مهام سفراء الامام المهدي كما ورد سابقًا فإن سفراء الامام المهدي يقومون على تنفيذ عدد من المهام تتمثل في التواصل مع شيعة الامام المهدي في شتى بقاع الدنيا والإجابة على تساؤلاتهم ومن ثم استلام الحقوق الشرعية من شيعة الإمام المهدي والاتيان بها له أو القيام بالتصرف فيها وفق ما تقتضيه الحاجة والمصلحة العامة واستمروا بتأدية هذه الواجبات والمسئوليات على مدار 70 عامًا وقد عرفت تلك الفترة بالغيبة الصغرى. الفرق بين الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى عند الشيعة يُحاول الشيعيون التفريق بين الغيبة الصغرى والكبرى فالأولى هي التي تتعلق بالسفراء الأربعة وقد بدأت في تاريخ 255 هـ حيث وافق ذلك التاريخ ولادة الإمام المهدي وأحيانًا يُشار إلى بدايتها بتاريخ وفاة والد الإمام المهدي والمعروف بالإمام الحسن العسكري والتي توافق عام 260 هـ، ويقول الشيعيون أن تلك الحقبة انتهت بوفاة الإمام الرابع أو السفير الرابع من سفراء الإمام المهدي في العام 329 هـ وهو علي بن محمد السمري الملقب بالبغدادي. بينما الغيبة الكبرى فهم يرون أنها مستمرة حتى الآن ويُرجعون بدايتها إلى الوقت الذي توفي فيه السفير الرابع في العام 329 ويُشيرون أنها ستبقى على حال الاستمرار لحين ظهور المهدي المنتظر.
وهو لم يكن سفيراً للإمام الحُجّة (عج) فحسب وإنّما تولى مهمة التبليغ لأبيه العسكري وجدّه الهادي (عليهما السلام) قبل سفارته للإمام الحُجّة (عج) أيضاً. وقد قال الإمام الهادي (عليه السلام) بشأنه: إنّه الثقة الأمين ما قاله لكم فعنِّي وكذلك ما يؤديه. وبعد استشهاد الإمام الهادي (عليه السلام)، قال أحمد بن إسحاق القُمَّي دخلت على ولده الحسن العسكري (عليه السلام) وسألته عنه فقال العسكري (عليه السلام): هذا أبو عمر ـ يقصد عثمان بن سعيد ـ الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في الحياة والممات ، فما قاله لكم فعنّي ما يقوله، وما أدّى اليكم فعنّي ما يؤديه [2]. من هم السفراء الاربعة للإمام المهدي (عج) - منتدى الكفيل. وفي رواية الشيخ الطوسي عن غيبة الإمام الحُجّة (عج) قال: اجتمع أربعون شخصاً من الشيعة في مجلس الإمام العسكري (عليه السلام) وقام العمري يسأله عن الخليفة من بعده. فقال (عليه السلام) «جئتم تسألوني عن الحُجّة بعدي». قالوا: نعم. فأخرج لنا غلاماً هو أشبه الناس بالعسكري كأنه قمر، وقال: «هذا إمامكم بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا فتهلكوا في أديانكم ، ألا وإنكم لا ترونه بعد يومكم هذا. فاقبلوا من عثمان بن سعيد ما يقوله واقبلوا قوله، فهو خليفة إمامكم والأمر إليه».
وفي سفارته تولّى الحملة الرئيسية للمنحرفين عن خط الإمامة والذين إدَّعو سفارتهم للإمام الحُجّة (عج) زوراً وبُهتاناً. فقد أبلغ القواعد الشعبية للشيعة بزور إدعائهم وتبليغ أوامر الإمام الحُجّة بشأنهم، وبقى لا يُهادن أولئك المنـحرفين حتى لحق بدار حقّه في عام 326هـ. ودُفن في النوبختيّه التي كانت داراً لعلي بن أحمد النوبختي في بغداد. وقد يفد الزّوار إلى قبره. سفراء الامام المهدي الاربعة. 4/ السفير الرابع علي بن محمد السمري (أبو الحسن) [4]: وهو شيخ جليل ، وأحد اصحاب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام). ثم تولّى السفارة في عهد الإمام الحُجّة بعد رحيل الشيخ حسين بن روح إلى جوار ربِّه ، وقد أبلغ الشيخ ابن روح وصيَّة الحُجّة (عج) بشأنه بأنه السفير الرابع من بعده. وهو آخر السفراء الأربعة إذ بموته بدأت الغيبة الكبرى للإمام الحُجّة ولا يخرج حتى يأذن الله له. وقد تولى السفارة في عام 326هـ واتجهت إليه أنظار الشيعة فيما يبلغهم أوامر الإمام المنتظر (عج). وقد استمرّت سفارته ثلاث سنوات من عام 326هـ إلى عام 329هـ التي تُوفي فيها في النصف من شعبان. كما أن فتره سفارته القصيرة لم تتُح له القيام بفعّاليات واسعة كما قام أسلافه، إلاّ أن الإعتقاد بجلالة قدره أكسبتهُ ثقة الجميع.
السفير لغة: السفير في اللغة: بالفتح ، الرسول والتابع والمصلح بين القوم ، وكذا السفارة ، والجمع السفراء. (١) وقيل: السفير الرسول والمصلح بين القوم ، والجمع سفراء ، وقد سفر بينهم يسفرُ سفراً وسفارة أصلح ، وفي حديث علي عليه السلام أنه قال لعثمان: إن الناس قد استسفروني بينك وبينهم. أي جعلوني سفيراً. وهو الرسول المصلح بين القوم. يقال سفرت بين القوم. إذا سعيت بينهم في الإصلاح. (٢) وقيل: السفير مأخوذ من السَفر بمعنى كشف الغطاء ، ومنه يطلق السفير على المصلح بين القوم؛ لأنه يستكشف ما في قلب كل من الطرفين ليصلح بينهما. ويطلق أيضاً على الرسول ؛ لأنه يظهر ما أمر به ، والذي يظهر من إمعان النظر أن إطلاقه على الرسول والرسول المصلح إنما هو لكشفه الغطاء عن حقيقة ما بين الطرفين. (٣) السفير والسفارة في المصطلح الكلامي: السفير: من نص عليه التوقيع من الإمام سلام الله عليه ، ليكون الواسطة بين الإمام وشيعته. بمعنى أن الإمام ينص على شخص معين يقول هذا وكيلي وقوله قولي ، وينقل عن الإمام مباشرة. وهم كل من: ( عثمان بن سعيد العمري وولده محمد بن عثمان والحسين بن روح وأبو الحسن علي بن محمد السمري) ولم يقم أحد بعد السفير الرابع وذلك بنص من قبل صاحب الأمر عليه السلام.