السؤال: هل في الذهب الذي يلبس زكاة أم لا؟ أفيدونا، جزاكم الله خيرًا. الجواب: إذا بلغ الذهب الذي يلبس، أو الفضة النصاب، ففيه الزكاة على الراجح من أقوال العلماء، فيه خلاف بين أهل العلم، منهم من رأى فيه الزكاة، ومنهم من رأى عدم الزكاة، والصحيح الذي نفتي به أنه يزكى إذا بلغ النصاب، سواء كان أسورة أو قلائد أو غير ذلك، إذا بلغ النصاب ذهب أو فضة يزكى، في الألف خمسة وعشرين ربع العشر؛ لأن الرسول ﷺ رأى على امرأة أسورة، فقال: أتعطين زكاة هذا؟ قالت: لا. قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة بسوارين من نار فألقتهما، وقالت: هما لله ورسوله» وكانت أم سلمة أم المؤمنين -رضي الله عنها- تلبس أوضاحًا من ذهب، فقالت: «يا رسول الله، أكنز هذا؟ فقال: ما بلغ أن يزكى فزكي فليس بكنز ولم يقل لها: الحلي ما فيه زكاة، وإنما إذا بلغ النصاب يزكى، فإذا ما زكي فهو كنز؛ يكوى ويعذب به صاحبه. نور على الدرب: زكاة الذهب الملبوس - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله) - YouTube. فالمقصود: أن الراجح أن الحلي من الذهب والفضة إذا بلغت النصاب، وحال عليها الحول، ففيها: الزكاة. والنصاب: عشرون مثقالًا من الذهب، أحد عشر جنيه ونصف سعودي، ومن الفضة: مائة وأربعون مثقالًا، يعني: ستة وخمسين ريالًا فضة، وما يعادلها، نعم.
القول الثاني: أنَّ الزكاة تجب في الحلي المعدّ للزينة وذلك إذا بلغ النصاب، ونصاب الذهب هو خمسة وثمانون غرامًا وحال عليه الحول أي مرت عليه سنة، وهذا القول مروي عن: عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وسعيد بن جبير، وعطاء، ومجاهد، وابن سيرين، والزهري، والثوري، وبذلك القول قال قال الأحناف. ويعود سبب ترجيح الجمهور لعدم وجوب الزكاة في الحلي المعدّة للاستعمال إلى عدة أمور منها: [1] لأن هذا الحلي هو في الشرع متاع شخصي، وليس مالًا مرصودًا من أجل النماء، والقواعد العامة التي يجب أن تُراعى في تراعى في الزكاة هو كون ذلك المال ناميًا أو حتى إنَّه قابلٌ للنماء، أمَّا الحُلي المستعمل فإنَّه ينتفع به، وهو من أشياء المرأة وكذلك زينتها، أي إنَّه بالنسبة لها مثل الثياب أو حتى الأثاث أو المتاع. لأن الأحاديث الموجبة للزكاة في الحلي المستعمل بالنسبة للمرأة تطرقت إليها مسألة الاحتمال، إذ إن بعض العلماء من حكم على تلك الأحاديث بأنها منسوخة، ومنهم من قد ضعف إسنادها، ولو كان الأمر كذلك، فإن الأصل هو براءة ذمة المسلم من التكاليف ما لم يرد بها أي دليل شرعي واضح صحيح، ولكن من اللمكن للمسلم أن يزكي فلو فعل ذلك لكان أولى، خروجًا من الخلاف.
