القائمة الرئيسية بحث العربية English français Bahasa Indonesia Türkçe فارسی español Deutsch italiano português 中文 دخول الرئيسة استكشف "البرازيل" السعودية مصر الجزائر المغرب القرآن الدروس المرئيات الفتاوى الاستشارات المقالات الإضاءات الكتب الكتب المسموعة الأناشيد المقولات التصميمات ركن الأخوات العلماء والدعاة اتصل بنا من نحن اعلن معنا الموقع القديم جميع الحقوق محفوظة 1998 - 2022 مَعذِرَةً إِلَى رَبِّكُم منذ 2015-06-02 فيديو MP4 مشاهدة تحميل (116. 1MB) صوت MP3 استماع جودة عادية تحميل (20. 3MB) مصطفى العدوي 12 0 3, 749 التصنيف: خطب الجمعة المصدر: موقع الشيخ مصطفى العدوي تاريخ ومكان الإلقاء: خطبة الجمعة 29 5 2015 من مسجد قباء - مدينة شربين الوسوم: # الجمعة # خطب مواضيع متعلقة... عيد الأسبوع... القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأعراف - الآية 164. أحكام صلاة الجمعة وآدابها إبراهيم بن محمد الحقيل سورة صلاة الجمعة"سورة الجمعة" خير يوم طلعت فيه الشمس نداء الرحمن الفواكه الجنية في الخطب والمحاضرات السنية حكم إطالة خطبة الجمعة خالد بن علي المشيقح MegoBoss منذ 2015-07-25 الشيخ أبوبكر الشاطرى حفظه الله رد التقرير هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟ نعم أقرر لاحقاً
وإذا الأمة العاصية يحل بها العذاب الشديد الذي سيأتي بيانه. فأما الفرقة الثالثة أو الأمة الثالثة، فقد سكت النص عنها، ربما تهوينا لشأنها – وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب – إذ إنها قعدت عن الإنكار الإيجابي، ووقفت عند حدود الإنكار السلبي. فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء، وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم: كونوا قردة خاسئين). مَعذِرَةً إِلَى رَبِّكُم - مصطفى العدوي - طريق الإسلام. إنما عليك البلاغ أحداث قصة القرية تفيد أهمية وضرورة العمل على إزالة منكر ما في المجتمع، وبالطرق المحددة شرعاً كما جاء في صحيح مسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). إن تكاسل المجتمع عن القيام بواجب الردع – في وجود القدرة على ذلك – أو النصح والدعوة إلى الإصلاح بكل السبل المتاحة، والمتمثلة بشكل أساسي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنما هذا التكاسل قد يؤدي إلى هلاك الجميع أحياناً، وليس فقط الفئة العاصية، وحديث السفينة يوضح الكثير من مشاهد الصورة. روى البخاري من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "مثلُ القائم على حدود اللَّه والواقعِ فيها كمثل قوم استَهموا على سفينة، فأصاب بعضُهم أعلاها وبعضُهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرُّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا".
فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا ، فلم يجابوا ، فوضعوا سلما ، وأعلوا سور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال: أي عباد الله ، قردة والله تعاوي لها أذناب. قال: ففتحوا فدخلوا عليهم ، فعرفت القرود أنسابها من الإنس ، ولا تعرف الإنس أنسابها من القردة ، فجعلت القرود يأتيها نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي ، فتقول: ألم ننهكم عن كذا ؟ فتقول برأسها ، أي نعم. معذرة الى ربكم العقاب. ثم قرأ ابن عباس: ( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس) قال: فأرى الذين نهوا قد نجوا ، ولا أرى الآخرين ذكروا ، ونحن نرى أشياء ننكرها ولا نقول فيها ؟. قال: قلت: جعلني الله فداك ، ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه ، وخالفوهم وقالوا: ( لم تعظون قوما الله مهلكهم) ؟ قال: فأمر لي فكسيت ثوبين غليظين وكذا روى مجاهد ، عنه. وقال ابن جرير: حدثنا يونس ، أخبرنا أشهب بن عبد العزيز ، عن مالك ، قال: زعم ابن رومان أن قوله تعالى: ( تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) قال: كانت تأتيهم يوم السبت ، فإذا كان المساء ذهبت ، فلا يرى منها شيء إلى يوم السبت الآخر ، فاتخذ - لذلك - رجل خيطا ووتدا ، فربط حوتا منها في الماء يوم السبت ، حتى إذا أمسوا ليلة الأحد ، أخذه فاشتواه ، فوجد الناس ريحه ، فأتوه فسألوه عن ذلك ، فجحدهم ، فلم يزالوا به حتى قال لهم: " فإنه جلد حوت وجدناه ".
