ما يهمنا هو أن نتجنب نحن مثل ذلك المصير المفجع بسبب الجحيم الذى يعيشه الوطن العربى. هناك كتابات وأقوال كثيرة حول هذا الموضوع، وحول سبل الخروج، يحتاج شباب وشابات الأمة أن يدرسوها بتمعن وباستيعاب بدلا من تركيز كل وقتهم، أو جله، فى متابعة وسائل التواصل الاجتماعى العربية والأجنبية، بالرغم من أهميتها. وهم بحسهم النضالى يعرفون ما أعنى بالضبط. علي محمد فخرو شغل العديد من المناصب ومنها منصبي وزير الصحة بمملكة البحرين في الفترة من 1971 _ 1982، ووزير التربية والتعليم في الفترة من 1982 _ 1995. وأيضا سفير لمملكة البحرين في فرنسا، بلجيكا، اسبانيا، وسويسرا، ولدي اليونسكو. قصة التتار - ما أشبه اليوم بالبارحه - منتديات كرم نت. ورئيس جمعية الهلال الأحمر البحريني سابقا، وعضو سابق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، وعضو سابق للمكتب التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات الوحدة العربية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات فلسطينية. وعضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية المكتوبة والمرئية في دبييشغل حاليا عضو اللجنة الاستشارية للشرق الأوسط بالبنك الدولي، وعضو في لجنة الخبراء لليونسكو حول التربية للجميع، عضو في مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث.
الإثنين 11/أبريل/2022 - 09:13 م حرب أكتوبر في مثل هذه الأيام المباركة من الشهر المُعظم رمضان المُبارك ومنذ 49 عامًا تحقق النصر الذي أثلج قلوب ملايين من المصريين، بعد هزيمة كانت مثل "الكسر" في قلب كل وطني، ذلك هو نصر العاشر من رمضان بالسادس من أكتوبر عام 1973، الذي محى وجع هزيمة يونيو 1976، وأبدله فخرًا في قلب كل مصري بجيش بلاده. ومن جانبه، قال الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية السابق عن نصر أكتوبر 1973، إنه قد علّم الجميع أن النكسات يمكن تجاوزها إذا تضافرت كافة أجهزة الدولة معًا جوار قوات بلادها المُسلحة، مثلما حدث بالحرب حين توحد الجميع مع القوات المسلحة إذ بلغ الأمر بأنه لم تسجل أقسام الشرطة حينها أي واقعة سرقة، بل كان الأهالي في هذه الفترة على قلب رجل واحد لايهمهم سوى الوقوف بجانب جيش بلادهم ضد غزو العدو لأراضيهم، وهو ما يعكس معدن المواطن المصري ذو النخوة والشهامة وقت الأزمات. اللواء رضا فرحات وتابع رضا: «ما أشبه اليوم بالبارحة»، مؤكدًا أنه يجب علينا حاليًا استلهام روح أكتوبر مرة أخرى، لكوننا قد حققنا انتصارات عدة بعدها، فالقوات المُسلحة الباسلة استطاعت على سبيل المثال بعد ثورة 2011، أن تقف في وجه جماعة كانت لاتريد سوى تحقيق مصلحتها الخاصة وتغلبها على مصلحة الوطن، بل وسعت إلى خراب الدولة وأجهزتها تحت مفهوم الشرعية وهي جماعة الإخوان المُسلمين وتنظيمها الإرهابي.
