أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واشكروه ولا تكفروه، ولاحظوا ألطافه سبحانه فيكم وفيما يمر بكم؛ فمن لحظ لطف الله تعالى لم يأس على ما يظنه خيرا فاته أو شرا أصابه؛ لعلمه أن لله تعالى ألطافا خفية في مقاديره، وأنه لا يقدر للمؤمن إلا ما هو خير له؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» رواه مسلم. أيها الناس: معرفة الله تعالى سبب لتعظيمه ومحبته وعبوديته، فمن لم يعرف الله تعالى حق المعرفة لم يعبده حق عبادته. ومعرفته سبحانه أشرف العلوم وأعلاها؛ لأنها علم بالخالق سبحانه، بينما معارف الدنيا مهما بلغت فهي علم بالخلائق، ولا مقارنة بين معرفة الخالق ومعرفة المخلوق. ومن أسماء الله تعالى الحسنى: اللطيف، ومن أوصافه عز وجل اللطف، وفي أفعاله عز وجل لطف كثير، بل أفعاله كلها لطف، ومن معاني لطفه سبحانه: إيصال البر أو دفع الضر من جهة لا يحتسبها الخلق. وفي القرآن أمثلة كثيرة على ذلكم اللطف الرباني، ومن ذلك: ما وقع ليوسف عليه السلام؛ فإن جميع الابتلاءات التي أحاطت به كانت سبب العز والتمكين في الأرض.
صلِّ يا رب وسلم على حبيبنا المعلم، شمس الضحى وقمر الدجى وأصحابه نجوم الهدى ثم أما بعد: فإن الأمور تجري بقدر الله وعلمه وحكمته، ووفق إرادته عز وجل فلا يقع في ملكه شيء إلا بعلمه ورضاه، فهو اللطيف الخبير، وهنا سينصب حديثنا حول لطف الله ومعانيه ومظاهره. معنى اللطف اللطف صفة من صفات الله واسم من أسمائه الحسنى، اللطف له معنيين تندرج تحتهما معان متعددة، وهذان المعنيان هما: اللطف بمعنى إدراك كل الأمور كبيرها وصغيرها، عظيمها وحقيرها، والعلم بها والإحاطة ببواطنها وخفاياها وخباياها، ولا يقتصر اللطف على العلم بالأمور فحسب بل يشمل العلم بعواقبها وحكمتها، وخيرها أو شرها، وقد ورد في القرآن الكريم عدة نصوص تحمل هذا المعنى ومنها على سبيل المثال قول الله عز وجل: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}. وعلى قدر إحاطته عز جل وعلمه بما يجري في السماوات والأرض، يكون خفائه عن الخلق، فهو يٌدرِك ولا يُدرَك، يَرى ولا يُري، (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
واقرأ هنا أيضًا عن فضل دعاء اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك مظاهر لطف الله عز وجل في حياة الإنسان من مظاهر لطف الله عز وجل بعباده، أن العبد يسعى بكل ما أوتي من قوة لتحقيق هدف أو حلم يرى بنظره القاصر وعلمه المحدود أن فيه سعادته ومنتهى فرحته، فيحول الله عز وجل بينه وبين ما يتمنى، ويقطع عليه أسباب الوصول، وقد يحزن الإنسان لذلك ويضيق به صدره، ولكن لا تلبث أن تتجلى أمامه حكمة الله فيعرف قدر لطف الله ويتضح له أن ما توهم أن فيه سعادته كان سيكون داعياً من دواعي شقائه وألمه، وأن الله صرف عنه شرا مستطيرا كان يختبئ خلف أمنيته التي لم تتحقق. ومن مظاهر لطفه أيضاً أن يتورط الأنسان في مصيبة وتتداعى عليه الشدائد، ويلتفت من حوله فلا يجد من يعينه أو يشد أزره، وقد تضيق عليه الدنيا بما رحبت، حتى يتسرب إليه اليأس، وفجأة يسوق الله أسباب نجاته من حيث لم يكن يحتسب أو يتوقع أبداً، وما أكثر ما يحدث هذا في حياتناً. من مظاهر لطفه أيضاً أن يبتلى المرء بابتلاء أو شدة تغير ملامح حياته وتغير مسارها كلية، وتقوده إلى أمر لم يكن يتوقعه أو يفكر فيه، فيجعل الله فيه فاتحة خير وبداية نعمة لم يكن يحسب لها حسابا، ثم يتبين له بعد حين أنه لولا كان ما كان من المحنة والابتلاء لما صار إلى ما صار إليه من النعمة والخير والفضل الكبير من الله عز وجل.
