ثم انتقل العروسي إلى الأزهر وتلقى العلم على كبار شيوخه، فسمع صحيح البخاري من الشيخ أحمد الملوي بمسجد الحسين ودرس تفسير الجلالين والبيضاوي على يد الشيخ عبد الله الشبراوي ، ثم سمع من الشيخ الحفني البخاري وشرحه للقسطلاني مرة أخرى، ومختصر ابن أبي جمرة والشمائل النبوية للترمذي وشرح ابن حجر للأربعين النووية والجامع للسيوطي. كما لازم الشيخ حسن الجبرتي ـ والد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي ـ وقرأ عليه في الرياضيات والجبر والمقابلة وكتاب الرقائق للسبط وغيرها. مواقفه [ عدل] كانت للإمام العروسي مواقف مشهودة ضد الأمراء في الدفاع عن الشعب. من مخترعات احمد بن موسى – ابداع نت. ولما اشتد الغلاء وضج الناس بالشكوى، ذهب العروسي إلى الوالي حسن باشا واتفق معه على وضع تسعيرة للخبز واللحم والسمن، وخرج المحتسب ليعلن في الأسواق السياسة التموينية الجديدة ويهدد من يخرج عليها، فزالت الغمة. مؤلفاته [ عدل] قال الجبرتي عن الشيخ العروسي «لم يشتغل بالتأليف إلا قليلاً لاشتغاله بالتدريس» [2] ، ومن مؤلفاته القليلة: شرح نظم التنوير في إسقاط التدبير للملوي (في التصوف) حاشية على الملوي على السمرقندية (في البلاغة) توليه المشيخة [ عدل] تولى الشيخ العروسي مشيخة الأزهر بعد وفاة الإمام الدمنهوري سنة 1192 هـ ، وظل في المشيخة حتى وفاته.
اختراعات أخرى لأحمد بن موسى ومن الابتكارات الأخرى؛ فقد اخترع أحمد بِن موسى قنديلاً للإضاءة [3] ، و كان هذا القنديل يختلِف كليّاً عن القناديل التي كانت تستَخدم في ذلك الوقت ، حيث كان الفتيل في القنديل الجديد يرتفع بشكلٍ تِلقائي، و يصُبّ فيها الزّيت المُغذّي للشُعلة بشكلٍ تِلقائي أيضاُ، و الأهمّ هو أنَ الشّعلة لم تكُن تتأثر و تنطفئ بِهبوب الرياح. لم تقتَصر اختِراعات أحمد بِن موسى على الألعاب و القناديل فحسب، بل قام بابتِكار نواقير [3] أثارت دَهشة كلّ مَن شاهدها مِن البشر، حيث كانت المياه تَتدفّق فيها من عيونٍ بأشكال خاصّة و مختلفة، فتندفع المياهُ مِنها إلى ارتفاعاتِ مختلفة و مبهِرة و غير شائعة أو مألوفة للنّاسِ في ذلِك الوقت. مؤلّفات أحمد بن موسى و مِن أهمّ مؤلَفات أحمد بِن موسى و فريقِه العلمي، كتابٌ تمّ ترجمته إلى اللغة الإنجليزيّة؛ وهو ( كِتاب الحِيل) ولَه اسمٌ آخر وهو ( حيل بني موسى)، حيث يعتبر هذا الكِتاب من أوائِل الكُتب العربيّة في عِلم الميكانيكا و الحِيل، و يضمّ أكثر من مئة تركيبٍ مُختلف في الوسائِل الميكانيكيّة المُختَلِفة. و مِن مؤلفاته أيضاً كِتاب ( في القِر سطون) [1] ، و كِتاب ( في مراكِز الأثقال) [1] ، و كِتاب ( في قِسمة الزّاوية إلى ثلاثة أقسام) [1] ، و كِتاب ( في مساحة الأكر) [1].
كان السلطان مولاي الحسن الأول قد أوصى بالملك لابنه عبد العزيز زمن حياته بعد أن استبعد ابنه البكر مولاي امحمد ، لكن عند وفاته انفجرت معارضات من طرف بعض رجال الدولة على تنصيب ملك لا يتجاوز عمره الأربع عشرة سنة، فتدخل با حماد فحملهم على التوقيع بالإكراه بعد أن هم بعضهم بالعودة إلى مراكش وتنصيب اخيه المولى امحمد، فجمع با حماد الجيش وشيوخ الزوايا وادعى أن السلطان لا يزال مريضا ولم يمت بعد، فأرغمهم على بيعة الأمير عبد العزيز، ووضع في السجن كل من كان خصما له في الحكومة السابقة، وكان هو من يمسك بخيوط تسيير السلطان الصغير. وقد سجن على التوالي، بعد بضع معارك، الأميرين مولاي امْحمد ومولاي عمر. [1] كان أبا احماد حذرا في اختيار مساعديه، حيث اقتصر على أقاربه وأوثق أصدقائه، فقد حافظ علي المسفيوي على منصبه في وزارة الشكاية منذ العهد الحسني. واستمر صديقه الحميم عبد السلام التازي في وزارة المالية، بينما ظل محمد المفضل غريط في وزارة الخارجية، إلى أن خلفه فيها عبد الكريم بنسليمان الذي كان بدوره صنيعة من صنائع كبير الوزراء. أما أخواه إدريس بن موسى وسعيد بن موسى فقد أسندت إليهما الحجابة ووزارة الحرب، بينما عين ابن عمه الفقيه المختار بن عبد الله كبير كتاب الصدارة العظمى.