في ظروف مماثلة، من المستبعد أن يُعبّر المواطنون عن رأيهم الحقيقي بهذه "العملية الخاصة" أو الحرب. إما أن يرفضوا المشاركة في الاستطلاع أو يعبّروا عن دعمهم لأي تحركات يطلقها الكرملين. لكن حين بدأت الآلة الدعائية الرسمية تسمّي الغزو "العملية Z"، سارعت قنوات الأخبار الروسية الحكومية إلى التأكيد على دعم الشعب لهذا التحرك. في المدن الروسية، تكاثرت العروض المفاجئة دعماً لهذه الخطوة، واستعمل الجميع الحرف "Z" كرمز للتضامن مع الجيش ولإثبات الولاء للسلطات الروسية. كذلك، طُلِب من الأولاد في المدارس ودور الحضانة أن يقفوا على شكل الحرف "Z"، ونشر الموظفون والمسؤولون في الدولة صوراً وهم يحملون ملصقات عليها الرمز "Z". في غضون ذلك، نُظّمت سباقات بدراجات نارية كُتِب عليها هذا الحرف في مناطق عدة. مامعنى الوطن. ظاهرياً، يشير هذا الرمز إلى انتشار نزعة وطنية قوية وسط الناس ويثبت توسّع الدعم الشعبي لمبادرات الحكومة. لكن لا يعكس هذا الوضع حقيقة ما يحصل. حتى الآن، لم يصدر أي تفسير واضح للسبب الذي دفع السلطات إلى استعمال هذا الحرف اللاتيني. يتعلق أحد الأسباب على الأرجح بإصرار الرئيس الروسي على إخفاء قرار إطلاق الغزو عن المسؤولين الحكوميين حتى النهاية.
وأخيراً، فإن مقولة، أن "السعودية.. بلاد للعالم كله"، تعني أن السعودية، كما أنها تستقبل آلاف الطلبة الدارسين للعلوم الدينية المختلفة من مختلف أنحاء العالم، فهي في الوقت ذاته ترسل آلاف الطالبات والطلبة المبتعثين (100 ألف طالبة وطالب) إلى معظم أنحاء العالم للدراسات المتخصصة في معاهده وجامعاته. وهذا التبادل التعليمي مثال نادر في العالم الآن، حيث يتم الاستقبال ولا يتم مثيله من الإرسال، أو يتم الإرسال ولا يتم مثيله من الاستقبال.
مع خسارة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان للجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، رغم محاولاتها الثلاث، بدا واضحاً أن اليمين المتطرف ممثلاً بـ«التجمع الوطني» لن يدير شؤون فرنسا، أقله في السنوات الخمس المقبلة. ما معنى الوطن. بيد أن لوبان اقتربت كثيراً من هدفها إذ أنها حصلت على 42 في المائة من أصوات الناخبين، وهي بذلك حققت قفزة مهمة قياساً لما حصلت عليه في العام 2017، حين صوّت لصالحها 34 في المائة من الناخبين، فيما حصل ماكرون على 66 في المائة من الأصوات آنذاك. وتبيّن هذه الأرقام أن الأصوات التي انصبت على ماكرون تراجعت نسبتها بعكس منافسته لوبان. غير أن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فاز بفارق مريح، إذ حصل على 58 في المائة من الأصوات ونجح في الأسبوعين الفاصلين بين الدورتين الأولى والثانية في تحسين موقعه بما يؤهله لولاية جديدة للإقامة خمس سنوات إضافية في قصر الاليزيه. أوروبا تتنفس الصعداء لكن هذا الفوز لا يتعين أن يغطي المخاطر، وأولها أن فرنسا، وهي دولة نووية لها مكانتها في العالم، وتحتل مقعداً دائماً في مجلس الأمن وتتمتع بثاني أكبر شبكة دبلوماسية (بعد الولايات المتحدة) كادت تقع تحت نفوذ اليمين المتطرف، الأمر الذي كان سيشكل كارثة على أوروبا، شبيهة في وقعها بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.