المبادرة للتغيير يجب إذن أن لا تقتصر على مستوى دون آخر ففكرة التغيير التي تولد دون أن يولد معها فعل يترجمها كواقع ستولد ميتة، أما الاعتقاد بأن التغيير الفكري والتربوي لوحده دون الأخذ بزمام المبادرة لاقتراح إصلاح سياسي فإنه يعتبر ثقة زائدة عن الحد في المستقبل، المستقبل رهين واقعنا وناتج عنه، ومثل ما ينمو الجنين في ظلمات ثلاث معتمدا على قدرة مناعته و كفاءة أجهزة جسمه فإن هناك من مشاريع التغيير التي لم تولد بعد ولكنها تعيش في ظلماتها الثلاث منتظرة إرادة حقيقة لإزاحة تلك الظلمات معا بولادة تواجه معها مصيرها، إما أن تكون حاملة معها كفاءة و قدرة تمكنها من الحياة وإما أن تولد ميتة أو مشوهة. ربما تود قراءة الآتي عن الكاتب
الإعجاز العلمي في آية " يَخْلُقُكُمْ في بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ " الإعجاز العلمي في قوله تعالى " {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ(6)} " [الزمر] ، يبين الله تعالى أنه خلق الجنين في ثلاث ظلمات ، وعند بيان العلماء لهذه الظلمات وقع بينهم خلاف ، وذهب بعضهم إلى أنها ظلمة الرحم ، وظلمة البطن وظلمة المشيمة ، ورفض أخرون هذا التفسير ، ولكي نقوم بتوضيح هذا الأمر علينا الوقوف على مفردات ، ومعاني الآيات ، وتفسير آراء العلماء فيها. المعنى اللغوي لأية " يَخْلُقُكُمْ في بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ " قال ابن منظور في لسان العرب ، أن كلمة الظلمة بضم حرف اللام تعني ذهاب النور، والظلمة هي عكس النور ، وجمعها ظلمات ، أو ظلم بفتح اللام ، وحرف الجر المذكور في الآية (في) دليل على ظرفية المكان ، ودليل أيضا على الاحتواء ، وكلمة بطن تعني الجارحة، وجمعها بطون ، قال تعالى ، (وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) [النجم/32[ ، وهذا دليل على احتواء البطن للمكان الذي يوجد فيه الجنين وهو البطن ، ويقال على كل شيء خفي باطن ، وكل شيء واضح ظاهر. مكان خلق الجنين في الرحم داخل البطن دلت الكثير من الآيات القرآنية على أن خلق الجنين يتم في رحم المرأة ، ومن هذه الآيات: قال تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، (6) آل عمران.
صبحي زُردق 2019
فمن علّم النبي محمد صلّى الله عليه وسلم العربي الأمي علم التشريح وعلم الأجنة؟ وأي أجهزة متطورة كانت عنده لكشف هذه الحقائق؟ فلندع لبقية آية الظلمات الإجابة على ذلك: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [الزمر: 6]. مراجع علمية ذكر الدكتور كيث مور في كتابه الشهير "The Developing Human" ما ترجمته: " ينتقل الجنين من مرحلة تطور إلى أخرى داخل ثلاثة أغطية التي كانت قد ذكرت في القرآن الكريم ب: "الظلمات الثلاث"، هذه الظلمات هي مرادفة للمعاني التالية: جدار البطن. تفسير قوله تعالى: {يخلقكم في بطون أمهاتكم...}. المشيمة بأغشيتها الكوريونو - أمنيونية. " وجه الإعجاز في الآية القرآنية: ووجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو إشارة القرآن الكريم إلى أن عملية تخلّق الجنين تتم في بطون الأمهات عبر ظلمات ثلاث فقال تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ}، وهذا ما كشف عنه علم الأجنة الوضعي.
وقال الأزهري: التكويح التغليب ، وأنشد أبو عمرو: " أعددته للخصم... البيت". وهو أيضا من شواهد الفراء في معانى القرآن ( الورقة 283). قال: في تفسير قوله تعالى: " خلقكم من نفس واحدة ، ثم جعل منها زوجها" والزوج مخلوق قبل الولد ؟ ففي ذلك وجهان من العربية. أحدهما أن العرب إذا خبرت عن رجل بفعلين ردوا الآخر بثم إذا كان هو الآخر في المعنى. وربما جعلوا " ثم" فيما معناه التقديم ، ويجعلون " ثم" من خبر المتكلم. من ذلك أن تقول: قد بلغني ما صنعت يومك هذا ، ثم ما صنعت أمس أعجب ، فهذا نسق من خبر المتكلم ، وتقول: قد أعطيتك اليوم شيئا ، ثم الذي أعطيتك أمس أكثر. فهذا من ذلك. والوجه الآخر أن تجعل خلقة الزوج مردودا على واحدة ، كأنه قال خلقكم من نفس وحدها ، ثم جعل منها زوجها ، ففي " واحدة" معنى خلقها واحد. قال: أنشدني بعض العرب: أعددته للخصم... البيت. ومعناه: الذي إذا تعدى كوحته. وكوحته: غلبته. ا هـ.