ماذا يريد الله منا؟ لنرضيه وندخل جنته الذي لم نراها سوى ما مكتوب في كتابه وما يؤوله المتفقهين به، هل دخول جنة الله؟ طريقها العنف والقتل حتى انال المغريات الذي عرضها على الإنسان من جنة وحواري وخمر وأنهار من عسل. دين رحمة وتسامح، اين الرحمة والتسامح؟ وكل الإسلاميين المتطرفين تصدح حناجرهم بذبح الإنسان ويرددون الله أكبر، ولماذا أذبح الإنسان؟ وكتابة يقول من قتل نفساً بغير نفس أو فساداً في الأرض كأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها كأنما احيا الناس جميعا.
والأمران مبنيان على عمل المسيح على الصليب. (فَقَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ».... لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. ) يو3: 3, 7. الحياة الأبدية تتطلب تغيير في طبيعة الإنسان التائب ليصير من (شركاء الطبيعة الإلهية) (إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً. ) 2كو5: 17. تذكر هذا الحق, اخضع لإرادة الله الذي يريد خلاصك. 3- الله يريد ان يملك على قلوبنا (أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي». ) لو19: 27. هذا ما فعله (ارخيلاوس) باليهود الذين قاوموه منعاً من ان يكون ملكا عليهم. واستخدم المسيح هذه الحادثة ليشير الى عقاب الذين يرفضوه في هذه الحياة والحياة الابدية. ان الذين قالوا (لانريد ان هذا يملك علينا) كان نصيبهم الموت والدمار عند حصار مدينة اورشليم على يد (تيطس) الروماني.
- وهذا هوَ حقيقةُ التوحيد ، وهو معنى ( لا إله إلا الله) ، فلا صلاحَ للقلوب حتَّى يكونَ إلهُها الذي تألَهُه وتعرفه وتحبُّه وتخشاه هوَ الله وحده لا شريكَ لهُ ، ولو كانَ في السماوات والأرض إله يُؤَلَّه سوى الله ، لفسدت بذلك السماوات والأرض ، كما قالَ تعالى: { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللهُ لَفَسَدَتَا}. · قال تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله}. - فجعل الله علامة الصدق في محبته اتباعَ رسولِهِ ، فدلَّ على أنَّ المحبة لا تتمُّ بدون الطاعة والموافقة. · قال الحسن البصري: اعلم أنَّك لن تُحِبَّ الله حتى تُحِبَّ طاعته. · وسُئل ذو النون: متى أُحِبُّ ربي ؟ قالَ: إذا كانَ ما يُبغضه عندك أمرَّ من الصبر. · وقال أبو يعقوب النهرجوري: كلُّ من ادَّعى محبة الله - عز وجل - ، ولم يُوافق الله في أمره ونهيه ، فدعواه باطل. · متى يكمل إيمان العبد؟: - قال ابن رجب: ومعنى هذا أنَّ حركات القلب والجوارح إذا كانت كلُّها لله فقد كَمُلَ إيمانُ العبد بذلك ظاهراً وباطناً ، ويلزمُ من صلاح حركات القلب صلاحُ حركات الجوارح ، فإذا كان القلب صالحاً ليس فيه إلا إرادة الله وإرادة ما يريده لم تنبعثِ الجوارحُ إلا فيما يُريده الله، فسارعت إلى ما فيه رضاه، وكَفَّتْ عما يكرهه ، وعما يخشى أنْ يكونَ مما يكرهه وإنْ لم يتيقن ذلك.