وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. الصلاة رحمكم الله" كل يوم خمس مرات. وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. هؤلاء نزل فيهم قوله تعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا". -
ثـم مـكـث رسول اللّه (ص) بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه اللّه اليه, ياتينا في كل يوم عند طلوع الـفـجـر فـيـقـول: الـصـلاة يـرحـمـكم اللّه, (انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اءهل البيت ويطهركم تطهيرا) البحار 10:141 ـ 142, و امالي ابن الشيخ10:14 وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وأمَّا المقصودُ بآلِ البَيتِ عمومًا؛ فقيل: هم أزواجُه وعليٌّ وفاطمةُ وأولادُهما، وقيل: يَدخُل معهم كلُّ مَن حَرُمتْ عليه الصدقةُ مِن قَراباتِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهم آلُ العبَّاس، وآلُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ، وقيل غيرُ ذلك. وفي الحديثِ: فضلُ فاطمةَ وعليٍّ والحسَنِ والحسينِ.
فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. وقيل: إذا كان من دقيق فهي حريرة ، وإذا كان من نخالة فهو خزيرة. (النهاية) 3- اسباب النزول للسنيابوري: 295. 4- المعجم الأوسط 4: 134. 5- تفسير نور الثقلين 4: 27.
فهو كعبة أهل السّماء السّابعة؛ ولهذا وجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إبراهيم الخليل عليه السلام، مسنِدا ظهره إلى البيت المعمور؛ لأنّه باني الكعبة الأرضية، والجزاء من جنس العمل [انظر: " تفسير ابن كثير "]. * أمّا بيت العزّة: فهو البيت الّذي في السّماء الدّنيا. وقد روى الطّبريّ عن بعض السّلف أنّ في كلّ سماء بيتا حيال الكعبة، فالّذي في السّماء السّابعة يقال له البيت المعمور – كما سبق -، والّذي في السّماء الدّنيا يقال له بيت العزّة. والدّليل على إثباته وأنّه في السّماء الدّنيا آثار كثيرة تراها في مبحث " الفرق بين الإنزال والتّنزيل " في كتب علوم القرآن، منها: - ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/223)، وصحّحه، ووافقه الذّهبي، وابن أبي شيبة في "المصنّف" (10/533) بسند صحيح عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّه قال: " فُصِلَ القُرْآنُ مِنَ الذِّكْرِ [أي: اللّوح المحفوظ]، فَوُضِعَ فِي بَيْتِ العِزَّةِ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَجَعَلَ جِبْرِيلُ عليه السّلام يَنْزِلُ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم". قال الزّرقاني رحمه الله: " هذه أحاديث كلّها صحيحة ". وقد صحّحها الحاكم كما رأينا ووافقه الذّهبي، وبمثل ذلك قال ابن تيمية في "المجموع" (12/126)و(15/223)و(16/307)، والحافظ ابن حجر في "الفتح" (9/4) والسّيوطي في "الإتقان" (ص117)، والزّركشي في " البرهان " (ص228).
و الرأي الراجح هو إن الكعبة المشرفة سبق أن بنتها الملائكة بأمر من الله عز وجل وقبل نزول آدم عليه السلام إلى الأرض، والمعلوم أن الملائكة كانت تطوف حول الكعبة حتى هبوط آدم وحواء إلى الأرض. فضل البيت العتيق فضل البيت العتيق"الكعبة" كبير في الإسلام، فهو المكان الوحيد الذي أمر الله سبحانه وتعالى بالطواف به من أجل العبادة والتقرب لله، في حين أن الطواف بأي مكان آخر يعد شرك بالله، كما أنها القبلة التي يصلي في إتجاهها كل المسلمين من كل أنحاء العالم، وهي أيضا في بقعة حرم الله القتال فيها، كما أنها أول بيت وضع على الأرض بغرض العبادة، ويحتوي على الحجر الأسود والذي هو من أحجار الجنة. كما أن زيارة البيت العتيق قاصدا الحج لله والطواف ببيته بغرض العبادة، فله بكل خطوة حسنة، كما تمحى عنه بكل خطوة سيئة، وأيضا بعد الطواف والحج يعود كيوم ولدته أمه، حيث يغفر له ما تقدم من ذنب، كما أن أجر الطواف بالبيت الحرام يعادل أجر عتق رقبة. قال تعالى: " وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " البقرة الأية 125. قال تعالى "وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" سورة الحج الأية 26.