كتابها الجديد هذا مرتبطٌ بها أمّا السلسلة الأولى انفصلت عنها. وهذا تمامًا ما يفعله بعض الإسبان لثيربانتيس؛ ينبشون أعماله الأُخرى لأنّها له وحسب، أو يطلقون اسمه على مؤسسات عامّة معنيّة باللّغة والثقافة وما شابه، أمّا دون كيخوتيه فهو يتجوّل في طرقات إسبانيا والعالم لوحده بلا حاجة لميغيل دي ثيربانتيس واسمه وصيته. هل يسأل كلّ كاتب، أو كلّ مَنْ يباشر خوض هذا الغمار، نفسه سؤال "ماذا أريد أن أصنع بقلمي"؟ هل أريد أن أصنع من نفسي شيكسبيرًا جديدًا أم أريد أن أبني بكلماتي دون كيخوتيه آخر؟ لا أفضليّة لأحد النموذجين على الآخر، أمّا أنا ففي كلّ ثالث وعشرين من نيسان فسأتمنّى لكلّ قارئ وكاتب عامًا سعيدًا. إحالات [1] عمر زكريّا، «الكتاب السفير» ، مجلّة رمّان الثقافيّة، 27/07/2021. [2] عمر زكريّا، «مقدّمة في الكتابولوجيا» ، المتلمّس، 22/09/2021. يوم في السنة... الكتاب بين كاتبه وقارئه | فسحة | عرب 48. عمر زكريّا مؤلّف، روائيّ وكاتب أدب غير تخييليّ يقيم في عمّان، يكتب في عدد من المجلّات العربيّة وصدرت له رواية «القرطبيّ، يستيقظ في الإسكندريّة» عن «منشورات ضفاف» (2021).
« يبدو لي أن كل ما أعرفه عن حياتي تعلمته من الكتب » مقولة للكاتب والفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر، مثلت عنوان البيان الذي نشرته وزارة الشؤون الثقافية على صفحتها الرسمية بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلّف الموافق لـ 23 أفريل من كلّ عام. الذكرى السنوية 43 ليوم القدس العالمي – مجلة تحليلات العصر. وبينت الوزارة في بيانها أن الاحتفال بهذا الموعد السنويّ له أثر كبير لدى كل الكتاب والمبدعين، نظرا لما يمثّله الكتاب والمبدع من رمزيّة في ضمائر الشعوب وفي وجدان كلّ مواطن مثقّف، ولما يحظى به الكتاب والمبدع من مكانة عند هياكل الوزارة. وتعدّ هذه المناسبة المجيدة، حسب ما ورد في البيان، محطّة يتم فيها استجلاء مناقب الكتاب ومآثره في توطيد أواصر الصلة بين بني البشر، وتوسيع آفاقنا، وتحفيز أذهاننا وإطلاق العنان للإبداع الكامن فينا. فهو على حدّ رأي العارفين به، يجلو العقل، ويشحذ الذهن، ويحيي القلب، ويقوي القريحة، ويعين الطبيعة، ويبعث نتائج العقول، ويستثير دفائن القلوب، ويمتع في الخلوة، ويؤنس في الوحشة، وتصل لذته إلى القلب، من غير سآمة تدرك. وهو الجواز الذي يسافر بنا في الزمان لنجتاز سُجف الجهل، ويرتحل بنا في المكان لننحت به وفيه إنسانيتنا بالتثاقف وتبادل الفعل القرائيّ إبداعا ونقدا، وفهما وتذوّقا.
قد نربط بين الأدب والحياة، وقد يعطينا الجيّد منه زوايا مختلفة لاعتبار الحياة والواقع، وقد يكون مهربًا منهما أيضًا. الإنسان الّذي وعى على وجود نفسه لم يقدر أن يقبل أن يحصرها في واقعٍ أُحاديّ رتيب، فبدأ بصنع الأساطير وتطويرها حتّى اضطر إلى استعمال الكتابة لأنّ ذهنه بدأ ينضح بما لا تقوى ذاكرته على استيعابه وحفظه؛ فكان الكتاب. العالم الموازي الذي يُخلِص له الأديب بينما يحاول رجال الأعمال والتجّار وكُتّاب التسلية والمساعدة الذاتيّة تطويعه لخدمة الواقع، تطويعه حتّى استعباده لدرجة أنّه يلزمنا يوم في السنة نتذكّره فيه. ندرك، بلا أن نعي أنّنا ندرك، أنّ اليوم العالميّ للكتاب يجب أن يرتبط بذكرى كاتب كَتَبَ كتابًا بهدف الكتاب نفسه لا بهدف استخدامه كوسيط فحسب... ثيربانتيس وشيكسبير يقدّمان نموذجًا متكـرّرًا لدى الأُدباء في السعي إليهما. يوم الكتاب العالمي. فالأوّل عُرِف برائعته «دون كيخوتيه دي لا مانتشا» (1605-1615)، أمّا الآخر فاسمه مرتبط بأسلوبه. لا أهمّيّة لثيربانتيس من دون الفارس حزين الهيئة دون كيخوتيه. بل إنّ دون كيخوتيه استطاع أن ينفصل عن كاتبه لدرجة أنّ شخصيّة الفارس الخياليّة تستطيع النجاة بلا كاتبها، أمّا ثيربانتيس فسينهار بلا دون كيخوتيه.
