م. عادل فقيه خلال إلقائه كلمته في حفل التدشين
تدوين الأحكام ليس تقنينا أكدت وزارة العدل (في مقدمة مجموعة الأحكام القضائية) أن مدونات الأحكام القضائية التي تنشر في بوابة الوزارة ووصلت لأكثر من 33 مجلدا تختلف عن ما يسمى بتقنين الأحكام القضائية، وأن المصطلح الصحيح لمدونات ومجموع الأحكام هي «السوابق والمبادئ القضائية»، واعتبرت أن نشر الأحكام في النوازل العصرية أصبح من ضروريات وسمات القضاء الحديث، لا سيما مع تعدد الوقائع وتزايد تداخلاتها، واطراد ضعف آلة الرجوع للنص من أجل ملء فراغ الاجتهاد واستخلاص أحكامها لدى كثير من طلاب العلم، وتوفير تعدد الخيارات في الاجتهاد بالأحكام القضائية وهو أهم أهداف المدونة. كسر حاجز مخاوف التدوين تؤكد وزارة العدل من خلال مجموعة الأحكام القضائية أن مدونة الأحكام في حقيقة أمرها هي مبادئ وسوابق قضائية كسرت حاجز مخاوف التدوين وكشفت عن أحكام ونماذج قضائية بقيت لعقود حبيسة سجلات المحاكم ليستفيد منها كل مهتم بالشؤون العدلية، وأن مدونات الأحكام وضعت في سياق الاستئناس بها، فحكمها خرج مخرج القناعة لا الإلزام بعد استيفاء ضمانات التقاضي المتاحة لها، وأخرجت عند وجود الفراغ الإجرائي ليكون للقضاء سوابق قضائية وهي من مميزات القضاء في الدولة الحديثة.
حظي تدوين الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم باهتمام بالغ؛ وذلك لما فيه من فوائد تعود بالنفع على المجتمع والقضاء، فهي عبارة عن دعاوى سبق الفصل فيها تصاغ بشكل ملائم ثم تنشر في الموقع الرسمي الخاص بها، فتذكر في هذه السوابق الوقائع التي حصلت بين طرفي الدعوى، ثم الأسانيد التي يستند إليها القضاء في إصدار الأحكام، وأخيرًا يتم ذكر الحكم.