ظهر الذعر على الحرس الثوري اكثر وضوحا حين نشرت صحيفته جوان تقريرا يحذر من السماح بطعن اقتدار الشرطة، رافقته تعبيرات عناصر النظام عن القلق من عواقب ترك خامنئي وحيدا في مواجهة الغضب الشعبي. أقر قائد شرطة طهران الكبرى في وقت سابق بغضب الشعب المتراكم الذي تجلى في الهجوم على القوى القمعية، ومثلما فعل قادة جيش الشاه من قبل، وصف المنتفضون بأنهم "مجرمون" و "متمردون"، واعاد ما جرى الى استلهام الشباب دعوات "العدو" إلى إسقاط النظام ، مشددا على ان لدى "الاعداء" كل الفرص لتغيير أذواق وأفكار الطبقات وخاصة الشباب من خلال التخطيط المكثف. يرى النظام في تزايد حالات معاقبة عناصره وادواته القمعية تجاوزا للقمع وأجواء الكبت، وتخطيا للالية المتبقية للحافظ على ولاية الفقيه الامر الذي يثير ذعره ويبقيه متخبطا في مواجهة المجتمع وطاقاته متجددة الحيوية.
ولما كانت الثروة ريعية في الدرجة الأولى وجبائية بالقوة والسطوة والإكراه عند اللزوم، فانها استعملت لشراء الولاءات، وإسكات المعارضات، وعيش حياة بذخ القصور، وهذا بدوره جعل الاقتصاد استهلاكيا غير مرتبط بهياكل ومؤسسات ثابتة، خارج تلاعب ومغامرات السياسة. ولذلك فما كان مستغربا أن تضعف الخلافة شيئا فشيئا، وتنتهي إلى تقاسم الأندلس في ما بين ملوك الطوائف المتصارعين، المتآمرين على بعضهم بعضا، المتعاونين مع الخارج لحسم مناكفات وصراعات الداخل. وبالطبع ما كان بإمكان مركز الخلافة في بغداد أن يمد يد المساعدة في أي صورة من الصور، إذ كانت الخلافة العباسية هي الأخرى تعيش محن الفتن، وتدخلات قوى الخارج وتراجع الحياة على كل مستوى. مثلما ضاعت في الماضي حضارة نشيطة رائعة، بفعل الصراعات العبثية، والانقسامات، هناك إمكانية أن نضيع نحن عرب اليوم أيضا ما أشبه الليلة بالبارحة، فكل مجالات الحياة عبر الوطن العربي أكمله، إما أنها وصلت إلى صورة البؤس، التي وصلت إليها كل مجالات الحياة في الأندلس، وإما أنها قابلة، عند توفر الظروف الملائمة، للانتقال من حالة الخمول والترقب والشلل التي تعيشها الآن إلى الحالة البائسة التي عاشها الأندلسيون في نهاية زخمهم الحضاري، الذي كان مثار إعجاب المحبين والكارهين على السواء.
| طباعة أعجبك الموضوع؟ سجّل إعجابك بصفحتنا على فيسبوك لتحصل على المزيد نشر فى: الأربعاء 15 يوليه 2020 - 8:10 م | آخر تحديث: عندما ضعفت الخلافة الأموية فى الأندلس، ودخلت الأخيرة فى عصر ملوك الطوائف، وصف أحدهم الحالة التى وصلت إليها الأمور فى الحواضر والمدن، والتى كانت من قبل تعج بالثقافة والتقدم الحضارى، وصفها بأنها كانت «شدادا نكدات، صعابا مشئومات، لا فورق فيها خوف، ولا تم سرور، مع اشتغال الفتنة، وخرق الهيبة، وظعن الأمن، وحلول المخافة». إنها صورة كالحة حزينة تصلح لأن توصف بها أحوال الوطن العربى فى عصره المأساوى الذى يعيشه فى اللحظة الحالية. تلك كانت الصورة فى مدن من مثل قرطبة واشبيلية وغرناطة، وهى الصورة نفسها فى كثير من مدن أقطار اليمن وسوريا وليبيا والعراق على سبيل المثال. ما يهمنا ليس التماثل فى الصورة وإنما التماثل فى ما وراء الصورة من مسببات وعلاقات مريضة وتخيلات خاطئة. فى تلك الحقبة كثرت الفتن والمكائد والدسائس السياسية والأمنية، وتلك قادت إلى تولى واصطناع سفلة القوم فى مناصب الحكم، وتميزت الحياة السياسية بالتغيرات المتسارعة فى صعود وهبوط الأقليات وبانتشار الخيانات والاغتيالات، وبالتحالف مع الخارج من ملوك النصارى المهاجمين وزعماء مختلف الطامعين.
