ما حكم النوم على جنابه للإنسان المسلم في الليل، فالجنابة من الأمور التي تنقض الوضوء ولا تُزال إلا بالاغتسال الذي يتطهّر به الإنسان من الحدث الأكبر، في هذا المقال سوف يتوقّف موقع المرجع بكي يسلط الضوء على مسألة الجنابة وحكم نوم الإنسان وهو جُنُب، إضافة إلى الوقوف على أبرز المسائل المتعلقة بالجنابة مثل تعريفها وحكم نوم الإنسان وهو جنب في رمضان، مع الوقوف على شرح كيفية الاغتسال ونحو ذلك. ما هي الجنابة الجنابة هي اسم للحال التي يكون عليها الرجل أو المرأة في حال الجماع، أو في حال نزل من أحدهما مني بشهوة سواء كان ذلك بسبب الجِماع أم بغيره، ولا تزول الجنابة إلّا بالغسل، ودليلها من القرآن قوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَٱطَّهَّرُواْ}، [1] ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام: "إذا جلس بين شُعَبِها الأربعِ ثم جهَدها فقد وجب عليه الغُسلُ، و إن لم يُنزِلْ"، [2] والله أعلم. [3] شاهد أيضًا: هل يجب الاغتسال بعد الاحتلام ما حكم النوم على جنابه إنّ حكم نوم الإنسان على جنابة هو الجواز، فلم يمنع الشرع الإنسان المسلم من النوم على جنابة، وليس في الأمر ضرر على المسلم، وقد دلّت الأحاديث النبويّة الكثيرة على أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قد نام وهو جنب ولم يغتسل، غير أنّ النوم على طهارة أكل وأفضل، والله أعلم.
[٢] حكم النوم على جنابة بعد الوقوف على تعريف الجنابة ومفهومها يقف المقال في هذه الفقرة مع الحديث عن حكم النوم على جنابة، ولهذا الحكم عند العلماء أحكام مختلفة، فقد ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "كانَ رسولُ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ- ينامُ وَهوَ جُنبٌ من غيرِ أن يمسَّ ماءً" ، [٣] فمن هذا الحديث استدلّ العلماء على مشروعيّة النوم على جنب، ولكنّهم اختلفوا في حكم النوم على جنابة إذا لم يتوضّأ الرجل قبل أن ينام، وأقوالهم في هذه المسألة هي: [٤] أمّا القول الأوّل فيقول بجواز النوم على جنابة ولو لم يكن المرء على وضوء بلا كراهة، والدّليل هو حديث عائشة -رضي الله عنها- السابق. وأمّا القول الثاني فيقول إنّ المرء عليه أن يتوضّأ قبل أن ينام وهو جُنُب، وهذا الأمر -أي الوضوء قبل النوم في حال الجنابة- هو واجب، واستدلّ القائلون بهذا الرأي إلى الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ أباه أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- قال: "يا رَسولَ اللهِ، أيَرْقُدُ أحَدُنَا وهو جُنُبٌ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا تَوَضَّأَ" ، [٥] فظاهر الحديث أنّ النوم مشروط بالوضوء. وأمّا القول الثالث فهو مذهب الحنابلة، وهو جواز النوم على جنابة من غير وضوء ولكن مع الكراهة.
واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، والأظهر والله أعلم: استحباب الوضوء لمن أراد أن ينام وهو جنب وهو سنة مؤكدة ثبتت من فعله وقوله صلى الله عليه وسلم كما تقدم وهو قول المالكية وابن حزم، وأما الغسل فيجوز تأخيره إلى ما بعد الاستيقاظ وهذا يدل على أنه ليس على الفور إلا إذا حضرت الصلاة ومما يدل على جواز تأخيره إلى ما بعد الاستيقاظ، حديث عائشة - رضي الله عنها -ورواية مسلم حيث قالت: ربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام. الثانية: قول النبي صلى الله عليه وسلم (توضأ واغسل ذكرك ثم نم) استدل به من قال بجواز تقديم الوضوء على غسل الذكر لظاهر الحديث وهذا فيه نظر من وجهين: الأول: أن الواو لا تدل على الترتيب وهي في حديث الباب جاءت بالواو. الثانية: أن المقصود هنا ليس رفع الحدث وإنما التعبد لله وإلا فبقاء الجنابة وعدم رفعها بالغسل أشد من مس الذكر. الفائدة الرابعة: حديث أبي سعيد رضي الله عنه (إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ) فيه دلالة على مشروعية الوضوء لمن أراد أن يعود للجماع مرة أخرى وجاء بيان الحكمة من ذلك في رواية عند الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فإنه أنشط للعَوْد " وقول النبي صلى الله عليه وسلم (فليتوضأ) أمراً أخذ منه الظاهرية وجوب الوضوء وحمله جمهور العلماء على الإستحباب.
الوضوء مثل وضوء الصلاة. ويكون هذا في حال رغب الشخص الطعام والشراب والذهاب للنوم أو إعادة الجماع مرة أخرى فمن الممكن أن يقوم بتلك الطرق كنوع من التطهر الجزئي، حتى يغتسل تمامًا ومن الممكن أن يصوم على أن يتهر بمجرد أن يستيقظ من نومه. ذكر الله عز وجل هو أمر جائز في فترة الجنابة من ذكر وتسابيح وحمد وتوجه لله بالدعاء فهي سنة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حينما كان يذكر الله في كل أحواله. شروط الاغتسال من الجنابة أهم ما في الاغتسال أن تكون المياه تلك لم يتغير لونها أو رائحتها أو طعمها حيث يجب أن يكون الماء طاهرًا ولم تحدث به أي نجاسة. من الممكن الوضوء قبل الغسل ولكنه سنة وليس فرض أي في حال لم يتم الوضوء قبل الاغتسال فهذا لا يعني بأن الاغتسال ليس بصحيحًا بل على العكس، هو مقبول بالطبع والوضوء أمر اختياري من يرغب به له ثواب وأجر ومن لا يرغب به لا يحاسب عليه. الاستحمام بشكل عام والطهارة تغني بشكل كبير عن الوضوء فهو كافي لأداء العبادات كالصلاة وقراءة القرآن حيث غن المغتسل من الجنابة في حال لم يتوضأ لم تحدث مشكلة، فالشرط الأصلي هنا هو الاغتسال لكل الجسم لتخلص من آثار الجنابة ولا يشترط الوضوء.
قَالَ: قُلْتُ لأَنَس رضي الله عنه: أَو كَانَ يُطِيقُه؟ قَالَ: كُنَّا نتحدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِي قُوَّة ثَلاَثِينَ. وفي رواية في الصحيحين: عن قتادة: إن أَنساً حدَّثهم: تِسْعُ نِسوَةٍ. ألفاظ الأحاديث: • (جُنُبٌ): أي أصابته جنابة والجنابة هي ما أوجب غسلاً بسبب إنزال أو جماع وسمي جنباً إما لأن الماء وهو المني. جانب أي باعد محله، أو لأن الجنب يجتنب بعض العبادات كالصلاة مثلاً وأمكنتها كالمساجد لقوله تعالى: " وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ ". • (إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ): أي جامع أهله. • (ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ): أي للجماع مرة أخرى وظاهره أنه سواء عاد إلى الموطوءة نفسها أو إلى زوجة أخرى لمن كانت له أكثر من زوجة فإنه يستحب له الوضوء.