وفي محاولة أخرى، تعرضت طائرته وهو عائد من زيارة لفرنسا لهجوم من طائرات مقاتلة من نوع أف 5 في محاولة اغتيال نفذتها عناصر بسلاح الطيران، فهبطت طائرته بمطار الرباط سلا الذي تعرض هو الآخر للقصف. بعد هدوء الأوضاع، شملت الاعتقالات الانقلابيين، كما لقي الجنرال محمد أوفقير وزير الداخلية مصرعه في ظروف غامضة وهناك من فسر مقتله بضلوعه في محاولة الانقلاب. الوفاة توفي الحسن الثاني يوم الجمعة 23 يوليو/تموز 1999 في مدينة الرباط إثر نوبة قلبية حادة، وحضر جنازته زعماء العالم وممثلو أكثر من ستين دولة.
عُرف بالنباهة منذ الصغر، إذ حضر ولم يتجاوز بعد سن الرابعة عشرة اللقاء التاريخي بين والده والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في الدار البيضاء عام 1943. نفي مع والده محمد الخامس من طرف الاستعمار إلى كل من كورسيكا ومدغشقر وهذا ما ألهب شرارة انتفاضة شعبية كبرى خاصة بعد تعيين الاستعمار ابن عرفة ملكاً على المغرب والذي نجا من محاولة اغتيال من طرف أحد المقاومين يدعى علال بن عبد الله وسميت هذه الفترة ثورة الملك والشعب وكان الحسن الثاني هو الذي يحرر المراسلات وترجمة الرسائل لوالده في المنفى، عاد برفقة والده إلى المغرب في 16 نونبر 1955 وشارك في مفاوضات الاستقلال التي أجريت في فبراير 1956. عينه والده في فبراير 1956 رئيساً لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية وأشرف على وضع النواة الأولى وبناء الجيش المغربي بالتعاون مع الفرنسيين. الملك الحسن الثاني بن محمد (أحد ملوك المغرب) - موضوع. أسند له والده ولاية العهد بموجب ظهير شريف صدر في 6 يوليوز 1957 وأدى القسم بين يديه في 9 يوليوز 1957 في حفل تنصيب رسمي في القصر الملكي بالرباط. [7] وعمل بعدها مستشاراً سياسياً لوالده، وفي 26 ماي 1960 شكل الملك محمد الخامس حكومة برئاسته ، وعينه فيها نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع وفوضه بممارسة السلطة الحكومية.
رفض سياسة الحزب الوحيد، لكنه عاش صراعا مع الأحزاب والتيارات السياسية وخاصة اليسارية المعارضة وتراوحت العلاقة معها بين المد والجزر، وسعى لخلق التوازن عبر أحزاب وصفت بـ"الإدارية" بحسب رأي المعارضة، أسستها شخصيات سياسية محسوبة على التيار الليبرالي واليميني. فتح في التسعينيات مع أحزاب المعارضة قنوات للحوار مع المعارضة للخروج من وضع اقتصادي واجتماعي غير مُرضٍ وما سمي حينها بـ"السكتة القلبية"، ودعا للتوافق بين الأحزاب الوطنية والمؤسسة الملكية، وهو ما ترجم على أرض الواقع بتشكيل حكومة التناوب في فبراير/شباط 1998 بقيادة زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي. تأخذ عليه المنظمات الحقوقية القبضة الأمنية الحديدية خاصة من منتصف الستينيات إلى الثمانينيات، وما عرفته من انتهاكات لحقوق الإنسان تورطت فيها أجهزة أمنية في حق المعارضة، ومن أبرز عناوين تلك المرحلة ملف المعارض السياسي البارز المهدي بن بركة ومعتقل تازمامارت. كما أُخِذت عليه ثقته الكبيرة بعدد من رجالات المؤسستين العسكرية والأمنية، أبرزهم وزير داخليته إدريس البصري الذي ظل نحو عقدين من الزمن وزيرا للداخلية ("أم الوزارات" كما تصفها المعارضة) لتدخله في كل الملفات، إلى أن أقاله الملك محمد السادس في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1999.