ماذا الذي كانت عليه "مظاهر أو إنجازات الصهيونية" في "مستوطناتها الاستعمارية" في غزة على سبيل المثال؟! مقهى، فندق، نادي ركوب للخيل، عدد من الدفيئات الزراعية، معهد، أيعقل أني نسيت شيئا؟! في مقابل "الاحتلال"، و "الإرهاب" و "جرائم الحرب"، و "سرقة الموارد الطبيعية" المياه والأثار، وحتى الرمال! هل تأتيكم صور تلك " المحررات " اليوم؟! المدن الجديدة، الجامعات والمعاهد العلمية حتى كلية الطب! المزارع المتقدمة المعتمدة على أساليب الزراعة المتطورة، هل هناك نوع من الفواكه لم ننجح في زراعته في غزة؟! ماذا عن مزارع السمك، والصناعات، والمطار الذي جرى مسحه عن الخارطة؟! هل نجحت "الصهيونية" في تدمير الإبداع الفلسطيني؟! كم هي "المليارات" و "الأرواح" التي جرى توظيفها لتأكيد أن " فلسطين أرض بلا شعب "؟! هل تمكنتم من ذلك؟! هل تشويه معالم القدس بـ "الحدائق التوراتية" على حطام الأحياء الفلسطينية الأصيلة يجعل منكم "شعباً"؟! هذا لن يكون، لأنكم لم تكونوا في أي حقبة تاريخية شعباً! ولأن أساليبكم مهترئة، نجح شعبنا دائماً في تجاوزها بصموده، وصلابته، وإبداعه! لن يسعفكم "العملاء"، ولا "الرجعية العربية" فشعبنا يدرك تماماً الأسلوب الأمثل لعلاجهم!
· كان الاستعمار الغربي قد وعى الدرس جيدًا حينما خرج (نابليون) فتى فرنسا المبير، وسفاحُها الجبار، خرج (نابليون) من مصر بليل، وتبعه جيشه مذمومًا مدحورًا، ولكنهم كانوا قد تعلموا درسًا غاليًا، عبَّر عنه كبار جنرالات (نابليون) في تقرير لهم عند مغادرة مصر: "إننا جئنا إلى مصر قبل الأوان". ولذلك احتاج إعدادها وتمهيدها للاحتلال الذي جاءها سنة 1882م - احتاج هذا الإعداد أكثر من 75 سنة. ( ولهذا حديث آخر). · كانت إيطاليا قد وعت الدرس جيدًا، فلم تتعجل في التهام حصتها من الفريسة، وإنما أخذت تمهد لشلِّ حركة الفريسة قبل الانقضاض عليها، فبدأت في فتح المدارس الإيطالية، وإنشاء البنوك، وشراء الأراضي، وإقامة المباني، وتكوين الشركات (للاستثمار والإعمار)، وفتح المتاجر لترويج المصنوعات الغربية، ووسائل الزينة والترف والرفاهية، لاعتصار أموال الشعب، وصاحب ذلك البعثات التبشيرية، بوسائلها المعهودة (التطبيب، والتعليم، والإغاثة، والأعمال الخيرية)، مع التودد والتلطف، وكسب الأصدقاء، وتعويدهم نمط الحياة الغربية. · وكان قمة الإعداد وذروته أن صار للطليان عملاء في بلاط الخليفة، بل إن الصدر الأعظم نفسه كان سفيرًا سابقًا في إيطاليا، وتم الالتفاف حوله، وتزويجه بإيطالية، ولكن الذي هيأ لهذه المكائد النجاح هو أن دار الخلافة كانت قد سقطت في جماعة (الاتحاد والترقي)، الذين هم في الواقع طلائع كمال أتاتورك، فكان تهاونهم في أمر الغزو الإيطالي يشبه الخيانة المتعمدة.