مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 5/12/2018 ميلادي - 27/3/1440 هجري الزيارات: 224097 الحلقة السادسة من حلقات التوحيد الشرك الأصغر وأمثلة عليه الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: 1- ما هو الشرك اﻷصغر؟ هو ما ثبت بالنصوص من الكتاب والسنة تسميته شركًا؛ لكنه ليس من جنس الشرك اﻷكبر. تنبيه مهم: ♦ وهنا أُنبِّه إلى أن بعض الناس يظنُّون أن تسميته شركًا أصغر تعني أنه من صغائر الذنوب، وليس اﻷمر كذلك؛ بل هو من الكبائر لكن ﻻ يخرج من اﻹسلام. ♦ أمثلة للشرك اﻷصغر: أ- الرياء في بعض اﻷعمال. ب- الحلف بغير الله من غير تعظيم للمحلوف به، فإن وقع في قلبه تعظيمه، فقد أشرك شركًا أكبر، ومن أمثلة الحلف بغير الله قول بعضهم: ( والنبي، وحياتك، وحيات النبي، والكعبة، وباﻷمانة). امثلة الكفر الأصغر :. ج- قول: ما شاء الله، وشاء فلان، ونحوها. واﻵن أعود لتفصيل القول في هذه اﻷنواع الثلاثة على النحو التالي: 1- اﻷول: الرياء: وهو من اﻵفات العظيمة التي ﻻ يسلم منها إﻻ من سلَّمه الله بكمال توحيده وقوة إيمانه؛ ولذا تكرَّر التحذير منه وبيان فضيلة اﻹخلاص في الكتاب والسنة من ذلك. أدلة التحذير من الرياء وبيان فضل اﻹخلاص: قوله تعالى: ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 2]، وقوله: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]؛ أي: المخلصين، وقوله: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].
درجات الرياء: أ- أن يكون مراد العبد لغير الله، ويريد أن يعرف الناس عبادته كأن يصلِّي بينهم، فإذا انفرد لم يصلِّ، وهذا نفاق أكبرُ مخرج من الملَّة. ب- أن يكون قصده لله، فإذا اطَّلع الناس عليه نشط في العبادة وزيَّنها، وهذا رياء بأوصاف العبادة ﻻ بأصلها، وهو رياء محظور؛ لأنه دخل على العبادة، فنقص من درجة إخلاصها؛ ولأن فيه تعظيم للناس؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركُته وشركه))؛ رواه مسلم من حديث أبي هريرة في كتاب الزهد، باب: من أشرك في عمله غير الله. وعن محمود بن لبيد اﻷنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك اﻷصغر))، فسئل عنه، فقال: ((الرياء))؛ رواه أحمد، والطبراني، والبيهقي بإسناد جيد. امثلة الكفر الاصغر - منبع الحلول. ت- أن يكون قصد العبد وجه الله ومراءاة الناس، وهذا يحبط العمل؛ لأنه قصد الناس وعظَّمهم من بداية العمل وليس مجرد تحسينات طرأت أثناء العبادة. ث- أن يدخل في العبادة لله، ويخرج منها لله، فيعلم به الناس ويمدحونه، فيسكن لمدحهم، وينبسط له، ويذهب عنه تعب العبادة، ويتمنَّى تكرُّر مدحهم، وهذا دليل على رياء خفي في قلبه، ويتفاوت الناس فيه ما بين مُقلٍّ ومُكثِرٍ.
[10] كفر الإباء والاستكبار: وذلك بأن يكون عالمًا بصدق الرسول، وأنه جاء بالحق من عند الله، لكن لا ينقاد لحكمه ولا يذعن لأمره، استكبارًا وعناداً، والدليل قوله تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}. [11] كفر الشك: وهو التردد، وعدم الجزم بصدق الرسل، ويقال له كفر الظن، وهو ضد الجزم واليقين، والدليل قوله تعالى: { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ الساعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَواكَ رَجُلًا لَكِنا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا}. [12] كفر الإعراض: والمراد الإعراض الكلي عن الدين، بأن يعرض بسمعه وقلبه وعلمه عمَّا جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- والدليل قوله تعالى: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَما أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}. [13] كفر النفاق: والمراد هنا هو النفاق الاعتقادي أي أن يظهر المرء الإيمان ويبطن الكفر، والدليل قوله تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ}.