هل قرار بيع الحطب على الشوارع حبر على ورق؟ وينتشر في فصل الشتاء، وتحديداً في المناطق الباردة، بائعو الحطب على الطرقات والشوارع الرئيسية، وعلى تطبيقات البيع، ويمارسون مهنتهم بكل حرية دون رقابة أو منع، والسؤال المهم: أين الجولات الميدانية المعنية بمنع الاحتطاب وبيعه من هؤلاء؟ ولماذا لم نسمع عن قرار صدر بحق مثل هؤلاء؟ أم أن القرار حبر على ورق؟. "البيئة والزراعة": نراقب الأسواق ونتوعد المخالفين من جهتها، توعدت وزارة البيئة والمياه والزراعة المخالفين لنظام المراعي والغابات من المحتطبين بتطبيق العقوبات عليهم، وأكدت أن المختصين بقسم الموارد الطبيعية بفرع الوزارة يقومون بجولات مستمرة على مناطق الاحتطاب والأودية خارج المدن، لمنع الاحتطاب ومصادرة الحطب. وأضافت: "تطبق الوزارة نظام المراعي والغابات على المخالفين، كما تتم مراقبة سوق الحطب والفحم لمنع وصول الحطب والفحم المحلي إلى السوق"، مشيرة إلى أن نظام المراعي والغابات يستند إلى منع الاحتطاب والبيع نهائياً في الحطب والفحم المحلي.
وأوضح كل من مطلق البصيص ومحمد الخالدي أن العمالة الوافدة تتحكم في أسواق الحطب، متذرعين بارتفاع تكلفة الشراء والنقل، رغم علمهم بمنع بيع الحطب المحلي تحسبا للاحتطاب الجائر. وأشار الخالدي إلى حرص المستهلكين على شراء الحطب للتدفئة في المخيمات والاستراحات أيام الشتاء، منتقدين في الوقت ذاته المنع الحالي، مطالبين بتشديد الرقابة على الطرقات لمنع وصول الحطب المخالف.
تشهد أسواق الحطب والفحم في السعودية عموماً، وفي مدينتي جدة والرياض خاصة، ارتفاعاً في الأسعار بنسبة تتجاوز 100%. وعزا عدد من الباعة أسباب هذا الارتفاع إلى ازدياد الطلب المحلي على الحطب والفحم هذه الأيام، نظراً للتغيرات المناخية التي تشهدها المملكة في هذه الأوقات من السنة، التي بدأت تميل للبرودة خاصة في أوقات الليل. وبحسب صحيفة الشرق السعودية، يعزو عدد من أصحاب مخازن الحطب والفحم في جدة أسباب ارتفاع الأسعار إلى شحه، بالإضافة إلى قلة الأيدي العاملة التي تعمل فيه، ومنع الجهات المختصة قطع الأشجار، ما أدى إلى ارتفاع كلفة نقله. ويشير عبدالمجيد نويفع، أحد الباعة في جدة، إلى أن "المطاعم هي الأكثر إقبالاً على شراء الحطب، بالإضافة للمواطنين الذين يقبلون على شرائه قبل بدء رحلات التخييم والشواء في البر". وعن الأسعار، يقول نويفع: "كان سعر حزمة الحطب يتراوح بين خمسة ريالات وثلاثين ريالاً، لكن الآن تتجاوز الستين ريالاً بحسب نوع الحطب"، مشيراً إلى أن "ما يتحكم في سعره هو الكمية التي استطاع التاجر تهريبها من رجال الأمن، الذين يمنعون قطع الأشجار، وتوصيلها للمدن". ويُعدد نويفع أنواع الحطب واستخداماته: "هناك الإندونيسي، والماليزي، والوطني، ومنه الدقة والشقير والعادي، وكلٌ له استخداماته، فمنه ما يصلح للشواء ومنه للطبخ وغيره"، مضيفاً "أما الفحم، فله أنواع أخرى مثل قرض الجنوب، وثمر المدينة، والوطني، والبظرومي".