسان. والمعنى: وإن أردتم أذية مَن آذاكم فآذوه بمثل الأذى الذي وقع عليكم. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النحل - الآية 125. وقوله: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾؛ أي: ولئن أمسكتم عن مقابلة السيئة بالسيئة، فإن هذا الخُلُق خيرٌ لكم؛ فالضمير في قوله: ﴿ لَهُوَ ﴾ راجعٌ إلى الصبر المفهوم من قوله: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ ﴾. وقوله عز وجل: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾؛ أي: واحبِس نفسك عن الجزع عند المصائب، واحبسها على الطاعات، وامنَعْها من الوقوع في الشهوات، وليكن اعتمادُك في كل ذلك على الله وحده؛ لأنه هو وحده القادر على تمكينك مِن التخلق بهذا الخلق العظيم، فاستعِن به وتوكَّل عليه، فإن هذا الخُلُق لا يُنال إلا بمشيئة الله وإعانته، وحوله وقوته. وقوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾؛ أي: ولا تجزَع بسبب كفر هؤلاء الكافرين وإعراضهم عنك؛ وذلك لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألَّم كثيرًا من استمرارهم على الكفر وعنادهم لدعوة الإسلام؛ كما قال عز وجل: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]، وكما قال عز وجل: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6].
بنت الهدى2 مشرفة رقم العضوية: 13529 الإنتساب: Jun 2012 الدولة: العراق المشاركات: 2, 367 بمعدل: 0. 66 يوميا النقاط: 214 مشاركة رقم: 3 كاتب الموضوع: بتاريخ: 18-Feb-2013 الساعة: 09:37 PM شكرا لنقل الموضوع وقد جربت هذه الاستخارة كثيرا لي ولغيري وكلها كانت وماتزال صائبة وكيف لاتكون كذلك وهي لسيدي ومولاي امير المؤمنين علي بن ابي طالب انصح الجميع بها توقيع بنت الهدى2 مات التصبر في انتظارك * أيها المحيي الشريعهْ فانهض فما أبقى التحمل * غير أحشاء جزوعه abdulzahra عضو رقم العضوية: 13210 الإنتساب: Mar 2012 المشاركات: 8 بمعدل: 0. 00 يوميا النقاط: 0 مشاركة رقم: 4 اللهم صل على محمد وال محمد بتاريخ: 07-Jun-2013 الساعة: 06:59 PM جزاكم الله خير ووفقكم انه حميد مجيد مشاركة رقم: 5 بتاريخ: 07-Jun-2013 الساعة: 07:06 PM خادمة العباس (ع) عضو دائم رقم العضوية: 516 الإنتساب: Oct 2007 الدولة: مدينة الرسول الأعظم عليه السلام المشاركات: 1, 304 بمعدل: 0.
قد يقنعه الجدال بالتي هي أحسن. ولذلك كان من الواجب على الدعاة الى الحق، أن يتزودوا بجانب ثقافتهم الدينية الأصيلة الواسعة- بالكثير من ألوان العلوم الأخرى كعلوم النفس والاجتماع والتاريخ، وطبائع الأفراد والأمم.. فإنه ليس شيء أنجع في الدعوة من معرفة طبائع الناس وميولهم، وتغذية هذه الطبائع والميول بما يشبعها من الزاد النافع، وبما يجعلها تقبل على فعل الخير، وتدبر عن فعل الشر. وكما أن أمراض الأجسام مختلفة، ووسائل علاجها مختلفة- أيضا-، فكذلك أمراض النفوس متنوعة، ووسائل علاجها متباينة. فمن الناس من يكون علاجه بالمقالة المحكمة: ومنهم من يكون علاجه بالعبارة الرقيقة الرفيقة التي تهز المشاعر، وتثير الوجدان، ومنهم من يكون علاجه بالمحاورة والمناقشة والمناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن، لأن النفس الإنسانية لها كبرياؤها وعنادها، وقلما تتراجع عن الرأى الذي آمنت به. معنى آية ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة | سواح هوست. إلا بالمجادلة بالتي هي أحسن. والحق: أن الدعاة إلى الله- تعالى- إذا فقهوا هذه الحقائق فتسلحوا بسلاح الإيمان والعلم، وأخلصوا لله- تعالى- القول والعمل، وفطنوا إلى أنجع الأساليب في الدعوة إلى الله، وخاطبوا الناس على قدر عقولهم واستعدادهم.. نجحوا في دعوتهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ونجيب على هذا السؤال بأن الإسلام دخل عن طريق التجار المسلمين. حيث إنهم كانوا يتاجرون ويذهبون إلى هذه البلاد البعيدة، ويتعاملون مع أهل هذه البلاد من التجار المسلمين. ولما ألتمس أهل هذه البلاد فيهم الأمانة، وحسن الخلق والدين في القول، والعمل. كذلك عندما كانوا يقابلوهم؛ كانوا يقابلونهم بوجه بشوش. حتى إنه يحكى إنه إذا كان التاجر باع، واشترى، وربح، ثم أتاه عميل آخر، وأراد أن يشتري. وهو يعلم أن جاره من أهل البلد لم يشتري ولم يبيع. فيأخذ هذا المشتري، ويذهب به إلى جاره من أهل البلد. فيقول: (والله قد رزقني الله، وأنا لا حاجة لي به فخذه، وأنتفع من بيعه، وشرائه). وهكذا كانوا سفراء للإسلام في هذه الدول. فدخل الإسلام فيها باللين والرحمة، وهكذا وصل الإسلام إلى أفريقيا. ولكن يحضرنا هنا سؤال هو كيف وصل إلى بلاد لم تصلها جيش ولم يصلها الإتجار أو يصلها دعاة؟ فنجد أنه دخل الإسلام فيها باللين، والكلمة الطيبة، ممن هاجروا إليها وعاشوا فيها. وكذلك ممن هاجروا منها إلى بلاد المسلمين، ثم رجعوا إلى بلادهم محملين بتعاليم الإسلام السمحة. التي عايشوها من أهلها، فدخل الإسلام فيها بأحسن ما يكون، بالتعامل الذي بني على اللين والإحسان وهو أساس الدعوة إلى الإسلام.
ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب. إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به. وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل، فإن كان [المدعو] يرى أن ما هو عليه حق. أو كان داعيه إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا. ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها. وقوله: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ علم السبب الذي أداه إلى الضلال، وعلم أعماله المترتبة على ضلالته وسيجازيه عليها. وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ علم أنهم يصلحون للهداية فهداهم ثم منَّ عليهم فاجتباهم.
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
ومعلوم أن النصح في عمومه ثقيل على النفس، وخاصة في أمور الدين، فإياك أن تشعر من تنصحه أنك أعلم منه أو افضل منه، إياك أن تواجهه بما فيه من النقص، أو تحرجه أمام الآخرين؛ لأن كل هذه التصرفات من الداعية لا تأتي إلا بنتيجة عكسية، فهذه الطريقة تثير حفيظته، وربما دعته إلى المكابرة والعناد. ومن أمثلة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ما بينه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي مسند أحمد: ( عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا مَهْ مَهْ. فَقَالَ « ادْنُهْ ». فَدَنَا مِنْهُ قَرِيباً. قَالَ فَجَلَسَ. قَالَ « أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ ». قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ ».