واتجه إلى القصيم ليبعد عن المجتمع الذي عاشره في الماضي. بدأت حياتنا الزوجية تستقر والتحق بمدرسة أبو موسى الأشعري لتحفيظ القرآن للعمل كحارس للمدرسة وسكنا جميعاً في سكن المدرسة. ولم تكن الفرحة تغادر محياه بقدوم ابننا عبد الله بل كان حريصاً عليه فلم يتجاوز الطفل السنة الخامسة من عمره حتى بدأ يصطحبه معه إلى المسجد حتى في صلاة الفجر وكان يقول لي: أريد أن يعرف طريق الحق من بداية حياته ليسلك هذا النهج. واستطردت قائلة كان حريصا على وقته ويسعى جاهدا للابتعاد عن كل رفقاء الفن السابقين الذين ظلوا يتابعونه حتى في المنزل عن طريق الهاتف. وأذكر ذات مرة اتصل به زميل من الفنانين السابقين وعندما أخبرته بهذا الاتصال لم يكن سعيداً، بل تذمر من معرفة أولئك الزملاء السابقين لأرقام هواتفه، وكان يقول: أسأل الله الثبات، ستكثر عليّ المحن والامتحانات. الفنان فهد بن سعيد ياسعود. وأضافت: بالفعل حضر شخصان من شركة " الوادي الأخضر الفنية " بالكويت إلى منزلنا وعرضا على فهد شيكاً بمبلغ فاق المليون ريال من أجل أن يذهب إلى الكويت ويتم تأمين المنزل والسيارة مقابل العودة للغناء. كان وضعنا المادي لا يزال سيئاً جداً وكان فهد بحاجة ماسة لبعض المال لقضاء بعض المستلزمات، إلا أنه رد على مندوبي " الوادي الأخضر " بقوله: ما عند الله خير وأبقى.
على البـــــال لن أتحدث عن الواقع المخفي من سنين طويلة واستغلال الدين في جماهيرية كبيرة ثمنها الملايين للمستغلين ذلك، ولكن في الردود الكبيرة على ظهور ابنة الفنان الراحل فهد بن سعيد لفت انتباهي أنه كان هناك تكرار لتسجيل لمجموعة من الدعاة المشهورين وخصوصاً أحدهم المشهور بالغنى الفاحش وهو يسأل بن سعيد بالتلفزيون السعودي عن عودته للغناء أو استمرار توبته، طبعاً في العرف الإعلامي هذا الاتصال الملغم خبطة إعلامية تُجير للداعية المليونير، ولم يستفد منها التائب فهد بن سعيد واستمر حارساً للمدرسة ومات وهو يحمل معاريض مُذلة لاستجداء المال حسب ما كشفت ذلك ابنته. أنا هنا ليس موضوعي توبة بن سعيد عن الغناء أو خلافها، سأتحدث عن ذكاء إعلامي استمر لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً لبعض المتاجرين بالدين، الذين يستغلون المشاهير والقصص الخرافية ليحققوا حظوة عند الوجهاء ويغتنموا الأموال ويصبحوا من علية القوم على حساب التلاعب بالقيم والمبادئ!. فترة عشتها وغيري ولّدت لنا للأسف مجتمعاً متناقضاً، ولّدت لنا ونحن في زمن التكنولوجيا والتطور أشخاصاً يقدمون عروضاً وألعاباً في مهرجانات كبيرة يُصرف عليها الملايين، عنوانها "الرضع" والاستهبال وغيرها مما عانينا منه سنين طويلة، والأهم أن لا يكون بموسيقى، أما غير ذلك فمسموح متى ما جاء المنشد "يتميلح" ويستغل نهج الدعاة الأذكياء فيستغل ظهوره بدعاء وقنوت، ولا مانع أن يصدح بأغنياته والتي تسمى "شيلات"، وتهريجه بين النساء، لأن ذلك غير مخالف لتوجهاتهم.
01-12-2010, 11:07 PM المشاركه # 12 تاريخ التسجيل: May 2007 المشاركات: 1, 252 يالله ان نطلبك حسن الخاتمه الله يرحمه ويغفرله
غادر الشخصان المنزل وحكى لي ما دار، ولكن ما لبثا أن عادا في اليوم التالي لتقديم العرض بصورة موسعة ومغريات كبيرة جداً إلا أنه قال لهم: "ما عند الله خير وأبقى". وكان يقول إنه لو أعطي أموال قارون لما عاد إلى ذلك لأنه وجد الراحة النفسية والسعادة التي عاش زمنا يفتقر لها، بل كان يدعو الله أن يثبته حتى الممات. جريدة الرياض | فاطمة بنت فهد بن سعيد.. أنموذجاً!. كان يذهب بسيارته إلى المسجد كل جمعة في وقت مبكر مصطحبا ابنه عبد الله وجارا لنا كبيرا في السن تجاوز الثمانيين عاما وعند العودة بعد الصلاة من كل جمعة يأتي بذلك المسن ليتناول وجبة الغداء معنا. قال لي ذات يوم وهو سعيد: لقد أهداني الشيخ عثمان المرشود خيلاً إن شاء الله تفوز في السباقات القادمة، وبعد ذلك قرر بيع تلك الخيل من أجل أن يتصدق بثمنها على نية والديه المتوفين. وأضافت: حضر للمنزل شباب على دين وخلق وقالوا بالكلمة الواحدة لقد عدنا إلى الله يا شيخ فهد وكانت لتوبتك أثر علينا. وتستطرد: كان فهد حزينا حين تم استغلاله من بعض الشركات الفنية التي كانت تقوم بتزوير توقيعه وتوزيع أغانيه والاستفادة من ثمنها دون علمه وكان جل همه وحرصه كيف يقوم بإلغاء تلك الأغاني التي سبق تسجيلها، ولكن لم يجد حيلة في الأمر.