لاحظ أن الفئة التي أرادت خرق السفينة، كانت لها تأويل ونظرة معينة للأمر، بحيث كان يبدو حُسن النية ظاهراً وواضحاً عند من يراقبهم، وفي الوقت نفسه، كان أفرادها معتقدين بصوابية تأويلهم أو نظرتهم. فقد كانوا يريدون ألا يشقوا على من فوقهم بكثرة ترددهم عليهم لسُقيا الماء، فجاءت فكرة خرق خشب السفينة بالأٍسفل ليستقوا منه الماء، سواء كانوا على دراية بخطورة عملهم أم لا. فهل يُتركون وإن كانت نياتهم حسنة؟. بالطبع لا يجب تركهم وتجسيد رؤيتهم الفاسدة، وإن بدت ظاهرياً طيبتها. معذرة الى ربكم ولاية اليمن. لقد كان تأويلهم فاسداً ورؤيتهم أفسد، وذاك التأويل وتلكم الرؤية كانت لتكون سبباً في هلاكهم وغرقهم وغرق من فوقهم أيضاً، لولا ردع الآخرين لهم وصرفهم عن رؤيتهم واعتقادهم الفاسد ذاك. وبالمثل، لولا قيام الفئة الناهية بإنكار عمل الفئة المحتالة بالقرية، لربما نزل عليهم العذاب أيضاً بصورة وأخرى، لولا أن رحمهم الله، ونزل العذاب على المحتالين فقط، وهو ما يفيد ضرورة القيام بواجب التبليغ والتنبيه إلى المخاطر المحدقة بأي مجتمع حين تبدأ بالظهور. لابد أن تظهر فئة آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر في كل مجتمع، تستخدم كل السبل والأدوات المتاحة في عملها، وعدم ترك المجال لأي فئة ضالة مضلة أو تعتقد بصوابية عملها وأجنداتها، تحت أي شكل من الأشكال.
هل توقفت الفئة الناهية عن المنكر والآمرة بالمعروف؟ بالطبع لم تتوقف وقالت في ردها على من لا يرون في عملها أي جدوى، وبكلام مختصر موجز: إن عملنا هو بمثابة (معـذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون). أي أن ما نقوم به فهو واجب لله نؤديه - كما يقول سيد قطب في ظلال القرآن: "واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتخويف من انتهاك الحرمات، لنبلغ إلى الله عذرنا، ويعلم أن قد أدينا واجبنا. ثم لعل النصح يؤثر في تلك القلوب العاصية فيثير فيها وجدان التقوى". وهكذا انقسمت القرية بعد هذا التحايل وردود الأفعال المتنوعة، إلى ثلاث فرق. فرقة متحايلة، وأخرى ناهية، وثالثة لا مع هؤلاء ولا إلى هؤلاء. معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون. بصورة أخرى، انقسم سكان القرية الواحدة إلى ثلاث أمم – كما في تفسير الظلال -: أمة عاصية محتالة. وأمة تقف في وجه المعصية والاحتيال وقفة إيجابية بالإنكار والتوجيه والنصيحة. وأمة تدع المنكر وأهله، وتقف موقف الإنكار السلبي ولا تدفعه بعمل إيجابي.. فلما لم يجد النصح، ولم تنفع العظة، وسدر السادرون في غيهم، حقت كلمة الله، وتحققت نذره. فإذا الذين كانوا ينهون عن السوء في نجوة من السوء. وإذا الأمة العاصية يحل بها العذاب الشديد الذي سيأتي بيانه.
فلما كان الغد ، أخذه فشواه فأكله ، ففعل ذلك وهم ينظرون ولا ينكرون ، ولا ينهاه منهم أحد ، إلا عصبة منهم نهوه ، حتى ظهر ذلك في الأسواق ، ففعل علانية. قال: فقالت طائفة للذين ينهونهم: ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم) فقالوا: سخط أعمالهم ( ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به) إلى قوله: ( قردة خاسئين) قال ابن عباس: كانوا أثلاثا: ثلث نهوا ، وثلث قالوا: ( لم تعظون قوما الله مهلكهم) وثلث أصحاب الخطيئة ، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم. وهذا إسناد جيد عن ابن عباس ، ولكن رجوعه إلى قول عكرمة في نجاة الساكتين ، أولى من القول بهذا; لأنه تبين حالهم بعد ذلك ، والله أعلم. معذرة إلى ربكم - مكتبة نور. وقوله تعالى: ( وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس) فيه دلالة بالمفهوم على أن الذين بقوا نجوا. و) بئيس) فيه قراءات كثيرة ، ومعناه في قول مجاهد: " الشديد " ، وفي رواية: " أليم ". وقال قتادة: موجع. والكل متقارب ، والله أعلم. وقوله: ( خاسئين) أي: ذليلين حقيرين مهانين.