27368 -حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى, قَالَ: ثنا ابْن ثَوْر, عَنْ مَعْمَر, عَنْ قَتَادَة { وَثِيَابك فَطَهِّرْ} قَالَ: هِيَ كَلِمَة مِنْ الْعَرَبِيَّة كَانَتِ الْعَرَب تَقُولهَا: طَهِّرْ ثِيَابك: أَيْ مِنْ الذُّنُوب. 27369 - حَدَّثَنَا بِشْر, قَالَ: ثنا يَزِيد, قَالَ: ثنا سَعِيد, عَنْ قَتَادَة, قَوْله: { وَثِيَابك فَطَهِّرْ} يَقُول: طَهِّرْهَا مِنْ الْمَعَاصِي, فَكَانَتِ الْعَرَب تُسَمِّي الرَّجُل إِذَا نَكَثَ وَلَمْ يَفِ بِعَهْدٍ أَنَّهُ دَنِس الثِّيَاب, وَإِذَا وَفَّى وَأَصْلَحَ قَالُوا: مُطَهَّر الثِّيَاب. *- حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد, قَالَ ثنا مِهْرَان, عَنْ سُفْيَان, عَنِ ابْن جُرَيْج, عَنْ عَطَاء, عَنِ ابْن عَبَّاس: { وَثِيَابك فَطَهِّرْ} قَالَ: مِنَ الْإِثْم. * -حَدَّثَنَا مِهْرَان, عَنْ سُفْيَان, عَنْ مُغِيرَة, عَنْ إِبْرَاهِيم { وَثِيَابك فَطَهِّرْ} قَالَ: مِنَ الْإِثْم. 27370 - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن, قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول: ثنا عُبَيْد, قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله: { وَثِيَابك فَطَهِّرْ} يَقُول: لَا تَلْبَس ثِيَابك عَلَى مَعْصِيَة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المدثر - الآية 5. * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب, قَالَ: ثنا وَكِيع, عَنْ سُفْيَان, عَنْ ابْن جُرَيْج, عَنْ عَطَاء, عَنِ ابْن عَبَّاس { وَثِيَابك فَطَهِّرْ} قَالَ: مِنْ الْإِثْم.
فعلى هذا القول: تكون الآية دالة على وجوب الاحتراز عن كل المعاصي. ثم على هذا القول احتمالان: أحدهما: أن قوله: والرجز فاهجر؛ يعني: كل ما يؤدي إلى الرجز فاهجره، والتقدير: وذا الزجر فاهجر؛ أي ذا العذاب، فيكون المضاف محذوفا. والثاني: أنه سمى ما يؤدي إلى العذاب عذابا؛ تسمية للشيء باسم ما يجاوره ويتصل به. ما هو الرجز فاهجر؟ - ملك الجواب. القول الثاني: أن الرجز اسم للقبيح المستقذَر، وهو معنى الرجس، فقوله: (والرجز فاهجر): كلام جامع في مكارم الأخلاق، كأنه قيل له: اهجر الجفاء والسفه وكل شيء قبيح، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين المستعملين للرجز"انتهى من"تفسير الرازي" (30/ 699). والله أعلم.
الوجه السابع: أن يكون المعنى: ولا تمنن على الناس بما تنعم عليهم وتعطيهم استكثارا منك لتلك العطية ، بل ينبغي أن تستقلها وتستحقرها وتكون كالمعتذر من ذلك المنعم عليه في ذلك الإنعام ، فإن الدنيا بأسرها قليلة ، فكيف ذلك القدر الذي هو قليل في غاية القلة بالنسبة إلى الدنيا. وهذه الوجوه الثلاثة الأخيرة كالمرتبة: فالوجه الأول معناه: كونه عليه الصلاة والسلام ممنوعا من طلب الزيادة في العوض. والوجه الثاني معناه: كونه ممنوعا عن طلب مطلق العوض ، زائدا كان أو مساويا أو ناقصا. والوجه الثالث معناه: أن يعطي وينسب نفسه إلى التقصير ويجعل نفسه تحت منة المنعم عليه حيث قبل منه ذلك الإنعام. الوجه الثامن: معناه إذا أعطيت شيئا فلا ينبغي أن تمن عليه بسبب أنك تستكثر تلك العطية ، فإن المن محبط لثواب العمل ، قال تعالى: ( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس) [ البقرة: 264]. المسألة الثانية: قرأ الحسن: " تستكثر " بالجزم ، وأكثر المحققين أبوا هذه القراءة ، ومنهم من قبلها ، وذكروا في صحتها ثلاثة أوجه: أحدها: كأنه قيل: لا تمنن لا تستكثر. وثانيها: أن يكون أراد " تستكثر " فأسكن الراء لثقل الضمة مع كثرة الحركات ، كما حكاه أبو زيد في قوله تعالى: ( بلى ورسلنا لديهم يكتبون) بإسكان اللام.
[58 _135] معنى قوله تعالى_ (قم فأنذر) إلى قوله_ (والرجز فاهجر) الآيات - محمد بن صالح العثيمين - YouTube
المقصود بقوله تعالى:" يا أيها المدثر ، قم فأنذر ، وربك فكبر ،وثيابك فطهر، والرجز فاهجر، ولا تمنن تستكثر.. " الايات من سورة المدثر. هي خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ثم خطاب لأمته بهجران الرجز، والرجز تعني الأوثان، والأصنام، وقال بعضهم المقصود أصنام اسمها إساف ونائلة كان يمسح الناس عليها كل صباح تبركا، فأمر الله عز وجل سيدنا محمدا وأن يأمر قومه أيضا بأن يهجروها. وبعض أهل التأويل قالوا أن الرجز هي الأوثان كافة، وكل ما يؤدي للمعصية يعتبر رجزا.