حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت وَاحِدَةً؛ لَسَمِعْت عَشْرًا! فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً! تساعد النماذج علماء البيئة على ضبط المتغيرات العديدة في دراساتهم - العربي نت. ثامناً:احفظ المعروف السابق, والجميل السالف. ولهذا كان الشافعي – رحمه الله- يقول: إِنَّ الْحُرَّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ وَانْتَمَى لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَةً تاسعاً- استخدم روح الدعابة دون سخرية أو محاولة لتسخيف الأمور وكن بسيطا مرحا لطيفا تضفي جواً على علاقتك بالآخر أنى كان ففي ذلك حمام ضد انفجار بركان الغضب عاشراً- أن تعلم فضائل كظم الغيظ ليكون لك شرف نيلها 1- عن ابن عمر – رَضي الله عنهما -: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كُربةً، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة – شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه – ولو شاء أن يمضيه أمضاه – ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يتهيأَ لهُ؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام".
بين الحلم وكظم الغيظ قد نعبر عن الحلم بكظم الغيظ، أو عن كظم الغيظ بالحلم، لكن علماء الأخلاق قالوا: إن كظم الغيظ هو التحلم، أما الحلم فهو طبيعة ذاتية في الشخص لقدرته على ضبط انفعالاته. تعلم فن هدوء الاعصاب وكظم الغيظ - السيدة. « وقد يشتبه الحلم بكظم الغيظ، مع أن هناك فرقاً بينهما -كما أشار الغزالي- فكظم الغيظ هو التحلم، أي تكلف الحلم، وهذا يحتاج إلى مجاهدة شديدة، لما في الكظم من كتمان ومقاومة واحتمال، وأما الحلم فهو فضيلة أو خلق يصبح كالطبيعة، وهو دلالة كمال العقل واستيلائه على صاحبه، وانكسار قوة الغضب عنده، وخضوعها للعقل. ولكن هناك ارتباطاً بين الحلم وكظم الغيظ، لأن ابتداء التخلق بفضيلة الحلم يكون بالتحلم»[8]. ولكن هذا لا يمنع عن القول أن الحلم قد يأتي بمعنى كظم الغيظ أيضاً، وهو ضبط النفس عند هيجان الغضب، فقد سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنه الإمام الحسين عن الحلم قائلاً له: يا بني ما الحلم؟ قال (عليه السلام): « كَظْمُ الْغَيْظِ وَمِلْكُ النَّفْسِ »[9]. وفي روايات أخرى أن كظم الغيظ هو أفضل الحلم وأكمله، فقد قال الإمامُ عليٌّ (عليه السلام): «أفضَلُ الحِلمِ كَظْمُ الغَيظِ ومِلْكُ النَّفْسِ مَع القُدْرَةِ»[10]، وعنه (عليه السلام) قال: «كَمالُ العِلمِ الحِلمُ، وكَمالُ الحِلمِ كَثرَةُ الاحْتِمالِ والكَظْمِ»[11].
قال: أرجو فيه مائتي دينار. قال: فأخرج له أبو الحسن (عليه السلام) صرة فيها ثلاث مئة دينار وقال: هذا زرعك على حاله، والله يرزقك فيه ما ترجو. قال: فقام العمري فقبل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه، فتبسم إليه أبو الحسن (عليه السلام) وانصرف. قال: وراح إلى المسجد فوجد العمري جالساً، فلما نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته. قال: فوثب أصحابه إليه فقالوا: ما قصتك؟ قد كنت تقول غير هذا. فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، وجعل يدعو لأبي الحسن (عليه السلام) فخاصموه وخاصمهم. فلما رجع أبو الحسن إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري: أيما كان خيراً ما أردتم أو ما أردت؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت به شره[12]. ثانياً- يغدق المال على من يسيئ إليه: كان من عظيم حلم الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه كان يغدق على من يسيء إليه المال، فقد روى أبو الفرج في مقاتله عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن يحيى بن الحسن، قال: كان موسى بن جعفر (عليه السلام) إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير، وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين دينار فكانت صرار موسى مثلاً[13]. ثالثاً- ادعى أن البغلة له فأعطاه إياها: من الشواهد التي يدل على سعة حلمه وكظمه لغيظه: أن رجلاً ادعى أن البغلة التي كان يركبها الإمام الكاظم (عليه السلام) له، فنزل الإمام عنها، وأعطاها إليه دون أن يناقشه فيما قال، أو يغضب لادعائه الباطل، فعن حماد بن عثمان قال: بينما موسى بن عيسى في داره التي في المسعى، يشرف على المسعى، إذ رأي أبا الحسن موسى (عليه السلام) مقبلاً من المروة على بغلة، فأمر ابن هياج - رجل من همدان منقطعاً إليه - أن يتعلق بلجامه ويدعي البغلة، فأتاه فتعلق باللجام وادعى البغلة، فثنى أبو الحسن (عليه السلام) رجله ونزل عنها، وقال لغلمانه: خذوا سرجها وادفعوها إليه.
[align=center] يعيش الدعاة اليوم معركة، بل معارك، ويواجهون تحديات عظيمة وسهاماً حادة، تخترق الصميم وتنقل الدعاة من جو الهدوء والوقار والسكينة إلى جو الصخب والشائعات وهتك الأعراض دون مخالفة ولا ريب، فكيف يتحقق لهم ملك النفس وخطم جماحها، ورفع الهمة عن مسايرة هذه الهمم الوضيعة والصبر عليها.. والأعظم من ذلك الأخذ بيدها للارتقاء إلى منازل أصحاب الهمم العالية، المشمرين إلى الله تعالى. وتتمثل قول القائل: إذا أدمت قوارصكم فؤادي……. صبرت على أذاكم وانطويت وجئت إليكم طلق المحيا ……. كأني ما سمعـــت ولا رأيت ولا شك أن الصبر على الأذى وكظم الغيظ والحلم والعفو عند المقدرة هي أخلاق أنبياء الله وصفوته من خلقه ومن تبعهم من أوليائه المخلصين الصادقين الذين رفع الله مكانتهم وأعلى قدرهم، فكانوا جبالاً وقمماً صلبة وراسخة، فأتاهم وابل السهام المصوبة فتحطم عن صخورها الأبية، ويعود بعضها إلى صدر من رماها منتكسة. لذا كان لزاماً على الداعية المسلم أن يملك نفسه ويسعى للتخلق بهذه الأخلاق العظيمة في جميع مجالات الدعوة وميادينها، ومنها مجالات الحوار والكتابة والرد على المخالفين. هو وإن كان شديداً على النفس، إلا أن الله يعين العبد إلا علم بصدقه وإخلاصه، فعن الحين قال: "مرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بقوم فيهم رجل يرفع حجراً يقال حجر الأشد، قال: ( أفلا أخبركم بما هو أشدّ منه رجل سبّه رجل فحلم عنه فغلب نفسه وغلب شيطان صاحبه) (رواه البزار بسند حسن).