5- إن تعيير المشركين له صلى الله عليه وسلم بالفقر، كان سببًا في نزول هذه الآيات التي كشفت عن المستقبل الذي ينتظره صلى الله عليه وسلم، وينتظر أتباعه، وهو مستقبل يَسُرُّ المؤمنين ويُحزن الكافرين، أما كان الأولى بأولئك المفترين ألا يتعرَّضوا لخاتم النبيين، وأن يمسكوا ألسنتهم عن تعييره، ثم بعد الذي حصل منهم وبعد نزول الآيات، أما كان الأجدر بهم - لو كان لهم ذرة من عقل - أن يؤمنوا به ويتبعوه، لكن أنى لهم أن يتبعوه والعقول فارغة من الفهم والصدور ممتلئة بالحقد؟! مرحباً بالضيف
﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ قال الله تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]. أولًا: سبب النزول: قال القرطبي رحمه الله تعالى: (والصحيح أن يقال: إن الله بعث نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم مُقلًّا مُخِفًّا، فعيَّره المشركون بفقره، حتى قالوا له: نجمع لك مالًا فاغتمَّ وظن أنهم كذبوه لفقره فعزاه الله، وعدَّد نعمه عليه، ووعده الغنى بقوله: فإن مع العسر يسرًا). ثانيًا: تضمنت الآيات بحسب ما ورد في سبب النزول وقوع المشركين في تعيير النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر، وهذا النوع من التعيير يدل على عدم التأدب منهم، وأن الحيلة قد أعيتهم عن أن يجدوا ما يعيبون به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليردوا الحق بباطلهم.
فإن مع العسر يسرا - YouTube