إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين ال المنتدى العام سياسة و فكر. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - القول في تأويل قوله تعالى "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله "- الجزء رقم7. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله قال. إن يمسسكم يصبكم بأحد قرح بفتح القاف وضمها جهد من جرح ونحو فقد مس القوم الكفار قرح مثله ببدر وتلك الأيام نداولها نصرفها بين الناس يوما لفرقة ويوما لأخرى ليتعظوا وليعلم الله علم ظهور الذين.
#2 اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته واهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم انك حميد مجيد #3 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حديث نفس
وقوله (وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ) وقوله (حتى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمر وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخرة ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ) وقوله (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ على أحَدٍ والرسول يَدْعُوكُمْ في أُخْرَاكُمْ) ونحو ذلك من الآيات.
فالمقصود -أيها الأحبة- أن الشِدة بعد الرخاء، والرخاء بعد الشدة يحصل الكشف عن خبايا النفوس، ومخبآت الضمائر، ويتميز الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، ويتميز بذلك أهل الإيمان حقًّا، والمتوكلون على الله -تبارك وتعالى-، فيتمحص الصف، كما سيأتي. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله. وهكذا أيضًا فإن الله -تبارك وتعالى- قد يمتحن عبده المؤمن؛ ليعلم إيمانه، العلم الذي يترتب عليه الجزاء، وإلا فالله يعلم الخفايا والخبايا، ولا يخفى عليه خافية، كما سبق، فيمتحن الله عبده لينظر كيف يكون مقاله وفِعاله، هل يكون حامدًا؟! وهل يكون صابرًا؟! وهل يكون راضيًا، أو يكون متسخطًا جزعًا معترضًا على قدر الله -تبارك وتعالى-؟ وهذا الامتحان تارة يكون بالمصائب والآلام والمكاره، وتارة يكون بالعطاء الدنيوي، فإن الله -تبارك وتعالى- يُقلب العباد، وَنَبْلُوكُمْ يعني: بهذا وهذا، بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ [الأنبياء:35] فكل ذلك مما يُبتلى به العبد. كذلك أيضًا قد يبتليه بقُرب المعصية، مما يكون قريب المنال؛ لينكشف حاله وتقواه، ومراقبته لله ، وهذه الدنيا كما يقول الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- في بعض مذكراته وذكرياته: "ارتفاع وانخفاض، وامتلاء وفراغ، فقر بعد غنى، وغنى قد يأتي بعده الفقر، لا العالي يبقى فوق، ولا الواطي تحت، ولا يدوم في الدنيا حال" [2].