ان ما ذكرناه ليس إلا مثالا بسيطا لما يمكن للحكومات العربية فعله الان، دون ان يكلفها الكثير، ونظرة خاطفة الى العالم عندما كان ثنائي الاقطاب، متمثلا بالمعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي، يمكن ان توفر رؤية مغايرة لمجرى السياسة في العالم خلال المرحلة القادمة. فبعد ان استفرد الغرب بالعالم، مستندا الى نظرية فوكوياما الليبرالية "نهاية التاريخ" التي اطلقها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، نجد اليوم قوى اقتصادية وعسكرية توازي الغرب بكل ثكناته وحنكته في الهيمنة على العالم، التي لا يمكن لها ان تدوم طويلا. وفي القارة السمراء، نجد الدول الافريقية، رغم ضعف اقتصادها وفساد حكوماتها، وقف بعضها بوجه الضغط الاميركي واعلن وقوفه في جانب روسيا، والبعض الاخر اتخد موقفا حياديا، مستندين الى خبرات العقود الثلاث الاخيرة، حيث دخلت روسيا والصين افريقيا بشكل لم تشهده القارة من قبل، واستطاعت الصين على سبيل المثال، ان توفر للدول الافريقية خلال هذه الفترة القصيرة نسبيا ما لم يستطع الغرب مجتمعا توفيره لها خلال ثلاثة قرون، حسب ما جاء في تقارير المؤتمر الاخير، افريقيا-اوروبا، والمنعقد نهاية العام المنصرم في بروكسل. خطبة وطنية قصيرة لغتي الخالدة اول متوسط – موقع مصري. الدروس والعبر من اية كارثة يجب ان تسخر لخدمة الشعوب، وليس فقط الحكام، وان استطاعت الدول النامية ان تستفيد من ذهب الحرب، فسيذكر التاريخ دورها في خلق عالم جديد، وذلك لان جميع الدول النامية تمتلك من الثروات الطبيعية والبشرية ما يمكّنها من القفز الى مصاف الدول المتقدمة في فترات قصيرة، وهناك امثلة عديدة على ذلك، مثل كوريا الجنوبية والباكستان، ونستطيع ان نضم اليها اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وجنوب افريقيا، هذا اذا اعتبرنا مثال الصين مثالا فريدا، يصعب على الاخرين تقليده، رغم ان معطيات الواقع في دول عديدة تدل على عكس ذلك.
تحياتي
ولا تنسَ أيها الأخ المسلم التبكيرَ بالذَّهاب إلى المسجد لشهود صلاة الجمعة، فقد جاء في الحديث: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ [15] ثُمَّ رَاحَ [16] ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً [17] ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» [18]. ومن أهم أوقات استجابة الدعاء ساعة الاستجابة في يوم الجمعة، فَفي الحديث أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ [19] ، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا [20]. اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إنا نسألك النعيم يوم العِيْلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إنا نسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومردًّا غير مخزٍ ولا فاضح، اللهم ابسط علينا من بركاتك، ورحمتك، وفضلك، ورزقك، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
فإلى كل من وقع في مثل ذلك أناديهم من هذا المكان المبارك وفي هذا الزمان المبارك فأقول يا شباب وفتيات أمة الإسلام المجيدة أرجوكم.. ثم أرجوكم أن تعودوا لجادة الصواب ولا تفجعوا الأمة بكم فأنتم أملها الباسم،كيف تحمل قلوبكم مودة ومحبة تنافي الإيمان الصادق بالله العظيم أما سمعتم قول الله جل في علاه:{ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم أوأبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}(المجادلة:22). لا تقولوا نحن لا نفعل ذلك محبة فيهم فهل رأيتم من يقلد قوما وهو لهم كاره.. بل إن قمة الحب مشاركة القوم وتقليدهم في أعيادهم.