الأعمال الشِعرية الكاملة -للشاعرالسوري رياض الصالح الحسين/كتاب صوتي - YouTube
أنجز مجموعته الشعريّة "وعل في الغابة" قبل وفاته. كتب في الشعر، القصة القصيرة، قصص الأطفال، المقالة الصحفية، و النقد الأدبي. موقع الشاعر رياض الصالح الحسين | مجموعات الشاعر رياض الصالح حسين الكاملة. كتب عن الموت، و كتب في تمجيد الحياة كثيرًا. توفي في مستشفى المواساة بدمشق عصر يوم 21/11/ 1982.. "الذي يريد الضحك فليأتِ ، إنني أخبئ نكتة ، الذي يريد البكاء فليأتِ ، لديَّ حصّالة دموع" ― رياض الصالح الحسين "أريد أن أفتح نافذة ، في كل جدار ، أريد أن أضع جدارًا ، في وجه من يغلقون النوافذ" "العدالة هي أن أركض مع حبيبتي ، في أزقّة العالم ، دون أن يسألني الحرّاس عن رقم هاتفي ، أو هويّتي الضائعة" Welcome back. Just a moment while we sign you in to your Goodreads account.
الذي لم نفعله اليوم نستطيع أن نحقِّقه غدًا والذي أتعبنا البارحة نستطيع أن نضحك منه اليوم ألقي بنفسك بين ساعديَّ كما تلقي امرأة يائسة نفسها من فوق ناطحة سحاب هذه لعبتنا الجميلة الضارية التي لم يسجلها التاريخ هذه حكمتنا الساذجة التي لم يتحدَّث عنها سقراط أيَّتها الصديقة النائمة لا تقفي أمامي مكتوفة القلب فالشمس –كما يقولون- لا تشرق في اليوم مرَّتين.
لم ينتظر طويلًا، تعرفون هذا، لأن (رياض) ببراءته وحماسته لم يطق انتظار ما سوف يأتي حتمًا، فألقى بنفسه قبل أن تنقطع تلك الخيوط. أقول، قبل أن تنقطع تلك الخيوط، لأننا، نحن، ما زلنا نتدلى منها، وربما لأن الموت كان هذه المرة متسرعًا قليلًا، أكثر قليلًا مما يجب، فأرسل لسانه الأسود الطويل ولفّه فوق قلبه، وسحبه. وعل في غابة لا أذكر أيّ طريق سلكنا، ولا في أيّ حيّ كانت تقع، لكنني أذكر الغرفة، صعدنا إليها بواسطة درج خشبي مكشوف يصل إلى بابها مباشرة، حيث يوجد مغسلة خارجية على يمين الباب، دعكت فيها جاربيَّ الرماديين، قبل أن أنام، ونسيتهما معلقين على عنق الصنبور. (رياض) من ذكرني يومًا بهذا. رياض الصالح الحسين الطبية. أما في داخل الغرفة، فقد كان السرير أول ما تنتبه له، نتيجة ارتفاعه الغريب بسبب الفراشين والعديد من الأغطية المكدسة فوقه، والنافذة التي ما إن فتح ردفتيها حتى اندلقت منها ملايين النجوم، وعلى الجدار، كما يذكر في القصيدة ذاتها: «صورة لغيفارا ولوحة سوداء لمنذر مصري». لا أذكر بماذا كنا نهذر، حين بدأ (رياض) يخربش بجدية على الدفتر مسودة قصيدة. كتب بسرعة، بشغف، القصيدة الأحب لي في مجموعته الأخيرة، التي لم يقع نظره عليها، لأنها طبعت بعد رحيله: «وعل في غابة»، التي حفظتها عن ظهر القلب، من وقتها، وهي ما زالت مسودة، وها أنذا أكتبها الآن من الذاكرة: «الرجل مات الخنجر في قلبه والابتسامة على شفتيه.
بينما قصيدتي لا أكثر من محاولة الرؤية بعين مقذوفة كحصاة إلى خلف تلك الجدران، لا أكثر من محاولة السماع بإذن تحت التراب. رياض الصالح الحسين ع. كتبتها وأنا أمسك الحياة هذه اللحظة، وأهصرها بساعدي هذا المساء، وأدخلها في صدري مع هذا الشهيق، الحياة الجميلة، الحياة اللذيذة، رغم كل شيء، رغم أيّ شيء، رغم المرور بخطا واجفة عبر الجبانة، رغم الحياة في الجبانة. ولكن أيّة جبّانة أسأل نفسي؟ أيّة جبّانة تلك التي أتكلم عنها؟ بينما لم يكن في الحقيقة ثمة شيء من هذا في الطريق الذي مضينا به ونحن نرقص ونضحك. ثم أسألكم أيّ موتى أولئك الذين كنا نسمع أنفاسهم، يرددون، إنها حياة جميلة؟ دمشق 1981- اللاذقية 2016