وختم حردان:"إن أعتى قوة في العالم لن تتمكن من تزوير التاريخ ولا من تصفية القضية، بل إن الصفقة ستعمق في شعبنا خيار المقاومة الحاسم، ومن يعش ير".
لقد مرت الأمة الإسلامية بفترات من الضعف والتفكك، ومن هوان الحكام بعد أن غزا الصليبيون أرضها واغتصبوا ديارها لأكثر من مائتي عام متواصلة. وكانت في حالة من التفكك والضعف والخصومة لا تحسد عليها، ومن كان ينظر إلى حال الأمة في تلك الحقبة المظلمة يظن أنها لن تقوم لها قائمة أبدًا؛ إلا أن هذه الأمة نهضت من سباتها، وقامت من كبوتها، وهيأ الله عز وجل لها قادة أفذاذًا مخلصين قادوها ووحدوا بلادها؛ أمثال (نور الدين آل زنكي)، و(صلاح الدين الأيوبي)؛ فأفشلت كل مشاريع الكفار، وحرَّرت ما اغتصب منها. وما حدث في عهد الصليبيين حدث بنفس الطريقة في عهد المغول الوثنيين، وفي عهد الاستعمار الأول. وقد رفضت الشعوب في العالم الإسلامي كل المشاريع لتصفية قضية الأرض المباركة؛ ابتداء من مشروع التقسيم 1947م، وانتهاء بما يخطط اليوم عبر الوسطاء من الحكام العرب. ففي عهد عبد الناصر سنة 1953م سارت المظاهرات على قدم وساق، ضد هذا المشروع التصفوي، وارتقى في تلك المظاهرات أكثر من ثلاثين شهيدًا في منطقة غزة. ما هي بنود صفقه القرن. وخرجت الجماهير الحاشدة ضد مشروع بورقيبة سنة 1965م، واتهمته بالخيانة العظمى. وخرجت كذلك ضد كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة بالملايين؛ رفضًا لهذه المؤامرات.
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن بعض التفاصيل الجديدة المتعلقة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط، التي باتت تعرف بـ"صفقة القرن". وأوضحت القناة "12" الإسرائيلية في تقرير لها مساء الخميس، أن الخطة تنص على أن "السيادة الإسرائيلية الكاملة في جميع أنحاء القدس، ضم إسرائيل جميع مستوطنات الضفة الغربية، وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين"، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل". ما هي صفقة القرن. ويُعتبر الأردن أحد المتضررين من هذه الصفقة إذا تم إعلانها بالبنود التي تم الكشف عنها. وجاء الرد الأردني على لسان رئيس وزرائه عمر الرزاز ووزير خارجيته أيمن الصفدي، حيث أكد الأول بأن ثوابت بلاده واضحة تجاه القضية الفلسطينية، وتترجمها "اللاءات الملكية الثلاث" حول التوطين والوطن البديل والقدس المحتل. وشدد الرزاز، خلال تصريحات صحافية نقلتها وكالة الأنباء الأردنية "بترا" على رفض بلاده لأي إجراءات أحادية، تستهدف تغيير الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الرزاز: "هناك إجماع وطني أردني بين القيادة والشعب على الثوابت الوطنية التي لا يستطيع أحد اختراقها"، مؤكدا أن من المهم "أن نحصن أنفسنا سياسيا واقتصاديا، ونبني منعتنا الوطنية، ونكون سدا منيعا في وجه أي محاولة للمساس بوضعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي".