إن أصحاب الأيكة هم قبيلة من قبائل العرب القدامى الذين كانوا يعيشون في شمال غرب الجزيرة العربية وكانوا تجارًا ورعاة غنم، وكان أكثر ما يميزهم أنهم كانوا يعبدون شجر الأيك وهو شجرٌ يحيط به غيظة ملتفة به وكانوا يخوفون به كل من يمشي في الطريق ويقطعون السبيل، فقد بعث الله لهم النبي شعيب عليه السلام ؛ لكي يدعوهم إلى التجارة الطاهرة والشريفة إلا أنهم رفضوا دعوته. قصص اسلامية - بماذا اهلك الله قوم مدين. وأطلق عليهم أسم أصحاب الأيكة من انهلال النعم عليهم التي أعطاها الله لهم وذكر أيضًا أنهم كانوا يعيشون في أماكن مخضرة يملؤها الخضار والماء، فكانت حياتهم مليئة بالرفاهية، فقد كان أصحاب الأيكة أهل غيضة وشجر وأغلب شجرهم هو الدوم وهو عبارة عن شجر المقل. لقد أرسل الله تعالى شعيب عليه السلام حتى يدعوهم لعبادة الله و الإيمان به وأيضًا حتى ينهاهم عن التجارة المحرمة وعدم الغش، فقال تعالى في كتابه: "وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ" هود:84. وذكر الله تعالى في سورة الأعراف بأن هؤلاء القوم أخذتهم رجفة، فقال تعالى: "فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ".
[22] الريح: وكان هذا لقوم عاد بالتحديد؛ حيث قال تعالى: { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ}. [16] الصيحة: قيل أن الصيحة كانت من جبريل عليه السلام؛ حيث قال تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}. [23] الخوف والذلة: كان هذا لبني اسرائيل حيث قال تعالى: { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مّنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مّنَ النَّاسِ}. [24] الحاصب: هي الحجارة قال تعالى: { فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً}. [25] الخسف: وهو ذهاب الأرض قال سبحانهك { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ}. [26] الجوع والعطش: وهذا عذاب أهل سبأ حيث قال تعالى: { فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}. [27] المسخ: وهو تغير الشكل والصورة قال تعالى: { وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ}. قصة سيدنا شعيب عليه السلام خطيب الانبياء - د. طارق السويدان. [28] الأمراض والطواعين: وهو عذاب يصيب الأمم الفاسقة والعاصية قال رسول الله: "الطاعون رجسٌ أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم". [29] ومن هنا نصل إلى ختام مقال من أسباب الهلاك في الأمم السابقة ، وبينا أن الكفر والتكذيب والإعراض عن دين الله من أسباب الهلاك، والعديد منها، ثم تعرفنا الأمثلة من الأقوام الذين أهلكم الله، وذكرنا الآيات التي تدل على أشكال العذاب، ثم بينا صور العذاب في السطور السابقة.
بعدها يخلي بينهم وبين الله الذي دعاهم إليه.. ينحي نفسه ويفهمهم أنه لا يملك لهم شيئا.. ليس موكلا عليهم ولا حفيظا عليهم ولا حارسا لهم.. إنما هو رسول يبلغهم رسالات ربه: (وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ) بهذا الأسلوب يشعر شعيب قومه بأن الأمر جد، وخطير، وثقيل.. إذ بين لهم عاقبة إفسادهم وتركهم أمام العاقبة وحدهم.
👇👇👇لمشاهدة القصة على اليوتيوب👇👇👇
فكانوا يقولون له أنت يا شعيب تريد أن تتدخل في شؤون أموالنا فما هي علاقة ديننا وإيماننا بتجارتنا. فهم كانوا يرون أنه لا يجب أن يتدخل الدين في أمور حياتهم. وكان شعيب عليه السلام دائمًا يرد عليهم بلين، فيقول رب العزة على لسانه نبيه ردًا على كلام الكفار: "قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينةٍ من ربي ورزقني منه رزقًا حسنًا. وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب". قصص الانبياء والرسل قصة نبي الله شعيب عليه السلام. مفهوم الدين عند أصحاب الأيكة كان قوم مدين يرون أن الدين عبارة عن عدد من القيم الطيبة الروحية التي لا يوجد لها أي علاقة بالحياة اليومية. وكانوا يسخرون من شعيب عليه السلام لأنه يدعوهم لذلك، وما كان من شعيب سوى الصبر واللطف على ما يصدر منهم من استهزاء وسخرية. حيث يقول رب العزة على لسان شعيب عليه السلام: "ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوحٍ أو قوم هودٍ أو قوم صالحٍ وما قوم لوطٍ منكم ببعيدٍ". وبدأ شعيب عليه السلام في تحذير قومه بأن ذلك الكفر سوف تكون نهايته وخيمة. وسوف يؤدي ذلك الأمر إلى تدميرهم وهلاكهم. فيجب عليهم لكي يرضى الله عنهم أن يعودوا إليه ويستغفروه على ما فعلوا.