قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعًا وتسعين من طعنة ورمية. وعن أنس أن النبي نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: " أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم ". وذكر عن عبد الله بن جعفر أنه قال: أنا أحفظ حين دخل رسول الله على أمي، فنعى لها أبي، فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي وعيناه تهريقان الدموع حتى تقطر لحيته، ثم قال: " اللهم إن جعفرًا قدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذريته أحسن ما خلفت أحدًا من عبادك الصالحين في ذريته ". وقال حسان بن ثابت يرثي جعفر ابن أبي طالب: وكنا نرى في جعفـر من محمـد *** وفاء وأمرًا صارمًا حيث يؤمر فلا زال في الإسلام من آل هاشم *** دعائم عز لا تـزول ومفخـر منقول عن موقع قصة الإسلام
النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ جعفـر: نعم. وقرأ عليه صدرًا من كهيعص (سورة مريم). فبكى النجاشي حتى أَخْضَلَ لحيته وبكت أساقفته حين سمعوا ما تلا عليهم. ثم قال النجاشي: إن هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدًا، ولا أكاد. وأسلم النجاشي سرًّا؛ خوفًا على نفسه، وحفاظًا على ملكه، وعلى المسلمين من التقتيل والترويع والإخراج. أثر جعفر بن أبي طالب في الآخرين: هاجر إلى الحبشة فأسلم النجاشي وعدد من أهلها على يديه، وكان له في الحبشة موقف متميز، دافع فيه عن الإسلام دفاعًا مؤثرًا أمام النجاشي، عندما جاء عمرو بن العاص على رأس وفد من قريش يطلب إخراج المسلمين منها، فاقتنع النجاشي عند ذلك بالإسلام، ورفض طلب القرشيين، وأعلن إسلامه وحمى المسلمين في بلاده. بعض كلمات جعفر بن أبي طالب: عن ابن إسحاق في قصة جعفر بن أبي طالب t أنه قاتل يوم مؤتة وهو يقول: يـا حبذا الجنـة واقترابـهـا *** طيـبة وبـارد شـرابـهـا والروم روم قد دنـا عذابـها *** عليَّ إذ لاقيتـهـا ضـرابهـا استشهاد جعفر بن أبي طالب: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أمَّر رسول الله r في غزوة مؤتة زيد بن حارثة t ، فقال رسول الله r: " إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ".
( MENAFN - Youm7) الصحابى جعفر ابن أبى طالب من أشجع فرسان المسلمين ، فهو قائد مسلم، وأبرز مثال على شجاعته ما بدر منه فى غزوة مؤتة حيث كان أحد قادتها الثلاثة الذين عيّنهم رسول الله، وفى خلال التقرير التالى نستعرض مواقفه الشجاعة التى ادت إلى استشهادة. ففى كتاب 'الكامل في التاريخ' لـ ابن الاثير، عاد جعفر بن أبي طالب إلى المدينة المنورة من الحبشة بعد فتح خيبر، وبعدها أرسله النبي (ص) إلى محاربة الروم في بلاد الشام شمال الجزيرة العربية على رأس جيش تعداده ثلاثة آلاف مقاتل، ثم أوصى النبي الجيش أن يلتزموا تحت إمرة جعفر فإذا مات أو استشهد فالقائد من بعده زيد بن حارثة، فإن استشهد فالقائد من بعده عبد الله بن رواحة، وقد استشهد الثلاثة في هذا المعركة الواحد تلو الآخر، وحمل الراية بعد ذلك خالد بن الوليد، وانسحب بالجيش إلى المدينة. لما اشتد القتال اقتحم جعفر بن أبي طالب عن فرس له شقراء فعقرها، ثم قاتل حتى استشهد، وكان جعفر أول من عقر فرسه في الإسلام، فوجدوا به بضعاً وثمانين بين رمية وضربة وطعنة. استشهد جعفر فى معركة مؤتة فى شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة النبوية، وقد ذكر أبو الفرج الأصفهانى: أن جعفر أول شهيد من أبناء أبى طالب فى كتابه مقاتل الطالبيين، وبعد أن استشهد زيد بن حارثة أخذ جعفر بن أبى طالب الراية وبدأ يقاتل، ولما رأى جنود الأعداء قد أحاطوا به من كل مكان نزل من فرسه، ثم بدأ يقاتل راجلاً حتى قطعت يداه، فسقط شهيداً فى أرض المعركة.