مساء القلوب المشرقة بالأمل والتفاؤل والرضى بأقدار الله مساءاليقين والثقة بالله مُدبر الأمر ورحمته تشملنا وعطفه وحنانه يحمينا في كل أمور حياتنا مساء الامل حينما تدرك يقينا ان كل شيء بيد الله و الرضا بما هو مقدر ومكتوب و الابتسامة بما هو قادم مساء جميل كجمال قلوبكم هادىء ومستبشر اتمناه لكم
الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه - YouTube
والعِثْكال، وَهُوَ عِذْق النَّخْلَةِ بِمَا فِيهِ مِنَ الشَّمَارِيخِ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ العين وليست زائدة، والجوهري جَعَلَهَا زَائِدَةً وَجَاءَ بِهِ فِي فَصْلِ الثَّاءِ مِنْ حَرْفِ اللَّامِ، وَسَنَذْكُرُهُ أَيضاً هناك. أجل: الأَجَلُ: غايةُ الْوَقْتِ فِي الْمَوْتِ وحُلول الدَّين ونحوِه. والأَجَلُ: مُدَّةُ الشَّيْءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ ؛ أَي حَتَّى تَقْضِيَ عِدَّتَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى ؛ أَي لَكَانَ الْقَتْلُ الَّذِي نَالَهُمْ لَازِمًا لَهُمْ أَبداً وَكَانَ الْعَذَابُ دَائِمًا بِهِمْ، وَيُعْنَى بالأَجَل الْمُسَمَّى الْقِيَامَةُ لأَن اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَهُمْ بِالْعَذَابِ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ، وَالْجَمْعُ آجَال. تفسير: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين). والتَّأْجِيل: تَحْدِيدُ الأَجَلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: كِتاباً مُؤَجَّلًا. وأَجِلَ الشيءُ يَأْجَلُ، فَهُوَ آجِل وأَجِيل: تأَخر، وَهُوَ نَقِيضُ الْعَاجِلِ.
والكِفَفُ فِي الوَشْم: داراتٌ تَكُونُ فِيهِ. وكِفَافُ الشَّيْءِ: حِتارُه. ابْنُ سِيدَهْ: والكِفَّة، بِالْكَسْرِ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَدِيرٍ كَدَارَةِ الْوَشْمِ وعُود الدُّفّ وَحِبَالَةِ الصيْد، وَالْجَمْعُ كِفَفٌ وكِفَافٌ. القرآن الكريم - في ظلال القرآن لسيد قطب - تفسير سورة السجدة. قَالَ: وكفَّة الْمِيزَانِ الْكَسْرُ فِيهَا أَشهر، وَقَدْ حُكِيَ فِيهَا الْفَتْحُ وأَباها بَعْضُهُمْ. والكُفَّة: كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطِيلٍ ككُفَّة الرَّمْلِ وَالثَّوْبِ وَالشَّجَرِ وكُفَّة اللِّثةِ، وَهِيَ مَا سَالَ مِنْهَا عَلَى الضِّرس. وَفِي التَّهْذِيبِ: وكِفَّة اللِّثَةِ مَا انْحَدَرَ مِنْهَا عَلَى أُصول الثغْر، وأَمّا كُفَّةُ الرمْل وَالْقَمِيصِ فطُرّتهما وَمَا حَوْلَهُمَا. وكُفَّة كُلِّ شَيْءٍ، بِالضَّمِّ: حَاشِيَتُهُ وطرَّته. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم الله وَجْهَهُ، يَصِفُ السَّحَابَ: والتَمع بَرْقُه فِي كُفَفِه أَي فِي حَوَاشِيهِ؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: إِذَا غَشِيكم الليلُ فَاجْعَلُوا الرِّماح كُفَّة أَي فِي حَوَاشِي الْعَسْكَرِ وأَطرافه. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ إنَّ برِجْلي شُقاقاً، فَقَالَ: اكْفُفه بخِرْقة أَي اعْصُبْه بِهَا وَاجْعَلْهَا حَوْلَهُ.