وشدد البيان على أن الكتاب بفضل كلّ ما أوتي من مآثر، لا يكون محقّقا لهذا الفضل إلا متى حظي باهتمام مؤسساتيّ رسميّ يولي الكاتب المبدع منزلته من التبجيل بما يضمن حقوق تأليفه ويفتح أشرعة الطباعة والترويج لتجسير الهوة بينه وبين القارئ، ويستعيد ثقة المبدع في فضائل رسالته التي يحملها لمجتمعه وللإنسان. يوم الكتاب العالمية. وتكريمُ الكاتب والكتاب هو أُسٌّ من أسس السيادة الوطنيّة، إذ لا يمكن الخوض في هذا الموضوع والكاتب مغترب بين أهله. فالكتاب صناعة وفنّ كسائر الفنون، تحتاج إلى شروط، وترتكز على مجموعة من الأعمدة الأساسية التي من دونها لا يمكن أن يكون الكاتب نابغاً أو نبيهاً أو حتى يمكن له الوصول إلى قلوب الناس وعقولهم. ولأجل هذه الأهداف السامية ستسعى وزارة الشؤون الثقافية لتكون رافعة تأخذ بعضد المبدعين وتذلّل مسيرتهم في الكتابة والنشر.
وشدد البيان على أن الكتاب بفضل كلّ ما أوتي من مآثر، لا يكون محقّقا لهذا الفضل إلا متى حظي باهتمام مؤسساتيّ رسميّ يولي الكاتب المبدع منزلته من التبجيل بما يضمن حقوق تأليفه ويفتح أشرعة الطباعة والترويج لتجسير الهوة بينه وبين القارئ، ويستعيد ثقة المبدع في فضائل رسالته التي يحملها لمجتمعه وللإنسان. وتكريمُ الكاتب والكتاب هو أُسٌّ من أسس السيادة الوطنيّة، إذ لا يمكن الخوض في هذا الموضوع والكاتب مغترب بين أهله. فالكتاب صناعة وفنّ كسائر الفنون، تحتاج إلى شروط، وترتكز على مجموعة من الأعمدة الأساسية التي من دونها لا يمكن أن يكون الكاتب نابغاً أو نبيهاً أو حتى يمكن له الوصول إلى قلوب الناس وعقولهم. ولأجل هذه الأهداف السامية ستسعى وزارة الشؤون الثقافية لتكون رافعة تأخذ بعضد المبدعين وتذلّل مسيرتهم في الكتابة والنشر. عدد مشاهدات المقال: 139 توقيت الإدراج ◔ 07:42 23. 04. 2022 آخر تحيين 08:23 23. اخبار مصر اليوم - القاهرة : الكتابة والعاصمة العالمية للكتاب 2022. 2022
اليوم العالمي للكتاب معلومات عامة النوع يوم عالمي ( كتاب و حقوق التأليف والنشر) التاريخ 23 أبريل موقع الويب (الإنجليزية) تعديل - تعديل مصدري - تعديل ويكي بيانات اليوم العالمِي لِلكتاب وحقوق المؤلف هُو اِحتِفال يقام كل عام في 23 أبرِيل / نَيسان، بعد أن قررت اليونسكو منذ عام 1995 الاحتفال بالكتاب ومؤلفي الكتب. [1] يعتبر توقيت اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، تاريخ رمزي في عالم الأدب، كونه يوافق ذكرى وفاة عدد من الأدباء العالميين، مثل وليم شكسبير ، غارثيلاسو دي لا فيغا ، وميغيل دي ثيربانتس. [2] وضمن احتفالات منظمة اليونسكو بهذا اليوم، تقوم المنظمة بالتعاون مع منظمات دولية معنية بصناعة الكتب، باختيار مدينة كعاصمة دولية للكتاب. [3] اختيار التاريخ [ عدل] يعتبر 23 نيسان/أبريل تاريخًا رمزيًّا في عالم الأدب العالمي، فهو يصادف ذكرى وفاة عدد من الأدباء المرموقين مثل وليم شكسبير، ميغيل دي سرفانتس والاينكا غارسيلاسو دي لافيغا. وكان من الطبيعي بالتالي أن تخصص اليونسكو يوم 23 نيسان/أبريل لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عمومًا، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام.
هذه الحالة تفرز الأدباء، وإن ليس بشكل حادّ، إلى مَنْ نقرأ العوالم الّتي أبدعوها أو من نقرأ أسماءهم. فرغم شخصيّة المحقّق هيركول بوارو الفريدة في روايات أغاثا كريستي، إلّا أنّ كتُبها بيعت لأنّها من تأليفها هي، حتّى تلك الّتي لم يكن بوارو موجودًا فيها. بل وأيضًا في إعادة إنتاج الروايات لاحقًا على الشاشة بقي اسم أغاثا كريستي جزءًا من عنوان العمل الدراميّ. كذلك الأمر بخصوص كاتبة كدانييل ستيل حيث اسمها على مجمل كتبها بشكل الخطّ نفسه وبحجم أكبر من العنوان. الناس تقرأ دانييل وليس كتب دانييل. هذه الممارسة هي تفسير ظهور مجلّدات الأعمال الكاملة للكُتّاب، وهذا لا ينطبق فقط على الأعمال الروائيّة بل يُسحَب على الفكريّة كذلك. بعض الكُتّاب استطاعوا بناء ملحمة عبقريّة كـ «دون كيخوتيه» فحوّلت أسماءهم إلى شيكسبير جديد. تمامًا كما حصل مع ليف تولستوي بعد كتابته للـ «الحرب والسلم»... بالمقابل فإنّ كُتّاب الفانتازيا يصنعون عوالم تتعدّى على مؤلّفيها، لا أحد يقرأ «سيّد الخواتم» (1954-1955) لأنّها من تأليف ج. ر. تولكين وكذلك الأمر لا أحد يقرأ سلسلة «هاري بوتر» (1997-2007) لأنّها من تأليف ج. ك. رولينغ، لكنّ النجاح الّذي أصابته الأخيرة في هاري بوتر جعل الناس تتهافت على كتابها اللاحق الّذي أصدرته تحت اسم مستعار بعد انكشاف الأمر.