حكم زكاة الحلي اللملبوس الشيخ بن باز - YouTube
توضيح الرأي القائل بوجوب إخراج الزكاة من الذهب الملبوس قال بهذا الأمر فقهاء الحنفية جميعهم بلا خلاف وهو رأي للإمام الشافعي وما تمت روايته عن الإمام أحمد وهو رأي بن المنذر والخطابي والإمام بن حزم وبن باز، واستدلوا لرأيهم بالاستدلالات العقلية والنقلية الآتية: أن الله تعالى قال في كتابه الكريم "وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ" [5] ولم يستثني من عموم هذه الآيات أن يكون الذهب ملبوسًا أو مقتنيًا أو من عروض التجارة، فقد ساوت الآية بين جميع أشكال الذهب مما يعني عدم وجود مبرر للتخصيص. ما روي عن رسول الله ﷺ أنه "أتَتِ النَّبيَّ ﷺ امرأتانِ، في أَيديهما أَساورُ مِن ذَهبٍ، فقال لهما رسولُ اللهِ ﷺ: أتحِبَّانِ أنْ يُسوِّرَكما اللهُ يومَ القيامةِ أَساورَ مِن نارٍ؟ قالتا: لا، قال: فأَدِّيَا حقَّ هذا الذي في أَيديكما" [6]. ما روي عن السيدة عائشة أنها قالت "دخلَ عليَّ رسولُ اللَّهِ ﷺ فرأى في يديَّ فتَخاتٍ من وَرِقٍ، فقالَ: ما هذا يا عائشةُ؟، فقلتُ: صنعتُهُنَّ أتزيَّنُ لَكَ يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: أتؤدِّينَ زَكاتَهُنَّ؟ قلتُ: لا، أو ما شاءَ اللَّهُ، قالَ: هوَ حَسبُكِ منَ النَّارِ" [7].
﴿ تفسير القرطبي ﴾ وجعل القمر فيهن نورا أي في سماء الدنيا; كما يقال: أتاني بنو تميم وأتيت بني تميم والمراد بعضهم; قاله الأخفش. قال ابن كيسان: إذا كان في إحداهن فهو فيهن. وقال قطرب: فيهن بمعنى معهن; وقاله الكلبي. أي خلق الشمس والقمر مع خلق السموات والأرض. وقال جلة أهل اللغة في قول امرئ القيس:وهل ينعمن من كان آخر عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال" في " بمعنى مع. النحاس: وسألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية فقال: جواب النحويين أنه إذا جعله في إحداهن فقد جعله فيهن; كما تقول: أعطني الثياب المعلمة ، وإن كنت إنما أعلمت أحدها. وجواب آخر أنه يروى أن وجه القمر إلى السماء ، وإذا كان إلى داخلها فهو متصل بالسموات ، ومعنى نورا أي لأهل الأرض; قاله السدي. وجعل القمر فيهن نوری زاده. وقال عطاء: نورا لأهل السماء والأرض. وقال ابن عباس وابن عمر: وجهه يضيء لأهل الأرض وظهره يضيء لأهل السماء. وجعل الشمس سراجا يعني مصباحا لأهل الأرض ليتوصلوا إلى التصرف لمعايشهم. وفي إضاءتها لأهل السماء القولان الأولان حكاه الماوردي. وحكى القشيري عن ابن عباس أن الشمس وجهها في السموات وقفاها في الأرض. وقيل: على العكس. وقيل لعبد الله بن عمر: ما بال الشمس تقلينا أحيانا وتبرد علينا أحيانا ؟ فقال: إنها في الصيف في السماء الرابعة ، وفي الشتاء في السماء السابعة عند عرش الرحمن; ولو كانت في السماء الدنيا لما قام لها شيء.
وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا وجعل القمر فيهن نورا أي: منورا لوجه الأرض في ظلمة الليل ونسبته إلى الكل مع أنه في السماء الدنيا لما أنها محاطة بسائر السماوات، فما فيها يكون في الكل، أو لأن كل واحدة منها شفافة لا تحجب ما وراءها فيرى الكل كأنها سماء واحدة، ومن ضرورة ذلك أن يكون ما في واحدة منها كأنه في الكل. وجعل الشمس سراجا يزيل ظلمة الليل، ويبصر أهل الدنيا في ضوئها وجه الأرض ويشاهدون الآفاق، كما يبصر أهل البيت في ضوء السراج ما يحتاجون إلى إبصاره، وليس القمر بهذه المثابة إنما هو نور في الجملة.
71-سورة نوح 16 ﴿16﴾ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا إن تتوبوا وتستغفروا يُنْزِلِ الله عليكم المطر غزيرًا متتابعًا، ويكثرْ أموالكم وأولادكم، ويجعلْ لكم حدائق تَنْعَمون بثمارها وجمالها، ويجعل لكم الأنهار التي تسقون منها زرعكم ومواشيكم.