وكان لجعفر رضي الله عنه موقفا تاريخيا في هجرة الحبشة، أظهر من خلاله براعة دبلوماسية كبيرة (بحسب مفهوم عصرنا)، لم تكن الهجرة إلى الحبشة بالأمر المقبول من أهل قريش؛ لذا أرسلوا كبرائهم، ليطلبوا من النجاشي(ملك الحبشة) أن يسلم إليهم المسلمين ليعودوا بهم لمكة؛ لكن النجاشي أبى أن يستجيب لطلبهم قبل أن يسمع وجهة نظر الطرف الآخر. ويقرر المسلمون، أن يجعلوا من جعفر متحدثا عنهم، ورئيسا لوفدهم، ومع وصولهم لقصر" النجاشي" دار بينهما حوار تاريخي، ذكره" ابن هشام" في سيرته. وبدأ النجاشي حديثه بسؤال،ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا به في ديني ولا دين أحد من هذه الملل؟ ليرد جعفر بن أبي طالب: "أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل منا القوي الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء". ويواصل جعفر وصفه لرسالة للإسلام: "ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام- فعدد عليه أمور الإسلام- فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاءنا به من دين الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحلّ لنا".
المؤاخاة: قال ابن إسحاق: آخى رسول الله بين معاذ بن جبل وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما. قصة إسلام جعفر بن أبي طالب: عن يزيد بن رومان قال: أسلم جعفر بن أبي طالب قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم ويدعو فيها. فقد أسلم بعد إسلام أخيه عليّ بقليل. وروي أن أبا طالب رأى النبي وعليًّا يصليان، وعليّ عن يمينه، فقال لجعفر: "صل جناح ابن عمك، وصلِّ عن يساره". قيل: أسلم بعد واحد وثلاثين إنسانًا، وكان هو الثاني والثلاثين. وله هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة. أهم ملامح شخصية جعفر بن أبي طالب: أبو المساكين: عن أبي هريرة أن الناس كانوا يقولون: أكثرَ أبو هريرة ، وإني كنت ألزم رسول الله بشبعِ بطني حتى لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العُكَّة التي ليس فيها شيء، فنشُقُّها فنلعق ما فيها. وقد كنَّاه النبي بأبي المساكين؛ لأنه كان يلازمهم. وعن أبي هريرة قال: ما احتذى النعال ولا انتعل، ولا ركب المطايا بعد رسول الله أفضل من جعفر بن أبي طالب.
مضاد عجيل الأسدي، فضلا عن نخبة من الأكاديميين، والفنانين، وقادة الرأي، وممثلين عن المجتمع المدني.
belbalady: رمضان فى كتب المؤرخين.. "النويرى" يكشف سبب صيام أهل غرناطة 26 يوما سرد المؤرخ المعروف شهاب الدين النويرى الذى سمى النويرى نسبة إلى قرية النويرة بمحافظة بني سويف والذى ولد سنة 677هجرية، ودرس في القاهرة وتحديدا بالأزهر ، وتخصص في دراسة الحديث والسير والتاريخ ضمن موسوعته الكبرى نهاية الأرب في فنون الأدب تاريخ البشرية منذ سيدنا آدم مرورا بمراحل التاريخ الإسلامى المختلفة. ومما رواه في موسوعته عن أخبار شهر رمضان واقعة عجيبة تمثلت في صوم أهل غرناطة 26 يوما فقط في رمضان ببعض السنوات حيث قال "من غريب ما وقع في شهر رمضان ما حكاه ناصر الدين محمد بن عليا بن محمود بن سُليمة الأغرناطي أن أهل أغرناطة (غرناطة) صاموا في بعض السنين شهر رمضان ستة وعشرين يوماً، وذلك أن الغيوم تراكمت عندهم عدة شهور قبل شهر رمضان، فاستكملوا عدتها، وصاموا شهر رمضان بعد استكمال شعبان وما قبله. ومن عادة أغرناطة أن أهلها يحتفلون في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان (وهي ليلة القدر) يوقدون المآذن كما تفعل أهل مصر والشام في نصف شعبان، فلما صعدوا ليوقدوا المآذن- على عادتهم- أقلعت الغيوم فرأوا الهلال، وهو هلال شوّال، فأفطر الناس وعيّدوا، وقضوا صيام أربعة أيام".