ما حكم شرب الماء مع الاذان، للصيام الكثير من الاحكام الشرعية التي قامت السنة النبوية بشرحها وتفصيلها بشكل كامل، حيث جاءت السنة النبوية لشرح كافة الاحكام الشرعية التي وردت بالقران الكريم، بشكل من الممكن ان يكون قريب من فهم المسلم وادراكه. فالصوم هو احدى اركان الاسلام الخمسة، والذي يأتي في المرتبة الثالثة بعذ الشهادتان والصلاة، ولا يشترط الطهارة في الصيام مثلما تشترط في الصلاة، وكما ان الصيام له حكمة مشروعية، وهي تعويد المسلم على الصبر والتحمل، والشعور بالفقراء، وسنقوم من خلال المقال بالاجابة عن ما حكم شرب الماء مع الاذان. عرفت وقت الصيام والامساك عن الطعام والشراب بانه يبدأ طلوع الفجر الثاني أو ما يُعرف بطلوع الفجر الصادق وليس بالأذان، كما جاء في قوله تعالي(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) لذا فان على المسلم ان تبدأ فترة صومه عند ظهور الفجر الصادق وليس الاذان. ولكن ان جاء طلوع الفجر الصادق وفي فمه ماء أو شراب فعليه أن يلفظه حتَّى لا يفسد صومه. وإذا لم يتاكد المسلم طلوع الفجر الثاني فإنَّه يحل له أن يشرب الماء حتَّى لو كان أثناء الفجر.
فإذا سمع صوت الآذان وفي فمه الطعام أو الماء فلا يصح له أن يبتلعهم ويجب عليه أن يخرجهم من فمه، كما أمرنا الله ورسوله، فإذا ابتلع الماء أو الطعام بعد سماع آذان الفجر وهو يعلم، فقد فسد الصيام. ولكن هناك فجران كما وضح لنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام". والفرق بينهما هو أن الفجر الذي لا يُحرِّم وهو (الفجر الكاذب) يكون فيه النور بشكل طولي وعلى جنبتيه ظلمة وسرعان ما يختفي هذا النور وترجع الظلمة، وأما الفجر الذي يُحرِّم وهو (الفجر الصادق) فهو الذي يكون فيه طلوع النور بشكل أفقي ويستمر حتى تطلع الشمس. شاهد أيضًا: الاستغفار وفوائده حكم شرب الماء أثناء الصيام هناك أكثر من وضع لشرب الماء في الصيام، وعلى أساس كل وضع يحدد إن كان الصيام فاسدًا أم غير فاسد وهما: أولًا: إذا شرب الصائم وهو غير متذكر أنه صائم، هل في هذه الحالة يَفسد صيامه؟، فالإجابة لا يفسد صيامه، لأنه قد نسي ويستكمل صيامه بعدها بشكل طبيعي، وإسنادًا إلى ذلك قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" وهذه حجه واضحة وصريحة.
الحمد لله. الصحيح من أقوال أهل العلم ، أن من أكل ظنا منه أن الفجر لم يطلع ، ثم تبين له أن قد طلع ، فلا شيء عليه ، لأنه جاهل بالوقت فهو معذور. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " إذا تناول الصائم شيئا من هذه المفطرات جاهلا ، فصيامه صحيح ، سواء كان جاهلا بالوقت ، أو كان جاهلا بالحكم ، مثال الجاهل بالوقت ، أن يقوم الرجل في آخر الليل ، ويظن أن الفجر لم يطلع ، فيأكل ويشرب ويتبين أن الفجر قد طلع ، فهذا صومه صحيح لأنه جاهل بالوقت. ومثال الجاهل بالحكم ، أن يحتجم الصائم وهو لا يعلم أن الحجامة مفطرة ، فيقال له: صومك صحيح. والدليل على ذلك قوله تعالى: ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) هذا من القرآن. ومن السنة حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما الذي رواه البخاري في صحيحه ، قالت: ( أفطرنا يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم طلعت الشمس) فصار إفطارهم في النهار ، ولكنهم لا يعلمون بل ظنوا أن الشمس قد غربت ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء ، ولو كان القضاء واجبا لأمرهم به ، ولو أمرهم به لنقل إلينا " مجوع الفتاوى 19 ويراجع السؤال رقم ( 38543).