والإيمان بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان ، فيتجاوز مرتبة الحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه، إلى مرتبة الإنسان الذي يدرك أن الوجود أكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير المحدد الذي تدركه الحواس - أو الأجهزة التي هي امتداد للحواس - وهي نقلة بعيدة الأثر في تصور الإنسان لحقيقة الوجود كله ولحقيقة وجوده الذاتي، ولحقيقة القوى المنطلقة في كيان هذا الوجود، وفي إحساسه بالكون وما وراء الكون من قدرة وتدبير. كما أنها بعيدة الأثر في حياته على الأرض; فليس من يعيش في الحيز الصغير الذي تدركه حواسه كمن يعيش في الكون الكبير الذي تدركه بديهته وبصيرته; ويتلقى أصداءه وإيحاءاته في أطوائه [ ص: 40] وأعماقه، ويشعر أن مداه أوسع في الزمان والمكان من كل ما يدركه وعيه في عمره القصير المحدود. وأن وراء الكون ظاهره، وخافيه حقيقة أكبر من الكون، هي التي صدر عنها، واستمد من وجودها وجوده.. حقيقة الذات الإلهية التي لا تدركها الأبصار ولا تحيط بها العقول. وعندئذ تصان الطاقة الفكرية المحدودة المجال عن التبدد والتمزق والانشغال بما لم تخلق له، وما لم توهب القدرة للإحاطة به، وما لا يجدي شيئا أن تنفق فيه. الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه علما. إن الطاقة الفكرية التي وهبها الإنسان، وهبها ليقوم بالخلافة في هذه الأرض، فهي موكلة بهذه الحياة الواقعة القريبة، تنظر فيها، وتتعمقها وتتقصاها، وتعمل وتنتج، وتنمي هذه الحياة وتجملها، على أن يكون لها سند من تلك الطاقة الروحية التي تتصل مباشرة بالوجود كله وخالق الوجود، وعلى أن تدع للمجهول حصته في الغيب الذي لا تحيط به العقول.
فى شهر رمضان الكريم، الذى أنزل فيه القرآن، سوف تكون لنا وقفات مع آيات الذكر الحكيم، فنستعرض معا خمسة تفسيرات لآية واحدة، كل يوم، على أن تكون الآية من جزء مختلف. تفسير آية ﴿ذلِكَ الْكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾، رقم 2 فى سورة البقرة. تفسير ابن كثير: قال ابن جريج: قال ابن عباس: ذلك الكتاب: هذا الكتاب. الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب في الموقع. وكذا قال مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والسدى ومقاتل بن حيان، وزيد بن أسلم، وابن جريج: أن "ذلك" بمعنى "هذا"، والعرب تقارض بين هذين الاسمين من أسماء الإشارة فيستعملون كلا منهما مكان الآخر، وهذا معروف فى كلامهم. و(الكتاب) القرآن، ومن قال: إن المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التوراة والإنجيل، كما حكاه ابن جرير وغيره، فقد أبعد النجعة وأغرق فى النزع، وتكلف ما لا علم له به. والريب: الشك، قال السدى عن أبى مالك، وعن أبى صالح عن ابن عباس، وعن مرة الهمدانى عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ريب فيه) لا شك فيه. وقاله أبو الدرداء وابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو مالك ونافع مولى ابن عمر وعطاء وأبو العالية والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان والسدى وقتادة وإسماعيل بن أبى خالد، وقال ابن أبى حاتم: لا أعلم فى هذا خلافا.